موناليزا بالحساء.. هل يكره نشطاء المناخ الفن؟

بداية الظاهرة كانت أكتوبر 2022، تحديدا معرض لندن الوطني، حيث ألقت ناشطتان حساء الطماطم المُعلب على لوحة عباد الشمس للفنان فينسنت فان جوخ.

خلال تلك اللحظات المشحونة بالغضب صرخت إحدى الناشطات قائلة: "ما الأكثر قيمة؟ الحياة أم الفن؟".

تساءلت الناشطة أيضا، بحسب صحيفة نيويورك تايمز، مخاطبة جمهور المعرض المندهش: "هل أنتم قلقون بشأن حماية لوحة أكثر من حماية الكوكب والناس؟".

تكرر المشهد ذاته، خلال بضعة أشهر مع اختلاف بعض التفاصيل، إذ أقدمت جماعة بيئية ألمانية على إلقاء البطاطس المهروسة على لوحة لكلود مونيه في متحف بوتسدام، ورشّ نشطاء آخرون حساء البازلاء على لوحة أخرى لفان غوخ في روما، بحسب صحيفة الغارديان البريطانية.

بالنسبة للمحتجين، يتعلق الأمر فقط بلفت نظر العامة إلى قضية المناخ، وبيان مدى إلحاحها.

من وجهة نظرهم تتناسب صعوبة القضية طرديا مع طريقة التعبير عنها.

بالنسبة لبعض النشطاء البيئيين والمحتجين بصورة عامة، يُعد الاعتداء على الأعمال الفنية أمرا "مُفيدا للغاية"، من وجهة نظرهم.

بحسبهم "بمجرد زوال الصدمة الأولية للاعتداءات، يبدأ الأفراد التفكير في قضية المناخ"، كما توضح كلير فاريل، المؤسسة المشاركة لإحدى الجماعات الاحتجاجية في العاصمة البريطانية لندن.

في المقابل، لا يُنظر إلى الاعتداء على الأعمال الفنية التاريخية كوسيلة احتجاج وإنما باعتباره عمل تخريبي.

نشر المجلس التحريري لصحيفة واشنطن بوست مقالا في مايو من العام الماضي، رجّح فيه أن تلك الأعمال لا تمثل بأي حال "احتجاجا"، وإنما عمل تخريبي واضح، ينتقص في الأساس من قضية المحتجين.

وجاء في المقال: "أي شخص مهتم حقا بحماية الكوكب، سوف يهتم أيضا بحماية كنوز الحضارة الإنسانية، وتلك الكنوز المستقبلية التي لم تُنتج بعد".

في نوفمبر من عام 2022 نشر عدد من رؤساء المتاحف والمعارض حول العالم بيانا مشتركا يهاجم ظاهرة الاحتجاج عبر الاعتداء على الفنون.

أوضحوا من خلاله أن النشطاء الذين يقدمون على تلك الاعتداءات يقللون من مدى هشاشة تلك القطع "غير القابلة للتبديل"، التي لا بد أن تُحفظ كجزء من التراث الثقافي العالمي.

وجاء في البيان: "المتاحف أماكن تتيح للأشخاص من خلفيات متنوعة أن تثير مناقشات، وسوف نكمل الدعوة للوصول المباشر إلى التراث الثقافي، وسنحافظ على المتاحف كمساحة حرة للتواصل".