للمرة الثانية.. ملياردير أميركي يغطس إلى تيتانيك

عندما انقطع الاتصال بالغواصة تيتان في أعماق الأطلسي بعد بدء رحلتها بساعة و45 دقيقة، أمضينا بضعة أيام حتى تأكدنا من هوية الأشخاص على متن رحلة الاستكشاف المنكوبة.

لكن هذه المرة، نحن نعلم هوية الأشخاص الذين ينشدون استكشاف حطام تيتانيك بشكل مسبق.

فهناك رجل الأعمال الأميركي، لاري كونور، الذي تقدر ثروته حسب موقع فوربس بنحو اثنين مليار دولار أميركي، جمعها من الاستثمار في مجال العقارات بولاية أوهايو، حيث أسس شركته في العام 1991، ومنذ العام 1995 وحتى اليوم باعت الشركة عقارات بقيمة تصل إلى 6 مليار دولار.

ولكن هذا ليس الوجه الوحيد لكونور، فكونور محب للمغامرة دفعه حبه لاستكشاف المجهول إلى الحافة سابقا، حيث زار في رحلة غوص، أعمق نقطة على وجه الأرض، والتي تُعرف باسم خندق ماريانا، كما سافر في رحلة أخرى إلى الفضاء وأقام بمحطة الفضاء الدولية.

كونور الآن في مرحلة جديدة من السعي خلف الأدرينالين، ففي عمر 74 عاما، وبعد فترة وجيزة من انفجار الغواصة تيتان، تواصل مع أحد مؤسسي شركة Triton Submarines، ويُدعى باتريك لاهي، بحسب صحيفة نيويورك تايمز، ومارس كونور ضغوطا على لاهي لبناء غواصة جديدة قادرة على الوصول إلى حطام تيتانك بأمان و"بشكل متكرر".

الغواصة الجديدة التي ستنقله إلى الحطام في صيف العام 2026، ما تزال قيد التصميم، ولكن كونور يخطط أن يطلق عليها اسم "المستكشف- عودة إلى تيتانيك"، استنادا إلى تصميمات سابقة وضعها لاهي بنفسه، ومن المفترض أن تُصبح "المستكشف" أول غواصة من هيكل "أكريليك" تصل إلى هذا العمق.

من غير المعروف إلى الآن كم سيكلف بناء الغواصة، لكن تكلفتها التقديرية تصل إلى عدة ملايين من الدولارات، بينما يستغرق بناؤها ثلاث سنوات.

وفقا لتصريحات كونور الصحافية، فإن مهمته المرتقبة إلى الأعماق، ليست "رحلة" إلى تيتانيك، وإنما "مهمة بحثية"، مؤكدا أن الغرض الآخر من الرحلة هو أن يثبت للجميع حول العالم أنه من الممكن بناء "غواصة ثورية" هي الأولى من نوعها، والغوص بنجاح وأمان إلى أعماق كبيرة.

يعتقد كونور أن تجربة أوشن غيت التي انفجرت في عمق المحيط العام الماضي، أضرت بصناعة الغواصات، وبتصورات الجمهور عن هذا النوع من الاستكشاف، إلا أنه يعتقد أن تجربته ستكون مختلفة، إذ أنه لا يُقبل على ما وصفه بـ "مخاطر غير مقبولة".

وأكد الملياردير الأميركي أنه لن يقوم بالرحلة، ما لم تكن آمنة وناجحة، مضيفا: "نحن لسنا باحثين عن إثارة، ولا نأخذ مخاطرات كبيرة".

على موقعها الإلكتروني لا تقدم شركة تريتون، وعودا كُبرى لمستخدميها فيما يخص عناصر الأمن والسلامة، إلا أنها تؤكد على التزامها بتقديم "أفضل غواصات في العالم" مع توفير أفضل تجربة للركاب والمشغلين في آن واحد.

تقول الشركة أيضا إنها ملتزمة بعدد من المبادئ، بينها وضوح الرؤية في الغواصات وحسن التجربة، والاعتمادية في التشغيل، مؤكدة أن غواصات الشركة دائما ما تكون معتمدة من قبل جهة تصنيف خارجية.

الغواصة تيتان التي انفجرت في يونيو من العام الماضي، لم تكن معتمدة.

وتقدم الشركة 4 أنماط من الغواصات:

- غواصات ترفيهية.

- غواصات تجارية.

- غواصات احترافية.

- غواصات للأعماق السحيقة.

ولكن رحلة كونور إلى تيتانيك، لن تكون الرحلة الأولى للشركة إلى موقع الحطام الشهير، فقد شاركت إحدى غواصات الشركة من طراز TRITON 36000/2 في تصوير الفيلم الوثائقي ميشين تيتانيك، الذي أنتجته شبكة ناشيونال جيوغرافيك، ووثق لهبوط أول رحلة مأهولة إلى حطام السفينة بعد 15 عاما من انقطاع الزيارات للموقع، مع تصوير الحطام لأول مرة بجودة 4k.