5 فوائد للعلاج بالفن لتعزيز جودة الحياة

العلاج بالفن هو استخدام للعملية الإبداعية كجزء من العلاج النفسي، من أجل تحسين الصحة النفسية والجسدية.

ذلك لأنه يسمح للوصول للعقل الباطن، واستخراج المشاعر والأفكار من اللاوعي إلى الوعي، "باعتبار أنّ الفهم والوعي بالمشاعر والأفكار الدفينة، هما الخطوة الأولى في رحلة الاستشفاء" كما تقول نيڤين.

إنّ العلاج بالفن لا يتطلب مهارات فنية مسبقة، لأنّ الهدف منه ليس إنتاج أيّ عمل فني مكتمل، إنما التركيز على العملية الإبداعية والتعبيرية بحدّ ذاتها. هذا بالإضافة إلى:

• محاولة الوصول للعقل الباطن واستخدام العقلية الإبداعية، لاستكشاف المشاعر والأفكار اللاوعية التي تؤثر على السلوك والمشاعر.
• تعزيز الوعي الذاتي.
• التعبير عن المشاعر التي يصعب التعبير عنها بالكلام.
• مواجهة الصراعات الداخلية.
• تحسين المهارات الاجتماعية والعاطفية.

يشمل هذا العلاج العديد من الفنون، التي تشكّل وسيلة للتعبير عن الذات وتكون بمعظمها بطريقة غير لفظية، منها: الرسم، والتصوير، والنحت، والكتابة الإبداعية، والرقص، والمسرح، والدراما، واللعب بالرمل، والموسيقى (الاستماع إليها، ولعب الموسيقى، وتأليفها).

يوفّر كل نوع طريقة مختلفة للتعبير والتواصل، ومن الممكن دمج أكثر من أسلوب للفنون ممّا يساهم في تحقيق توازن وفهم المشاعر والأفكار التي تواجه الفرد بشكل أعمق.

ويتمّ الاعتماد على الشخص نفسه في شرح وتفسير العمل الإبداعي والفني الذي أنتجه، والمشاعر التي نتجت عنه، دون محاولة تحليله. ذلك من خلال توجيهه بتمارين خاصة تتلاءم مع حالته، وتساعده على فهم نفسه والوصول لمشاعر معينة بشكل منظّم وفعّال.

لا يساعد العلاج بالفن فقط في العلاج النفسي، وإنما يعزّز القدرات الجسدية ويحسّن جودة الحياة العامة للأفراد. ومن أهمّ الأمراض النفسية التي يساعد الفن على تخفيف أعراضها، كونه وسيلة للتعبير والتواصل: القلق، والاكتئاب، واضطرابات ما بعد الصدمة، والتعامل مع حالات الفقد والحزن.

تتحدث نيڤين زكي عن كيفية مساهمة العلاج بالفن، في تحسين وتخطّي الأزمات النفسية:

• يعطيهم أداة للتعامل مع الضغوط وإدارة الصدمات، إذ إنّ الفن يعطي الشخص القدرة على استكشاف وفهم الأحداث التي أدت إلى صدمة. ويسمح له إلى حد ما بمعالجة الذكريات المؤلمة، بطريقة موجهة وآمنة. ذلك لأنّ العلاج بالفن ليس طريقة عنيفة في التعامل مع الصدمات.
• خلال جلسات العلاج يوجه المعالج الفرد لاستخدام أداة فنية وتمارين موجّهة، تساعده على فهم ما يواجهه بشكل إيجابي. يختار المعالج الوسيلة المناسبة لحالته، التي تساعده لفهم نفسه بشكل أعمق. وبالتالي يبدأ بتعزيز الشعور لديه بالتحكم في الوضع الحالي، وتقبّله في حال عدم وجود إمكانية حالياً للتغيير.

أما بالنسبة للأمراض الجسدية، فالعلاج بالفن ممكن أن يساهم في تقليص بعض الأعراض لبعض الإعاقات الجسدية أو الأمراض المزمنة:

• العلاج بالموسيقى، على سبيل المثال، يساعد في تحسين التنسيق الحركي أو التوازن، للذين يعانون مشاكل في الحركة. ذلك من خلال تحفيز الدماغ، وتنظيم الحركات، وتحسين القدرة على التحكم في العضلات.
• ممكن لبعض الأنشطة، مثل الرسم والنحت، أن تكون مفيدة لمن يعاني من إعاقة في اليدين والذراعين. ذلك لأنها تساعد على تقوية العضلات، وتحسين مهارات التحكم بالأدوات بشكل عام.

يعتبر العلاج بالفن مفيداً للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، كونه يساعد في: تحسين القدرات الحركية لبعض حالات هذه الفئة من المجتمع، وبناء قدرات تواصلية لديهم، وتعزيز فكرة الاستقلالية وعدم الاعتماد الكلي على الآخر.

وتشير نيڤين إلى أنّ بعض الأبحاث أظهرت تحسّناً في التفاعلات الاجتماعية والتعبير اللفظي، لدى الأشخاص الذين يعانون من التوحّد.

يحسّن الفن كمجال إبداعي، حياة الشخص الفردية وحالته النفسية. كما يعزّز التواصل الاجتماعي والتفاعل مع الآخرين، من خلال القيام بأنشطة مشتركة وورش عمل فنية.

وللفنّ أيضاً فوائد متعدّدة تتحدّث عنها نيڤين، أهمها:

• تحفيز التفكير الإبداعي: ممّا يساعد الفرد على التطور المهني والشخصي، والتفكير خارج الصندوق ومحاولة إيجاد حلول للمشاكل.
• وسيلة للتعبير عن النفس والتأمل: ما يساعد في فهم المشاعر بشكل أعمق، وتلافي بعض الأمراض النفسية أو اضطرابات قد تحدث في المستقبل.

• التقليل من مستوى الكورتيزول (هورمون الإجهاد والضغط النفسي في الدم): بالتالي يقلّل من التوتر والقلق، ويحسّن الحالة المزاجية.
• العمل الفني يساعد في منح السلام النفسي والهدوء.
• تحسين الوظائف العقلية منها الذاكرة والقدرة على التركيز، ويجعل للدماغ تحديات جديدة تساعده في الحفاظ على نشاطه وحيويته، ممّا يساعد على تأخير الإصابة ببعض الأمراض المرتبطة بالعمر كألزهايمر.

إنّ أهمية الفن تذهب بالتفكير إلى ضرورة إدراجه في التربية، سواء في المنزل أو المدرسة. وهو وسيلة من شأنها تنمية مهارات مختلفة عند الأطفال، منها:

• تعزيز العلاقات الأسرية، والتواصل والتعاون، ودعم الأسرة بعضها البعض إبداعياً وعاطفياً.
• مهارات تحليلية وفكر تحليلي للأمور.
• مهارات الفكر النقدي والإبداعي عند الأطفال.

• تعزيز وبناء التعاطف والتفهم الثقافي للثقافات المختلفة.
• تعزيز الثقة بالنفس وتطوير مهارات مختلفة فردية عندهم.
• الفن يوفر طرقا مختلفة للتعلّم: مرئية ومسموعة وملموسة. وهذا ما يساعد الطالب، في إيجاد طريقته الخاصة في التعبير والاستيعاب.
• تحسّن أداء الطالب في مجالات مختلفة، منها القراءة والرياضيات.