لايف ستايل
.
المال يجلب السعادة أو أننا نحن من نصنع السعادة؟ سأكون سعيداً عندما أتزوّج، إذا اشتريت سيارة سأصبح سعيداً.. أقوال كثيرة تتردّد حول مفهوم السعادة، لكنها تبقى منفردة بكل شخص والعوامل التي تؤمنها له.
يقول الفيلسوف أرسطو إن السعادة هدف طويل الأمد وليست مؤقتة. والإنسان عادة في سعي دائم لتحقيق سعادته، هذا إن لم يكن في بحث دائم عنها، إذ كلما تحقّق له هدفاً يقوم بالتفكير بالتالي وهو ما يُعرف بنظرية Hedonic Treadmill.
ولكن ما الذي يعيق الوصول إلى السعادة؟
السعادة حالة شعورية جميلة يبحث عنها جميع البشر، لها تأثير إيجابي على حياة الإنسان. تنبع السعادة الحقيقية من الداخل ويمكن تحقيقها بأنفسنا، ولكن "حصولنا على السعادة من مصادر خارجية، لا يمنع كونها سعادة"، كما تقول لـبلينكس أسماء والي، كاتبة ومدربة في الوعي وجودة الحياة.
بحسب علم النفس، تقسم السعادة إلى نوعين:
وتختلف أشكال السعادة من شخص إلى آخر، وهي تتنوع باختلاف طرق الحصول عليها، وهناك:
يشير بعض علماء الوراثة السلوكية وعلماء النفس أنّ حوالي 50٪ من السعادة تعود إلى الجينات، 10٪ إلى ظروف الحياة، و40٪ إلى الاختيارات الشخصية.
وتؤكّد مدربة الوعي على مقولة أنّ "الإنسان يصنع سعادته بيده"، وفي كتابها "الحلّ لـ33 دائرة مغلقة تعيقك عن النجاح"، ذكرت: "اخلق سعادتك، رغم قسوة الظروف". ولتحقيق السعادة، على الإنسان أن يكون واعياً، ويتمتع بالمرونة والانضباط.
تتحدّث أسماء عن 7 عوامل تساعد الإنسان للحصول على السعادة:
1. الوعي بمشاعرنا وتقبلها. نمر بالعديد من المشاعر، كالقلق والغضب، وتقبلهم يخلق حالة من الرضا على المدى الطويل.
2. تحقيق الأهداف التي يرغب في الوصول إليها لأن هذا سيحقق لك الرضا عن نفسك.
3. الامتنان والشكر والرضا. وهذا يتحقق بالنظرة الإيجابية للحياة مهما كانت الظروف التي تمر بها.
4. عدم مقارنة الإنسان نفسه بالآخرين، لأن لكل شخص حياته الخاصة وكذلك أسراره التي لا يعلمها أحد غيره.
5. الاهتمام بالصحة الجسدية والنفسية التي تساعد على الرضا والسعادة الحقيقية.
6. التفكير بإيجابية يساعد بشكل فعال جدا في شعور الإنسان بالسعادة والبهجة في الحياة.
7. اخلق سعادتك بطريقتك الخاصة، هناك من يشعر بالسعادة في العطاء ومساعدة الآخرين، أو بتحقيق أهدافه، أو القيام بأشياء يحبها (تناول طعام معين أو مشروبه المفضل، قراءة كتاب).
هناك عوامل كثيرة تعيق الإنسان عن السعادة، وهي تختلف من شخص لآخر باختلاف تجربته الخاصة في الحياة. ومن أهم العوامل التي تؤثر على السعادة:
1. عدم الوعي وعدم القدرة على التعامل مع المواقف الحياتية المختلفة، سواء على المستوى الشخصي أو الاجتماعي.
2. الانعزال الرقمي يعيق الإنسان عن الشعور بالسعادة، وذلك بكثرة الاعتماد على السوشيال ميديا وقلة التواصل الشخصي الحقيقي.
