حياتي الخاصة تحولت إلى Story Time

تشير المعالجة النفسية والأستاذة الجامعية ديالا عيتاني لـبلينكس، إلى أنّ الغرض من تقديم بعض صنّاع المحتوى لجوانب متعددة من حياتهم الخاصة، هو من أجل مشاركة الأفكار بغية التوعية في مواضيع مهمة بالنسبة لهم وتهمّ شريحة من المتابعين.

ولكن من جهة أخرى، هي أيضاً وسيلة للشعور باهتمام الآخر من خلال الضغط على زر الإعجاب، Like، أو الـshare أو كتابة تعليق تحت المنشور.

وترتفع مادة الدوبامين، التي تزيد الشعور بالسعادة، عندما يصلهم الإشعار، notification. ومع الوقت يتحوّل ذلك إلى حافز يمنحهم "الشعور بالسعادة"، فيشعرون بضرورة تحميل محتوى أكثر.

تزداد نسبة اهتمام صانع المحتوى بمشاركة فيديوهات أكثر، كلما ازداد تفاعل المتابعين.

هنا تشير ديالا إلى انغماس المتابعين في حياة الآخرين افتراضيا، الأمر الذي قد يلهيهم عن مشاكلهم الخاصة، للاهتمام والتركيز في حياة الآخرين.

من جهته، يشير المدرّب والمتخصص في التسويق الرقمي، نبيل رياض، لـبلينكس، أنّ مشاركة بعض اللحظات الشخصية أو التجارب الحياتية يعزّز العلاقة بين صنّاع المحتوى والجمهور.

وهذا الأمر يجعل المحتوى "أكثر إنسانية" في نظر الجمهور.

في المقابل، يرغب المتابعون في معرفة وجهة نظر صانع المحتوى والتعرّف على شخصيته وكيف يفكر. وهو ما يجذب المتابعين للتفاعل، الاشتراك في المناقشة، كتابة التعليقات، ومشاركة المحتوى مع الآخرين.

مارينا، صانعة محتوى، تشارك مع المتابعين فيديوهات تتحدث فيها عن تجارب خاصة مرّت معها في الحياة، "لكن حياتي العاطفية تبقى private".

تقول لـبلينكس إنها تقوم بذلك من باب التوعية، كما أنها فرصة لبناء قاعدة تواصل مع المتابعين، "وهذا أمر أساسي بالنسبة لمنصة مثل تيك توك".

حال مارينا هو حال العديد من صناع المحتوى، ولكن التوعية ليست السبب الوحيد وراء قصص الـStory time. فالبعض يلجأ إلى مشاركة حياتهم الخاصة على المنصات، مع آلاف الأشخاص الغُرباء، بينما يعجزون أحيانا عن مشاركة القصص نفسها مع أشخاص من حولهم.

وذلك لأنه الاختباء وراء الشاشة أسهل بالنسبة لهم، ويسمح لهم بـ"تجمّيل الأمور وإظهار نفسهم بصورة معينة قد لا تكون صورته الحقيقية"، كما تقول ديالا عيتاني. ومن الأسباب الأخرى:

• البعض يشعر بضرورة مشاركة تجربته مع الآخرين ومساعدتهم، إذ يعتبرون أنّ الآخر قد يمرّ بنفس المشكلة.
• البعض يشعر بالرغبة في مشاركة المعرفة، من خلال مجالات عملهم أو اهتماماتهم.
• هناك من يشعر بالرغبة بمشاركة حياته الخاصة من أجل جذب الانتباه.

• الثقة بالنفس تكون أكبر على وسائل التواصل الاجتماعي.
• لا يكون لدى الشخص معارف كثيرة أو أشخاص تدعمه في الواقع، فيلجأ إلى الغرباء للحصول على الدعم.
• ملء وقت الفراغ.

تتنوّع الأهداف من صناعة المحتوى، تبعاً لكل شخص والمحتوى الذي يسعى إلى تقديمه.

ولكن تبقى أبرز الأهداف هي مشاركة التجربة والخبرات مع الآخرين، أو السعي نحو الشهرة والكسب المادي، أو تعزيز فرصهم في مجال عملهم، بالإضافة إلى جذب جمهور أكبر وبالتحديد ممّن يشاركهم الاهتمامات نفسها.

من أجل بناء المحتوى، ثمة عوامل متعددة يجب أخذها بعين الاعتبار. يعدّد المدرّب والمتخصص في التسويق الرقمي، نبيل رياض، البعض منها:

• التعرّف على الجمهور واهتماماته.
• ⁠تبسيط الأفكار كي تصل بشكل أسهل.
• ⁠استخدام مفردات قريبة من الجمهور.
• ⁠وضع عنوان لكل منشور.
• ⁠تقديم محتوى مترابط مع إضافة طابع شخصي يميز صانع المحتوى كأسلوب تقديم
• ⁠تعزيز المحتوى بالأمثلة، القصص، الإحصائيات والأرقام.