وَدّعوا "الموضة السريعة".. البطيئة تكسب الآن

يشرح الرئيس التنفيذي لشركة إتش آند إم، دانيال إرفر، أن الشركة أرجأت بدء بعض حملات الربيع والصيف للتكيف مع تأخر الشحن الناجم عن أزمة البحر الأحمر، حسب ما نقلت وكالة رويترز الأربعاء 27 مارس.

وأردف إرفر، رئيس ثاني أكبر سلسلة متاجر في العالم لبيع الأزياء بالتجزئة: "أجرينا بعض التعديلات قصيرة الأجل على تاريخ البدء وتاريخ تدشين الحملات".

وأضاف أن مدة التأجيل ستختلف من دولة إلى أخرى، لكنها قد تصل إلى حوالي أسبوعين في بعض الأسواق.

وتجنبت شركات شحن المرور عبر قناة السويس بعدما أدت هجمات الحوثيين إلى أن تغير سفن الحاويات مسارها، لتسلك طريق رأس الرجاء الصالح مما زاد من تكاليف الشحن وتسبب في تأخير وصول الملابس والأحذية إلى أوروبا من مصانع في آسيا.

وفيما يتعلق بتقرير الربع الأول الذي صدر الأربعاء، قالت الشركة إنها تراقب التطورات في البحر الأحمر وتعمل على تقليل أي تأثير على توفر منتجاتها وتكاليف الشحن ومستويات المخزون.

وقال إرفر في مقابلته مع رويترز، إن الشركة اتخذت خطوات للحد من التعطيل، مثل مطالبة الموردين بشحن المنتجات في وقت أبكر من المعتاد، وتسريع الخطط لنقل الإنتاج إلى مناطق أقرب من العملاء.

تواجه علامات تجارية مشهورة مثل رالف لورين، لولوليمون، إتش آند إم، وزارا أزمة في عالم الموضة، حيث تُهدد تأخيرات تمتد لأسابيع إمداداتها بسبب هجمات على سفن الشحن.

تعتمد هذه الشركات على التسليم السريع للملابس العصرية، وباتت الآن تواجه صعوبات كبيرة بسبب إعادة توجيه مسار السفن حول الطرف الجنوبي لأفريقيا، مما يُزيد من تكاليف الشحن ويُطيل مدة الرحلة.

ويواجه تجار التجزئة ارتفاعا كبيرا في الأسعار، مما قد يُؤثّر على المستهلكين الذين قد يتسلمون الملابس بعد انتهاء موسمها.

تواجه الشركات، خاصة تلك التي تعتمد على الموضة السريعة والتسليم السريع، خيارات صعبة، فإما أن تُسرّع من تسليم الطرود عبر شحنها جواً بتكلفة عالية، أو تقبل التأخيرات كعامل خارج عن إرادتها.

تُعتبر جنوب آسيا مركز إنتاج رئيسي للملابس الأميركية السريعة، وبحسب نائب رئيس سياسة سلسلة التوريد والجمارك في الاتحاد الوطني للبيع بالتجزئة، جوناثان غولد، فإن تجار التجزئة الذين يصنعون منتجاتهم هناك سيكونون "الأكثر تضرراً" من تأخيرات الشحن وارتفاع أسعاره.

يقول غولد لرويترز ففي عام 2022، جاء قرابة 45% من واردات الملابس الأمريكية من آسيا.

وتشير تقارير موقع "ستاتيستا" إلى أن سوق الملابس الضخمة في جنوب شرق آسيا يُتوقع أن تحقق أرباحا تفوق 50 مليار دولار هذا العام.

ويمثل قسم ملابس النساء الشريحة الأكثر ربحا، إذ يُتوقع أن يُدرّ ما يقارب نصف عائدات السوق، كما أن 93% من مبيعات الملابس من المنطقة تتركز على الملابس غير الفاخرة.

وتضم هذه المنطقة دولاً مثل الهند والصين وبنجلاديش وباكستان وسريلانكا، وفقا لفينود سيناندي، استشاري متخصص في شؤون جنوب آسيا.

وتعتمد شركة إنديتيكس، المالكة لكل من H&M وزارا، على الشحنات إلى أوروبا في حوالي 60% من مبيعاتها.

ووفقا لجريدة وول ستريت جورنال، فمن المحتمل أن تواجه H&M التي تعتمد بشكل أكبر على الأسواق الآسيوية صعوبات أكبر في الشحن.