3. العمل المفرط دون الحصول على وقت كافٍ للاسترخاء والراحة.
4. عدم الشعور بالتقدير، سواء التقدير الذاتي واحترام الشخص لنفسه، وتقدير الآخرين لإنجازاته مثلاً أو التقليل من قيمته.
5. نمط الحياة "السلبي"، أي عدم الاهتمام بالنفس، عدم ممارسة الرياضة، تناول أطعمة غير صحية، التدخين.
6. إهمال الصحة العقلية والنفسية مما يؤدي إلى تراكم الضغوطات النفسية.
7. عدم تحقيق الذات أو عدم وجود هدف واضح للإنسان يسعى لتحقيقه في الحياة.
الحصول على جرعات من السعادة بشكل روتيني يؤثر على جميع جوانب الحياة، الجسدية، النفسية، العائلية، وحتى العملية. فالسعادة تعزز الرفاهية والتوازن الشخصي في الحياة، وتمدّ الشخص بالطاقة والحيوية.
تعد ممارسة الرياضة من أهم الوسائل للحصول على السعادة، إذ يفرز الجسم هرمون الإندروفين الذي يدخل تحت مسمى هرمونات السعادة وهذه النقطة تشمل الجانبين الجسدي والنفسي.
وتشير أسماء والي إلى بعض الآثار الإيجابية للسعادة:
1. تعزيز الصحة العقلية: الشعور بالسعادة يقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق والضغط النفسي.
2. الأداء العملي: الأشخاص السعداء عادة ما يكونون أكثر إنتاجية وإبداعاً في أعمالهم ومهامهم.
3. العلاقات الشخصية: السعادة تعزز التواصل الإيجابي مع الآخرين، وتساهم في بناء علاقات صحية ومتوازنة مع الأصدقاء والعائلة وشريك الحياة.
4. الإنجازات الشخصية: الشعور بالسعادة يزيد من الدافع لتحقيق الأهداف الشخصية والاجتماعية، ويعزز الشعور بالقيمة الذاتية.
5. التفاعل الاجتماعي: الأشخاص السعداء عادة ما يكونون مفعمين بالطاقة الإيجابية، مما يجعلهم أكثر جاذبية اجتماعية، ويزيد من فرص التفاعل الاجتماعي الإيجابي معهم.
في مسار الوصول إلى السعادة، كلّما شعرنا بالسعادة لمجرّد تحقيق ما نريده، نعود إلى نقطة البداية والمستوى المعتاد من السعادة. وهو ما يُعرف بنظرية "تكيّف المتعة" Hedonic Treadmill.
هنا تشير أسماء والي إلى أنّ الشخص بطبيعته "يتكيّف مع الظروف الجديدة والمتغيرة في حياته، بشكل يؤدي في النهاية إلى استعادة مستوى ثابت من السعادة والرضا الشخصي".
هذا ما يفسّر كيف أنّ الشخص بعد تحقيق هدف معين، مثل زيادة الدخل أو شراء منزل جديد، يشعر بسعادة مؤقتة، لكن بمرور الوقت يميل مستوى السعادة إلى العودة إلى المتوسط السابق. تماماً كما هي الحال عندما يحصل الموظف على ترقية، ثم يعود لمستوى سعادته المعتادة بعد الاعتياد على منصبه.
ويستمرّ الإنسان في البحث عن حافز جديد لتحقيق السعادة، ويختلف ذلك من شخص لآخر وعلى حسب التغييرات سواء كانت إيجابية أو سلبية.
وتوضّح والي أنه في بعض الأحيان "لا يجب أن ننتظر الحافز الخارجي، الذي سيساعدنا على تحقيق أهدافنا وإنجازاتنا في الحياة من أجل تحقيق السعادة، بل يجب علينا العمل والانضباط والتحلي بالمرونة كي نعيش السعادة".
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة