رائد فضاء لـ"15 دقيقة".. كيف حقق سيلفان حلمه بالطيران؟

يلفت شيرون إلى أن أكثر ما يتطلع إليه خلال الرحلة هو "المنظر والابتعاد عن الأرض، للتمتع بإحساس ترك عالم البشر قليلاً، ورؤية الأرض برمّتها، من فوق، بلا حدود، بكل هشاشتها وجمالها".

تُبقي شركة "بلو أوريجن"، المملوكة للملياردير جيف بيزوس، على سرية الأسعار التي يدفعها كل راكب مقابل هذه التذاكر المرغوبة للغاية.

ويوضح سيلفان شيرون "نعم، السعر باهظ"، لكنه "ليس جنونيا تماما أيضا"، مضيفا: "البعض يشترون سيارة حمراء جميلة بهذا المبلغ، لكن بالنسبة لي، كان السماح بأن أعيش هذا الحلم هو الذي لقي الصدى الأكبر في نفسي".

ويؤكد هذا الباحث عن الإثارة أن "الجانب المالي في نهاية المطاف أمر ثانوي في هذه المغامرة". يقول: "لقد تلقوا آلاف الطلبات من أشخاص أكثر ثراء مني بكثير، وكان الإنجاز الكبير قبل كل شيء هو التمكن من الحصول على مكان".

نجح شيرون في حجز مقعده بفضل تقديمه ملفاً يعكس "شغفه الشديد بالفضاء"، ما "أقنعهم بأنني بلا شك مرشح جيد، أكثر بكثير من المبلغ المالي"، وفق تعبيره.

ويأمل أن يتمكن من أن يصبح "مصدر إلهام للشباب"، مبدياً رغبته في أن يؤكد لهم ضرورة "ألا يستسلموا" وأن "يسعوا لتحقيق أحلامهم". وهي رسالة يوجهها في المقام الأول إلى ولديه البالغين 14 و15 عاماً واللذين بقيا في فرنسا لكنهما معجبان بما يقوم به.

يمزح شيرون: "هذا الصباح، ارتديت لأول مرة بزة الطيران الخاصة بي، وقد وجدتني زوجتي وسيماً جداً كرائد فضاء"، وذلك قبيل البدء بتمارين تستمر يوماً كاملاً تتضمن خصوصاً التدرب على جهاز لمحاكاة الطيران.

كان سيلفان شيرون مصمماً في شبابه على أن يصبح رائد فضاء، وحصل على رخصة طيار خاص في سن السادسة عشرة، ثم غادر إلى أكاديمية عسكرية أميركية في الصيف لتلقي دروس أخرى في الطيران. هناك، في فلوريدا، حضر عمليات إقلاع مكوك فضائي.

ويتذكر قائلاً: "لقد كان أمراً لا يصدق"، "كنا نطير وكان ثمة مكوك" على منصة الإطلاق. ثم تحول أخيراً إلى دراسة الأعمال في جامعة تمبل في مدينة فيلادلفيا الأميركية، وأتبعها بدراسة في اليابان.

أثناء خدمته العسكرية، كان مدرباً للتزلج لطياري القوات الجوية الفرنسية وحلف شمال الأطلسي.

وإدراكاً منه للانتقادات التي تحيط بهذه الرحلات الفضائية الخاصة الجديدة، فهو يدحض بشدة مصطلح "السياحة الفضائية".

ويقول إن السياحة "تعني القيام برحلة بحرية ممتعة واحتساء المشروبات الباردة"، فيما الرحلات بالصاروخ "تبقى مغامرة لا تخلو تماما من المخاطر".