رمضان يحجز مكانا في "عاصمة الميلاد"

تؤكد ديتيب، وهي منظمة تمثل الإسلام التركي الرسمي في فرنسا وتُعرف بنهجها المعتدل تاريخيا، أن هذا الحدث "مفتوح للجميع". ويستقطب الموقع جمهورا متنوعا بما يشمل العائلات مع أطفال، والشباب، والمتقاعدين، بملابس تقليدية أو بمظهر أكثر حداثة.

وتقول "زي" وهي موظفة حكومية متحدرة من شمال إفريقيا: "الجميع هنا، شهر رمضان يوحد المجتمعات المختلفة". وتُضيف: "مفتوح حتى لغير المسلمين الذين يمكنهم المجيء وتناول الطعام واكتشاف الثقافة. إنه شهر لتهدئة العلاقات"

رغم ذلك، تأتي البهجة منقوصة بالنسبة لـ"زي"، فهي تأسف لأن العروض المقدّمة على خشبة المسرح ناطقة باللغة التركية، ما يجعلها غير قادرة على فهمها.

بحسب الناطق باسم "ديتيب" في ستراسبورغ، سابان كيبر، فإن إقامة هذه السوق إستجابة لطلب من المجتمع المحلي، للحصول على "مكان للم الشمل والأنشطة".

ويقول: "إن الأجواء تشبه إلى حد ما، يوم عيد الميلاد. ففي 24 ديسمبر، تمضي الوقت مع عائلتك، بغض النظر عن درجة إيمانك. الأمر مشابه في رمضان، إلا أنه يدوم لفترة أطول".

لكن كيبر لا يستفيض في المقارنة مع العيد المسيحي وسوق عيد الميلاد التي تقام في ستراسبورغ، وهي حدث سنوي رئيسي في منطقة الألزاس منح المدينة لقب "عاصمة الميلاد"، اجتذبت الدورة الأخيرة من الحدث 3.3 ملايين زائر.

فيقر كيبر: "سوق عيد الميلاد في ستراسبورغ يعود تاريخها إلى خمسة قرون، وهي الأقدم في أوروبا". ويُضيف: "لقد ألهمتنا هذه الفكرة، لكننا في النسخة الرابعة فقط". وفي عام 2023، استقطبت السوق الرمضانية 50 ألف زائر.

يأمل قادة الجمعية في أن تساعد هذه السوق، التي تُقدم على أنها الأكثر أهمية على المستوى الوطني، في إعطاء صورة مختلفة عن المجتمع المسلم وتساهم في تطبيع العلاقات مع السلطات.

والأمر يعود وفقا لكبير، للهجوم على صحيفة "شارلي إيبدو" الأسبوعية الساخرة عام 2015 في باريس ويُضيف أنه منذ ذلك الحين: "لسوء الحظ، غالبا ما يتم تناول مسألة الإسلام من منظور أمني. هناك وصمة عار قوية للغاية، والمناخ ضار".

وعلى صعيد السلطات البلدية، المدينة ليست مشاركة في تنظيم هذا الحدث الذي يقام على أرض خاصة ولم يُقدم أي طلب للحصول على دعم له. ويوضح مستشار البلدية للشؤون الدينية جان فيرلين: "لا يوجد أي عوائق ولا أي مساعدات محددة".

ويصف فيرلين السوق باعتبارها حدث ثقافي في المقام الأول، إذ أن ثلث المشاركين أو حتى نصفهم ليسوا مسلمين.