كاريكاتور القلم والورقة يكافح في مواجهة الـDigital

يرى البعض أنّ الكاريكاتير "فنّ تشكيلي"، والبعض الآخر يراه "فنّ الصحافة".

ويعتبر خالد الجابري بأنّه من "الفنون البصرية ولأن الصورة تعبّر عن ١٠٠٠ كلمة، كان هناك تركيز على الكاريكاتير لأنّه مؤثّر ويساعد في إيصال المعلومة مباشرة للقرّاء. قد يكتفي القارئ برسمة كاريكاتير، عوضاً عن قراءة المقال بالكامل".

أصبح رسم الكاريكاتور شائعاً في القرن السادس عشر والسابع عشر، وكان وسيلة للسخرية من السياسيين لدى الأرستقراطيين الأوروبيين. تنطلق فكرة الكاريكاتير من أيّ شيء في الحياة: في الشارع، في حوار مع الأصدقاء، من الخبر نفسه سواء كان اجتماعياً أو اقتصادياً أو سياسياً.. ممكن أن تخطر الفكرة على الذهن من أي وسيلة، ومن الاحتكاك بالناس.

يستطيع فن الكاريكاتير، مثله مثل باقي أنواع الفنون، إظهار الواقع أو المشكلة بشكل بسيط ومختصر، مع بعض المبالغة أو التضخيم "فالمبالغة تأتي بغرض عدم نقل الواقع كما هو بل إيصال المعلومة بطريقة ساخرة" كما يشير أحمد عبد المنعم. وهو ما يجعله أقرب إلى الجمهور، على اختلاف فئاتهم ومستواهم العلمي، ويكون له تأثير أقوى.

يرى أحمد عبد المنعم بأنّ الكاريكاتير يوصل الرسالة بشكل أفضل، لأنّ الرسمة تكون جاذبة للعين. ذلك لأنّ عنصر المفاجأة وعدم التوقع كيف ستصف الرسمة هذا الموقف أو ذاك الموضوع، يجعلها جذابة وتصل أسرع و"تُحفظ في العقل، كما النكتة". وهذا بالطبع يتوقف على رؤية الرسام، وخفّة دمه.

إنّ الكاريكاتير التقليدي أو الرقمي، يقوم على عناصر عدة منها:

• ثقافة الفنان ومتابعة الأحداث

• أن تكون الفكرة قوية

• الاختصار من خلال التعبير عن الفكرة الكاملة بصورة واحدة، ويفضّل دون تعليق إلاّ عند الحاجة

• البساطة في الرسم

• النفحة الكوميدية

أمّا رسّام الكاريكاتير، من المهم أن يؤمن برسالة الكاريكاتير وتأثيره في الناس. هذا بالإضافة إلى:

• التمتّع بحسّ الفكاهة ونظرته للحياة ساخرة

• على دراية بما يحدث من حوله وحول العالم، ليكوّن وجهة نظر تساعده في الرسم ويمكن التفاعل مع الناس بالرسم، وألاّ يكون منفصلاً عن الواقع.

• معرفة جيدة بالرسم

• القدرة على اختزال فكرة كاملة في رسمة واحدة

• على دراية

• بالنسبة للرسم الديجيتال، على الرسام أن يكون تقنياً على اطّلاع على كل ما هو جديد في الـsoftware الذي يستعمله والـupgrade والـtools، ليكون متماشيا مع التحديث في التكنولوجيا.

في العصر الرقمي، اتّجه العديد من رسّامي الكاريكاتير إلى الديجيتال. يتميّز الكاريكاتور الديجيتال أنّه الأكثر انتشاراً واستخداماً في أوساط متعددة: بالإضافة إلى فرصة مشاهدته والضحك، فهو ممكن استخدامه لغرض شخصي كطباعته على القميص أو لوحة. اليوم لا يمكن مقاومة التطور التقني، لذلك "اجعله يخدمك.. بدل أن يكون ضدّك" كما يقول خالد الجابري.

يرى أحمد عبد المنعم بأنّ الكاريكاتير فَقَد العمق مع الديجيتال، ليصبح "سطحياً" إلى حدّ ما. "ففي التقليدي، كان الرسّام مثقفاً أكثر دينياً وسياسياً واجتماعياً، لأنّ الرسم كان مقتصراً على الصحافة بشكل خاص.. بينما جمهور الديجيتال أكبر، وتقلّص مستوى العمل بعض الشيء ليرضي أكبر شريحة من الناس".

يسهل على الفنان أن ينتقل إلى الديجيتال، لكن يجب أن يتقبّل الرسم على الشاشة بدل القلم. ومن الطبيعي أن يكون هناك بعض المعوقات في البداية كأن يعتاد الرسام على الشاشة، والشعور بالاستمتاع أثناء الرسم.

أما من حيث الفرق التقني بين التقليدي والديجيتال، هو ليس كبيراً، ويقتصر بشكل رئيسي على:

• الإخراج: إذ تبقى "أنت الرسام، ومن يرسم الخطوط، وتطلع الفكرة وتوجد الفكرة المصورة.. لكن يساعدك الديجيتال في تجميل الرسمة، إخراجها بشكل أفضل، والألوان تبرز بشكل أوضح".

• كسب الوقت: الرسم يكون أسرع على الشاشة.

• أن تكون الـresolution عالية.

• الوضوح: تكون أفضل وأكثر دقة في تفاصيل الخط والألوان.