لايف ستايل
.
قد يحدث أن تكون مع الشخص الصح في الوقت الخطأ، أو أن تكون مع شريك "صح" وتكتشف أنه "غير مناسب" لك فتخرج من العلاقة. لكن أن تكون مع شريك "خطأ" وتستمرّ في العلاقة، فأنت تنتمي إلى عالم الـ Fleabagging.
تلعب الوحدة دوراً جوهرياً، في أن يقع الشخص في فخّ هذه العلاقة. البعض قد يدركها فيخرج منها بأقلّ ضرر، والبعض الآخر يستمرّ لفترة وتكون النهاية مؤلمة.
متى ظهر مصطلح الـ Fleabagging؟ وما هو تأثير العلاقة غير السوية مع الشريك؟
الـFleabagging هو مصطلح أو مفهوم يُطلق على تكرار الارتباط بأشخاص مؤذية وغير مناسبين لنا، كما تعرّفه الاختصاصية في الطب النفسي وعلاج الإدمان د. ماجي الشافعي لـبلينكس. بذلك يدخل هذا المفهوم في قائمة العلاقات السامة في القرن الـ٢١: ghosting، love bombing، gaslighting وغيرها.
تعود هذه التسمية إلى المسلسل التلفزيوني البريطاني، ذات الطابع الكوميدي الدرامي Fleabag، من تأليف وكتابة الممثلة التي لعبت دور البطولة Phoebe Waller-Bridge، وتمّ عرضه عام ٢٠١٣. وتلعب Phoebe دور Fleabag، فتاة في مرحلة الثلاثين تبحث عن حب حياتها، وتمرّ بتجارب ومغامرات عاطفية "سيئة" وتصاب بخيبة أمل من الشريك.
قد يدرك البعض أنه في علاقات "سامة" وأنّ هذا الشريك ليس مناسباً لي، ولكن ما الذي يجعله يستمرّ في العلاقة؟ الأسباب متعددة أهمها كما تقول د. ماجي:
• الخوف من الوحدة، وبالتالي يفضّل البعض أن يكونوا مع أي شريك كان حتى لو كان غير مناسب لهم
• الخوف من نظرة المجتمع للشخص غير المرتبط والأحكام المسبقة
• عدم معرفة نفسي بشكل كافٍ والاستمتاع بصحبة ذاتي
• وجود تشوّهات فكرية لدى الشخص مثل نشأته في منزل حيث العلاقات العاطفية السوية والصحية مفقودة، وبالتالي فإنّ النموذج الصحيح للعلاقة واختيار الشريك المناسب غير موجود
• صورة الشخص عن نفسه مشوّهة، ويرى أنه لا يستحقّ أن يكون مع شخص أفضل من الشريك الذي هو معه
• إحساس الشخص بدور "المخلّص" و"المنقذ" تجاه شريكه من أجل أن يتغيّر، أو الإيمان بأنّ الشريك سوف يتغيّر من أجلي
تقول خبيرة العلاقات Hayley Quinn بأنّ هذا النهج من العلاقات، يعود إلى حدّ كبير للأفكار غير الواقعية التي لدينا حول الرومنسية، التي تصوّرها لنا الكتب والأفلام.
تعتبر د. ماجي الشافعي بأنّ العلاقة السليمة هي مصدر للأمان، ومشاعر الحب الحقيقية غير مؤلمة. ومن المهمّ التنبّه للعلامات، التي تُنذر بأنك في علاقة مع شخص غير مناسب:
• الشعور بالوحدة وأنت في العلاقة
• الخوف الدائم من أن يتركك الشريك
• عدم قدرتك على التعبير عن أفكارك ومشاعرك
• الخيانة
• التعنيف اللفظي أو الجسدي
• الصمت العقابي
• البخل
ومع استمرار الوجود داخل هذه العلاقة غير المناسبة، سوف يؤثر ذلك سلباً على صحة الشخص الجسدية والنفسية. من أهمّ التأثيرات:
• استنزاف الطاقة والنفسية
• ضعف القيمة الذاتية
• يصبح الشخص على استعداد لفعل أي شيء لإرضاء الشريك
ومع الوقت يفقد الشخص هويته وفطرته السليمة، ويتحوّل "لشخص مشوّه ويقبل بما عادة لا يقبله باسم" كما توضّح د. ماجي. واستمرار الكبت المستمرّ أثناء التواجد في مثل هذه العلاقة، من شأنه أن يؤدي إلى أمراض جسدية ونفسية نتيجة ضعف المناعة النفسية.
