في العمل.. 5 شخصيات تعاني من متلازمة "المحتال"

إنّ شعور الشخص بأنه لا يمتلك المهارة المطلوبة للقيام بالعمل، وأنّ إنجازاته جاءت بالصدفة، وأنه ذو كفاءة أقلّ ممّا يتكلّم عنها الآخرون.. هي علامات تدلّ على أنه يعاني من متلازمة المحتال Imposter Syndrome، على الرغم من أنه في الواقع يتمتّع بالخبرة والكفاءة والمهارات المطلوبة، وحقّق العديد من الإنجازات.

وتشير الدراسات أنّ 9% إلى 82% من الأشخاص شعروا بمرحلة ما من حياتهم بهذا الأمر. وهذا الشعور يدفع الشخص إلى العمل أكثر حدّ الإدمان.

يمكن تصنيف 5 شخصيات مُصابة بهذه المتلازمة:

1. الساعي للكمال Perfectionist: يسعى إلى الكمال في كل ما يقوم به، سواء في حياته أو في العمل، لذلك هو كثير الانتقاد لذاته خاصة إن أخطأ.

2. العبقري Natural Genius: الذي يتعلّم مهارات جديدة، لأنه يعتبر أنه ضروري ويجب أن يكون ملماً بكل شيء.

3. المنفرد Soloist: يعتقد الشخص أنّ عليه إنجاز كل شيء لوحده، ويرى نفسه فاشلاً في حال عدم النجاح بذلك أو لجأ إلى المساعدة.

4. الخبير Expert: يسعى دائماً لمعرفة التفاصيل والمعلومات.

5. البطل الخارق Superhero: هو من يربط دائماً بين كفاءته وقدرته على النجاح في كل ما يقوم به، والفشل ممنوع برأيه.

إنّ الشكّ الذي يدور في ذهن الشخص حول مدى كفاءته وإنجازاته، يدفعه إلى الشعور بأنه "محتال"، ولا يستحقّ المكانة التي وصل إليها. وليس هناك من أسباب جذرية توضّح هذه الظاهرة، ولكن هناك عدة عوامل تلعب دوراً في ذلك. أهمها:

• التربية: غالباً ما يزرع الأهل في عقل الولد فكرة "التفوّق"، مقارنته بالآخرين أحياناً، والإفراط في حمايته.

• قلة الثقة بالنفس والشعور بالنقص، خاصة في حال يسعون دائماً إلى الكمال.

• الاكتئاب والشعور بالقلق المفرط.

• تسلّم مسؤوليات جديدة يجعلهم يشعرون بالقلق أو الخوف من القدرة على النجاح بالمهام الجديدة.

تقولد. Valerie Young، كاتبة وخبيرة في Imposter Syndrome وإحدى مؤسسات Imposter Syndrome Institute، إنّ "الطريقة الوحيدة لعدم الشعور بأنك محتال هي عدم التفكير كأنك محتال".

من الخطوات التي تساعد في تخطي الشعور بعدم الكفاءة، وتقليص الشعور بمتلازمة المحتال:

• التحدّث مع الاختصاصي أو حتى الأصدقاء حول المشاعر والأفكار التي تراودك.

• بناء علاقات مع الآخر، من أجل تجنّب العمل المنفرد والانخراط في العمل الجماعي.

• الفصل بين الشعور والواقع، فكل شخص في مرحلة ما قد يقوم بأعمال "غبية" أو يخفق في عمل ما.

• الشعور بالانتماء إلى مكان العمل أو في الاجتماع أو حتى في الفصل الدراسي، لأنه من الطبيعي أنك ستجد اختلافاً، سواء في العمر أو التجربة أو الخبرة، فلا داعي لفقدان الثقة بالنفس.

• التركيز على نقاطك الإيجابية وما تبرع به دون المبالغة في الوصول إلى الكمال.

• التفكير الإيجابي من خلال مواجهة المواقف بإيجابية. عوضاً عن القول "الجميع هنا بارعون وأنا لا"، يجب القول: "الجميع هنا بارعون.. سوف أتعلم الكثير".

• التكيّف مع فكرة الفشل وارتكاب الخطأ، على أنه طبيعي وبشري.

• تخطي بعض القواعد منها: "يجب أن أعرف كل التفاصيل، يجب أن يكون لديّ الجواب الصحيح...".

التفوق الوهمي أو ما يُعرف بـDunning Kruger Effect هو ظاهرة نفسية، تقوم على مبالغة البعض في تقدير ذاتهم ومهاراتهم. وتحمل هذه النظرية اسم عالمَيْ النفس David Dunning، وJustin Kruger.

غالباً لا يدرك الشخص أنه يعاني من هذه المتلازمة، بل من حوله ينتبهون لذلك. ويعود السبب في مبالغة الشخص بقدراته، إلى عدم إدراك نقص المعرفة لديه، بل يعتقد أنه يعرف الكثير. ومن أهمّ الخطوات للحدّ من هذه الظاهرة:

• التعرّف على قدراتك وفهم المعرفة الخاصة بك مع القدرة على التغيير، دون اعتبار أنك أذكى من غيرك.

• التواضع والاعتراف بالخطأ من خلال تقييم الذات والنقد الذاتي.

• الاستماع الى تعليقات الآخر وردود الفعل.