5 أسباب تدفعك لبناء Personal Branding

إنّ الـPersonal Branding، أو الهوية التجارية الشخصية، هو علم ظهر حديثاً ولم يكن منتشراً سابقاً. "هو الـCV الحديث والمفتوح للجميع، الذي يمكن لأي شخص الاطّلاع عليه"، كما تقول لـبلينكس زاده زياد العزام، ماجستير في ريادة الأعمال والقيادة ومتخصصة في بناء الهوية التجارية الشخصية.

الهدف الأساسي من بناء علامتك الشخصية يكمن في خلق كيان لنفسك، وأن يكون ما تقدّمه واضحاً للآخرين، كي تضمن لك مكاناً في ذهن الجمهور. وبالتالي يكون اسمك أول ما يخطر على بالهم، عند التفكير في خدمة معينة أو مهارة محددة.

تعزّز هذه الهوية "الرقمية" أيّ مشروع ترغب القيام به، في الوقت الحالي أو مستقبلاً. وهي وسيلة مساندة في عملية التوظيف، كما في جوانب مختلفة من مسارك المهني:

• جذب اهتمام الموظفين
• جذب الفرص المهنية الجديدة
• بناء العلاقات المهنية القوية
• تحقيق التقدّم الوظيفي والنجاح المهني

يمكن لكل شخص العمل على بناء هويته التجارية الشخصية، وتساعده في مجاله وتفتح له الفرص. ومن أهمّ الوظائف التي يستفيد أصحابها منها: روّاد الأعمال، رؤساء الإدارة، المبرمجين، الذين يعملون بدوام حرّ، الصحافيين، المبرمجين...

تعتبر علامتك الشخصية أداة قوية في العصر الرقمي الحالي، وفرصة لبناء سمعة جيدة وتحقيق النجاح في مجالك، ومع الوقت يبني الشخص ثقة لدى المتابعين.

لذلك طالما لديك ما يستحقّ المشاركة، فلا بدّ من مشاركته مع الآخر من خلال العلاقات، وترجمة الأفكار والمهارات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، "خاصة وأنّ مواقع التواصل الاجتماعي مليئة بمن يقدم محتوى فارغ"، كما توضّح زاده.

تكمن أهمية بناء علامتك الشخصية في:

• تمييز الذات: التمييز بينك وبين الآخرين في سوق العمل وفي مجالك المهني.
• بناء الثقة: عندما يكون لديك هوية تجارية قوية وموثوقة، يصبح العملاء أكثر إقبالاً للتعامل معك.
• تعزيز المكانة المهنية: يمنحك فرص مهنية أكبر، وتأثير أوسع في مجالك المهني والتطور الوظيفي.
• جذب الفرص الجديدة: مثال واضح هو تعاون الشركات مع بعض الأشخاص و"الإنفلوينسر"، من أجل تسويق نفسها ومنتجاتها. إنّ هذه الوجوه باتت مصدر ثقة، ولديهم قاعدة جماهيرية.
• تحقيق الأهداف: هويتك القوية تساعدك على تحديد وتحقيق أهدافك المهنية، بطريقة أكثر فعالية.

وتعمل كمحفز للتطوير الشخصي والمهني وتوجيهك نحو النجاح. ذلك لأن الاستمرارية في تقديم المحتوى، يجعل الشخص يستمرّ بالتطوير الذاتي والتعلّم والقراءة المستمرة، ما يؤدي إلى التطور الشخصي والمهني.

تلعب الهوية الشخصية التجارية "الرقمية"، من خلال وجودك على وسائل التواصل الاجتماعي، دوراً مهماً في عملية التوظيف والأداء الوظيفي وحتى في التقدّم المهني. ومن المهمّ في بناء الـPersonal Brand، أن يضمّ المحتوى كلمات مفتاح تكون معروفة في مجاله، لأنها صلة الوصل بين الشخص والفرصة الوظيفية: سواء الموظف، مسؤول التوظيف أو أي شخص منفرد يبحث عن شخص متخصص في مجال ما.

بشكل عام، تلعب الهوية الشخصية الرقمية دوراً حيوياً في جميع جوانب مسارك المهني:

• أولاً، في عملية التوظيف:

يبحث مسؤول التوظيف عن موظفين لديهم المهارات، التي تساهم في ملئ المنصب الشاغر. فيلجأ إلى كلمات مفاتيح عبر الإنترنت، ويجد الأشخاص المناسبين. وهذه الهوية التجارية الشخصية تساعد المسؤول في التعرّف على مهاراتك وخبراتك، قبل اتخاذ قرار التوظيف.