يتساوى الرجل والمرأة في موضوع الـFleabagging: المرأة تلعب دور "الأمومة" وعليه فهي تتّكل على مبدأ أنّ الرجل سيتغيّر. أما الرجل فيتمسّك بدور "السلطة" وأنه قادر على تحقيق التغيير في العلاقة. ولكن تؤكّد د. ماجي بأنّ الإيذاء لن يتوقّف تلقائياً، والتغيير ليس بالضرورة أن يحدث.
يجب في البداية إدراك المشكلة، و"إدراكي للمشكلة لا يعني الوعي بحلّها". هنا لا بدّ من وضع حدود نفسية لي، وإبلاغ الشريك بها وماذا أقبل وماذا أرفض (مثلا: أرفض الصمت العقابي والتقليل من قيمتي...).
ومن المهمّ عدم الشعور بالذنب تجاه حدودي وحقوقي، حتى لو شريكي أوهمني بأنها أنانية وشيء غير مناسب. وإذا لم يحترمها، من الضروري الخروج من العلاقة، "لأن الاستمرار في العلاقة سيكون أكثر ألماً من نهاية العلاقة". وليس من ضرر أن يبقى الشخص وحيداً لفترة، ويرتّب أفكاره ومشاعره، حتى يتمكّن من اختيار الشخص المناسب.
صحيح أنّ الفنّ يصوّر لنا العديد من القصص الرومنسية، وأغاني الحب الأبدي. لكنه أيضاً ينقل إلينا الجانب المظلم في العلاقات، والمواقف "السامة".
من أبرز الأفلام التي تحكي قصصاً عن العلاقات Toxic، نذكر:
• فيلم The Notebook (٢٠٠٤): يصوّر الفيلم فكرة الاختيارات الخاطئة لشركاء الحياة، وتأثيرها على الشخص من حيث عدم الاستقرار. الحيرة التي تقع فيها "آلي" بين حنينها لحبّها القديم لـ "نوح"، والتمسّك بحياتها المستقرة مع "لون".
• فيلم Two Lovers (٢٠٠٨): يعرض الفيلم رسائل كثيرة حول كيفية تجنّب العلاقات المؤذية، والعيش بعلاقة تؤمّن الاستقرار النفسي. يحكي الفيلم قصة "ليونارد" الذي يحتار بين "ساندرا"، ابنة أحد شركاء والده، التي تدعمه والمخلصة له لكنه لا يحبّها ؛ و"ميشيل" التي ينجذب اليها عاطفياً، لكن يشعر بخداعها وقد تتركه في أية لحظة.
• فيلمLa La Land (٢٠١٦): يواجه الثنائي"ميا" و"سيباستيان"، العديد من المشاكل نتيجة طبيعة علاقتهما غير المستقرّة من حيث العواطف.
أما على صعيد الغناء، فالأمثلة كثيرة منها:
• "ما تعتذر" للفنانة اللبنانية نانسي عجرم. من الكلمات "خليك عني بعيد (...) أنا بعرف إنك رح تجرحني من جديد (...) أناني ما بتعشق غير حالك".
• "حمدالله على السلامة" للفنان المصري محمود العسيلي. من الكلمات: "ايوه كان لازم انتي تسيبيه (...) ده ما بيسمعش إلا نفسو (...) أنا عارف إن انتي حاولتي معاه".
• أغنية "Stay Stay Stay" للفنانة Taylor Swift. من الكلمات:
“Before you I only dated self indulgent takers, who took all of their problems out on me”
• أغنية "Love the way you lie" للفنان Eminem و Rihanna. من الكلمات:
“Just gonna stand there and hear me cry, but that’s alright because I love the way you lie”
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة