"الحصبة" تباغت العراق.. لماذا عادت الموجة من جديد؟

خلال فترة وجيزة، سجلت وزارة الصحة بالعراق قرابة 27 ألف إصابة بالحصبة، 96% منها كانت بين صفوف غير الملقحين، و4% جاءت في صفوف هؤلاء الذين لم يتلقوا الجرعة الثانية من اللقاح.

فقد قتل المرض 43 شخصا، بينهم 42 من غير الملقحين، فيما توفيت امرأة ملقحة واحدة، كانت تعاني من أمراض مزمنة.

لذلك، أعلن العراق عن حملة تطعيم في 14 أبريل، شملت أكثر من 6 ملايين طفل في عموم البلاد.

تُجيب على هذا السؤال الطبيبة، ربى الفلاح، من إعلام وزارة الصحة العراقية، مؤكدة أن مرض الحصبة "متوطن" وظهوره "ليس طارئا"، لكن السبب بحسب الفلاح يعود إلى عدم أخذ اللقاح، وعدم التزام بعض الأسر بالجدول الوطني لحصول أطفالهم عليه.

وقال طبيب الأسرة، خليل الرديني، إن مرض الحصبة من "الأوبئة القديمة"، وكان منتشرا في البلاد قبل عقد من الزمن.

وشرح الرديني لوكالة الأناضول، أن الحصبة من الأمراض المعدية التي يمكن السيطرة عليها باللقاحات، وتظهر مثل هذه الأوبئة نتيجة خلل ما في عملية التطعيم.

وينظر الرديني للخلل في التطعيم في ضوء الأحداث التي مر بها العراق خلال السنوات الـ10 الماضية، من تهجير وحرب ضد داعش، وكذلك ظهور وباء كورونا.

وأضاف: "تلك الأسباب كانت وراء تلكؤ بعض العوائل في الحصول على اللقاحات، وبخاصة الحصبة، ومنع ظهورها يحتاج إلى أن تكون نسبة الملقحين فوق 80%".

ويؤرخ الرديني لهذا الموجة من الحصبة بسبتمبر من العام الماضي، ومن ثم يقول إنها في طريقها للانتهاء، حيث أصبحت الحالات المصابة أقل بكثير مما مضى.

لمواجهة تلك الموجة من المرض، اتجه العراق إلى حملة تطعيم استمرت 10 أيام، واستهدفت بحسب الفلاح "تقليل عدد الإصابات" و"الوصول إلى مناعة مجتمعية".

وقالت: "اللقاح الذي تم استخدامه في عملية التطعيم آمن ومعتمد من قبل منظمة الصحة العالمية، ومن مناشئ عالمية رصينة، وهدفنا الأساسي هو بناء مجتمع متعاف صحيا".

من بين المحافظات العراقية، كانت "المثنى" في الجنوب، كانت الأكثر إقبالا على تلقي اللقاح، وفاق عدد الملقحين في المحافظة نسبة 97%.

لكن الطبيبة دعت المواطنين إلى عدم الالتفات إلى الشائعات التي تتحدث بأن اللقاح يهدف إلى نشر الأمراض، وهو الأمر الذي وصفته بـ"أحاديث مضللة وعارية عن الصحة كليا".

وأضافت: "مرض الحصبة من الأمراض سريعة العدوى والانتشار".

بحسب منظمة الصحة العالمية، فإن الحصبة مرض شديد العدوى يسببه فيروس ينتشر بسهولة عندما يتنفس شخص مصاب أو يسعل أو يعطس، ويمكن أن يسبب مرضا وخيما ومضاعفات تؤدي في بعض الأحيان إلى الموت.

ومن الممكن أن يصيب أي شخص، ولكنه أكثر شيوعا بين الأطفال.

ويُصيب المرض الجهاز التنفسي، ثم ينتشر في جميع أنحاء الجسم، ومن أعراضه الحمى العالية والسعال وسيلان الأنف وانتشار الطفح الجلدي في جميع أنحاء الجسم.

وتؤكد المنظمة أن "التلقيح" هو أفضل سبيل للوقاية من الإصابة بالحصبة أو نقلها إلى أشخاص آخرين، علما أن اللقاح المضاد لها مأمون ويساعد الجسم على مكافحة الفيروس.

أشارت التقديرات إلى أن عام 2022 شهد وفاة نحو 136 ألف شخص حول العالم بسبب الحصبة، معظمهم أطفال دون سن الـ5، رغم توفر لقاح آمن.

وأدت التطعيمات التي اعتمدتها البلدان وشركاء دوليون آخرون، إلى الحيلولة دون وقوع وفيات قُدر عددها بنحو 57 مليون وفاة بين عامي 2000 و2022.

ووفق منظمة الصحة العالمية، فإنه رغم توافر لقاح مأمون وعالي المردودية ضد الحصبة، فقد أشارت التقديرات إلى أن عام 2022 شهد وقوع نحو 136 ألف وفاة بسبب المرض في العالم، معظمها وقعت بين أطفال دون سن الـ5 من غير المُلقّحين أو المنقوصي التلقيح.

في عام 2022، حصلت نسبة 83% تقريبا من أطفال العالم على جرعة واحدة من لقاح الحصبة بحلول عيد ميلادهم الأول بواسطة الخدمات الصحية الروتينية، وهي أدنى نسبة سُجّلت منذ عام 2008.