من جهة أخرى، الحضور السلبي على الإنترنت كالمنشورات المثيرة للجدل أو الصور غير الملائمة، من الممكن ان تكون مؤثر سلبي على انطباع اصحاب العمل المحتملين، أو الأشخاص الذين من المحتمل ان تعمل تعاون تجاري معهم.

• ثانياً، أثناء الأداء الوظيفي:

الهوية الشخصية الرقمية تساعدك على التواصل مع زملاء العمل والعملاء، بطريقة احترافية وفعالة. كما تساعد في جذب عملاء محتملين للمؤسسة التي تعمل بها. فالسمعة الشخصية تساعد في تثبيت مكانك وظيفياً في الشركة و"أكون قيمة إضافية للشركة". يمكن استخدام منصات التواصل الاجتماعي لبناء شبكة مهنية، والتعرّف على فرص جديدة للتطوير المهني والتقدم، سواء في الشركة التي تعمل فيها أو الفرص الأخرى المتاحة.

• ثالثاً، في التقدّم المهني:

الهوية التجارية الشخصية وسيلة لتسليط الضوء على الإنجازات والخبرات، من أجل فتح فرص جديدة والتقدّم وظيفياً. هنا أهمية مشاركة الشهادات الجامعية والخبرات والإنجازات والدورات، عبر السوشيال ميديا لمشاركة المعرفة والمهارات مع المجتمع المهني الذي قد يساعدك في تقدّمك المهني.

بالتالي فهذه خطوة تعطي انطباعا جيدا ليصدّقك الأشخاص، وتقدّم لمتابعيك أو الموظفين أسباباً إضافية للإيمان بأنك تستحق المتابعة او التوظيف، وأنك ملتزم بتطوير نفسك باستمرار.

ليس هناك من "خلطة سحرية" يجب اتّباعها لبناء هذه "هوية ناجحة". لكن هناك خطوات مهمة لا بدّ من الاعتماد عليها، كما تشرحها زاده العزام:

• القيمة المعرفية: التي تساعد في تقديمك إلى الجمهور على أنك خبير في مجالك. من هنا أهمية أيضاً التواصل مع وسائل الاعلام، إقامة الشراكات والتعاون مع المشاهير، المشاركة في المنتديات سواء المهنية أو الإجتماعية
• الجهد: الذي تبذله من أجل الحفاظ على الاستمرارية، وجودة المعرفة والتعلّم المستمرّ.
• جودة المحتوى: أن يعكس الفكرة والهدف منه.
• تحديد الجمهور: الذي نتوجه إليه، وعليه يتمّ اعتماد الأسلوب المناسب لإيصال المعلومة.

• تحديد الصورة: التي ترغب بإيصالها وكيف تريد أن ينظر إليك الجمهور أو صاحب لعمل، من خلال محتواك المرئي والمكتوب والمسموع.
• توطيد العلاقات مع الأشخاص الذين أقدم لهم المحتوى، من خلال التواصل المستمر والتفاعل وتبادل الحوار.
• الإلتزام بنشر المحتوى، من خلال العمل على خطة واضحة وكيفية توزيع نشر المحتوى على مدار السنة. من المهمّ عدم تشتّت الأفكار، وتنظيم الأمور وتنظيم الوقت.. هذا النظام في النشر يبني مصداقية لدى الجمهور ويزيد من وفائهم لك ولمحتواك.

أما أبرز الأخطاء التي يمكن أن يقع فيها الشخص، وتنعكس سلباً على هويته الشخصية:

• التسرّع: قبل البدء يجب تخطيط لبناء الهوية والرؤيا والهدف والأساليب وقنوات الاتصال التي استعملها.
• عدم إيجاد "الجوهرة" داخلك: يجب تحديد نفسنا والصفات التي تنعكس من خلال الهوية والتي ستميزنا عن الاخرين.
• عدم الاستمرارية: نتيجة التسرّع أحيانا او عدم رسم خطة للمحتوى.
• قلة التفاعل مع الجمهور وعدم الاستجابة للجمهور والنقاش معهم.
• عدم الاعتراف بالخطأ في حال وقوعه وعدم التمسك بأفكارك فقط بل الانتباه أحياناً إلى رأي الاخر أو تعليق أحدهم وأخذه بعين الاعتبار في حال كان سيصبّ في مصلحتك.