خيال Her يتحول إلى واقع.. و"سكارليت" غاضبة

جوهانسون أصدرت بيانا لخصت فيه أزمتها مع أوبن إيه آي، إذ قالت إنها عندما استمعت لمقطع صوتي تجريبي للمساعد الصوتي "سكاي"، شعرت "بالصدمة والغضب وعدم التصديق".

هذا الغضب لم ينبع فقط من أن الصوت المستخدم يشبه صوتها على نحو وصفته بـ"المخيف"، حتى أن أصدقائها والمؤسسات الإعلامية لم يتمكنوا من تمييزه، ولكن لأن سام ألتمان، المدير التنفيذي للشركة، قرر استخدام هذا الصوت بالذات.

وتقول جوهانسون ببساطة إن ألتمان كان قد حدثها العام الماضي بخصوص منح صوتها لشركة أوبن إيه آي، لتكون ضمن نماذج المساعد الصوتي الخاصة بالشركة، إلا أن الممثلة الأميركية الشهيرة رفضت العرض، بالرغم من ألتمان قد أخبرها أن منح صوتها للنظام سوف يمنح المستخدمين "راحة" خاصة هؤلاء الذين ليسوا متوطنين على التكنولوجيا.

يبدو أن جوهانسون وتجربتها في فيلم "هير" ظلت عالقة في ذهن ألتمان بشكل أو بآخر، فخلال شهر مايو الجاري، وعندما كانت الشركة تستعد لرفع الستار عن المساعد الشخصي المُطور GPT-4o، كتب ألتمان منشور من كلمة واحدة على منصة إكس.

الكلمة كانت "هير" أو Her.

وتحدث ألتمان كذلك عنه أنه استوحي النسخة الجديدة من المساعد الشخصي من الفيلم.

وقال في مؤتمر في سبتمبر الماضي: "لقد كان الأمر بمثابة نبوءة مذهلة، وقد ألهمنا ذلك بأكثر من طريقة.. ولا سيما أن يكون لدينا جميعا وكيل شخصي يحاول مساعدتنا".

طرحت شركة أوبن إيه آي 5 أصوات لمساعدها الشخصي، من المفترض أنه قد تم تسجيلهم الصيف الماضي، بحسب تقرير لنيويورك تايمز، والأصوات هي؛ بريز و كوف وإمبر وجونيبر وأخيرا سكاي.

سكاي هو الصوت محل الجدل والمفترض أنه يُشبه صوت الممثلة الهوليودية، التي تقول إن الشركة وافقت على "وقفه" على مضض، فقط بعد أن لجأت لمحامين خاطبوا ألتمان رسميا، وطالبوا بمعرفة الطريقة التي أتت بها الشركة بهذه الأصوات.

لكن الشركة ظلت تدافع عن الصوت "سكاي" نظريا حتى النهاية، ففي مدونة نُشرت على موقع الشركة الإلكتروني، أكدت أوبن إيه آي، على أن أصوات الذكاء الاصطناعي لا يجب أن تحاكي "عمدا" أحد الأصوات المميزة لمشاهير، مؤكدة على أن الصوت "سكاي" ليس تقليدا لصوت جوهانسون، لكنه صوت ممثلة محترفة استخدمت صوتها الطبيعي، ولحماية خصوصيتها، فضلت الشركة عدم الإفصاح عن اسمها.

وبالرغم من تعلقه الجلي بفيلم "هير" الذي قدمته جوهانسون، قال ألتمان في تصريحات أرسلها لوكالة أسوشيتد برس، إن الصوت "سكاي" ليس صوت الممثلة، ولم يكن من المُخطط أن يشبه صوتها، وأضاف: "احتراما لجوهانسون، أوقفنا العمل بالصوت سكاي في منتجاتنا، ونعتذر لجوهانسون أننا لم نتواصل على نحو أفضل".

تقول الشركة في مدونتها التي نُشرت في الـ 19 من مايو الجاري، إن عملية اختيار الممثلين خلف أصوات أوبن إيه آي، بدأت في مايو من العام الماضي.

وتلقت وكالة اختيار الممثلين التي عملت مع الشركة طلبات مشاركة من أكثر من 400 ممثل وممثلة خضعوا للاختبار، وطُلب منهم تسجيل مقاطع صوتية بعضها عن اليقظة أو خطط السفر أو حتى محادثات يومية اعتيادية.

وتم تصفية المشاركين الـ 400 إلى قائمة قصيرة من 14 صوت تم تقديمة للشركة ومن ثم تم اختيار الأصوات الخمسة الفائزة.

حسنا، فيلم "هير" أو Her كان النافذة الشرعية التي منحت من خلالها الممثلة سكارليت جوهانسون، صوتها للذكاء الاصطناعي، إذ قامت خلال أحداث الفيلم بتأدية صوت "مساعد شخصي" يعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي، يعمد على استخدامه محرر يشعر بالوحدة يُدعى ثيدور.

خلال أحداث الفيلم، يزداد شغف "الذكاء الاصطناعي" بعالم البشر والتجارب الحسية والأفكار الفلسفية. وفي عالم خيالي، يطور الذكاء الاصطناعي علاقة عاطفية ببطل الفيلم، يثدور.

عُرض فيلم هير في العام 2013 وقدمه المخرج سبايك جونز، الذي منحه الفيلم جائزة أوسكار لأفضل سناريو أصلي.