Leggings Leg.. تيك توك يغذي النساء بـ"اضطرابات نفسية"

انتشر مؤخراً على تيك توك هاشتاغ "#Leggingsleg" والذي أثار جدلا واسعاً بسبب تركيزه على شكل محدد للساق يعتبره البعض مثالياً لارتداء البنطلون المطاطي، ويتضمن عادةً ساقاً نحيلة وفجوة بين الفخذين.

ساهم هذا الترند في إثارة انتقادات حادة بسبب الترويج لمعايير غير واقعية وغير صحية، ما يؤثر سلباً على نظرة النساء تجاه أجسادهن، خاصةً المراهقات اللواتي يكنّ عرضة للتأثر السريع.

واعتُبر التركيز على نوع محدد من القوام إقصائياً ويضر بمفهوم إيجابية الجسد.

استجابةً لهذه الانتقادات، قام تيك توك بحظر الهاشتاغ وإزالة المحتوى المرتبط به. وبدلاً من ذلك، تم توجيه المستخدمين الذين يبحثون عن هذا المصطلح إلى مقاطع فيديو تحمل معلومات عن اضطرابات الطعام.

في حين سيطرت مقولة "skinny is beautiful" أو النحافة جميلة، على موضة العام 2014، قد يكون من المفاجئ أن تعود مجددا في في 2024.

يمكن أن تنسب عودة هذه الأفكار إلى مزيج من "الحنين إلى الموضات القديمة" التي تواجدت في منتصف العقد الأول من القرن الـ21 وتأثير بعض المشاهير ووسائل التواصل الاجتماعي.

عندما تهيمن عبارة "النحافة جميلة"، فإنها تشجع المقارنة المستمرة والمنافسة القائمة على المظهر فقط، ما يخلق بيئة سامة تدمر احترام الذات وتعزز العلاقات السلبية مع الآخرين.

شهدت السنوات الأخيرة خطوات كبيرة نحو ما يسمى بالنظرة الإيجابية للجسد، والاعتراف بأشكال الجمال المتنوعة والاحتفاء بها.

أما المنصة التي صنعت هذه الموضة في العام 2014، فكانت "تمبلر" الممتلئة بصور النساء والفتيات النحيفات، وانتشر الأمر حتى وجد طريقه إلى عالم الموضة.

تكشف وسائل التواصل الاجتماعي الحقائق التي تواجهها النساء، لكن جذور المشكلة تكمن بشكل أعمق في صناعة الملابس الرياضية نفسها.

في حين يروج بعض المؤثرين لـ"البناطيل الضيقة"، فإنهم باتوا يواجهون النقد من متابعيهم.

ومن هذه الشركات هي شركة لولوليمون للملابس الرياضية، والتي عانت بعد تصريحات مثيرة للجدل من رئيس الشركة السابق، تشيب ويلسون، ضد النساء.

وكشفت تصريحاته عن "عدم مناسبة بعض أجساد النساء لملابس شركته" حقيقة العديد من شركات الملابس التي تخلق نموذجا غير واقعي لا تستطيع معظم النساء تحقيقه.

تُظهر الأبحاث أن محتوى "النظرة الإيجابية للجسد" على وسائل التواصل الاجتماعي يمكنه تحسين تقدير المرأة لذاتها ورضاها عن جسدها.

حتى عند عرض صور مثالية، إذا كانت مصحوبة بتعليق أو صورة تُظهر الواقع كما هو، فإن النساء لا يشعرن بالقلق من أجسادهن بعد مشاهدة هذه الصور. في المقابل، إذا لم يتم تقديم أي تعليق أو صورة تُظهر الواقع، فإن النساء قد يشعرن بقلق أكبر من أجسادهن بعد مشاهدة الصور المثالية.

بعيدا عن صانعي المحتوى، يعد تيك توك أرضا خصبة "للحركات الإيجابية للجسم"؛ إذ حصدت الهاشتاغات مثل #bodypositivity، و#allbodiesaregoodbodies، و#loveyourself مليارات المشاهدات، وتعرض أجسادا حقيقية، وتحتفل بحب الذات، وتزيل معايير الجمال التمييزية. وتعمل المنصة على تمكين عدد لا يحصى من الفتيات من خلال المؤثرين.

وبينما تراجع انتشار محتوى "Thinspiration" أو "وجود الإلهام للنحافة"، اكتسب محتوى "Fitspo" أو "الإلهام باللياقة" شعبيةً أكبر على تطبيقات مثل إنستغرام وتيكتوك. يضم هذا المحتوى صور وفيديوهات لنساءٍ رشقات ذوات بنيةٍ نحيلة، وغالباً ما يكن أبيض البشرة.

وعلى غرار محتوى "الإلهام بالنحافة"، أظهرت دراساتٌ تأثيراتٍ سلبية لمحتوى الإلهام باللياقة على تقدير المرأة لذاتها. في دراسةٍ على 108 طالبة جامعية، أظهرت نتائجها معاناة من شاهدوا صوراً لمحتوى الإلهام باللياقة من تدهورٍ ملحوظٍ في مزاجهن وتذمرٍ أكبر حيال أجسادهن، مقارنةً بمجموعةٍ ضابطة لم تشاهد تلك الصور.

أي أن حصل عكس المفعول، إذ هذا المحتوى، رغم هدفها المتمثل بتشجيع ممارسة الرياضة، لم تنجح في تحفيز المشاركات على ممارسة المزيد من التمارين.