لايف ستايل

ماذا يحدث في الدماغ أثناء النوم؟

نشر
blinx

يعتبر النوم حالة سلبية غير نشطة، إذ يستقر الدماغ والجسم للراحة والتعافي من فترة الاستيقاظ التي عادة ما تكون نهارية.

وقد أظهرت دراسات علمية أن الدماغ يمر بأنماط مختلفة من النشاط أثناء فترة النوم، ويكون أكثر نشاطًا في بعض أوقات النوم مقارنة بأوقات الاستيقاظ.

يُعد النوم عملية معقدة وديناميكية تؤثر في عملية العقل، ولها تأثير في وظائف مختلفة في الدماغ، بما في ذلك كيفية تفاعل الخلايا العصبية مع بعضها البعض.

مراحل النوم

هناك نوعان رئيسيان من النوم يُميّزان مراحل النوم ويُفسّران كيف يحدث النوم عند الإنسان، وهما:

  • النوع الأول: حركة العين غير السريعة (NREM)

تتألّف حركة العين غير السريعة (NREM) من 3 مراحل مختلفة تسمى أيضا "النوم الهادئ"، تستمر كل مرحلة من هذه المراحل عادة ما بين 5 و15 دقيقة، إذ يجري عبورها بصورة تتيح الانتقال السلس بينها قبل الوصول إلى مرحلة النوم العميق.

المرحلة الأولى: النوم الهادئ

تكون العينان مغلقتين، لكن من السهل إيقاظ الشخص خلالها، وتستمر هذه المرحلة عادة لمدة تتراوح بين 5 و15 دقيقة.

المرحلة الثانية: النوم الخفيف

ينخفض وعي الشخص لمن حوله، ويتباطأ معدل ضربات القلب، وتنخفض درجة حرارة الجسم، استعدادًا للنوم العميق، وتمتد هذه المرحلة عادة لمدة 20 دقيقة.

المرحلة الثالثة: النوم العميق

تسترخي العضلات وينخفض ضغط الدم، وتكون هذه المرحلة صعبة جدًا لإيقاظ الشخص النائم بها.

  • النوع الثاني: حركة العين السريعة (REM)

تُعد حركة العين غير السريعة (NREM) من المراحل المهمة في دورة النوم لدى الإنسان، ويُميّزها النشاط العقلي المكثف وتواتر النشاط الدماغي الذي يختلف عن حالة اليقظة التقليدية، وتبدأ هذه المرحلة بعد مرور نحو 90 دقيقة من بداية النوم.

ويتميّز هذا النوع من النوم بتسارع وتباين موجات الدماغ، وأداء العيون بحركات سريعة في اتجاهات مختلفة، في حين تفقد عضلات الجسم القدرة على الحركة بصورة مؤقتة، ويزيد معدل التنفس ويصبح أكثر انتظامًا، كما يرتفع ضغط الدم وتتسارع معدل ضربات القلب.

يعتبر هذا النوع من النوم الذي تظهر فيه معظم الأحلام.

ويلاحظ أن الأطفال قد يقضون نحو نصف فترة نومهم في هذه المرحلة، في حين لا تتجاوز نسبته لدى البالغين نحو 20% فقط.

كيف يؤثر النوم في الدماغ؟

النوم هو جزء أساسي من حياة البشر، إذ يوجد العديد من الوظائف الحيوية التي يقوم بها الجسم في أثناء هذه الفترة الضرورية، إليك أبرز تأثيرات النوم في الدماغ:

ترسيخ الذاكرة

ترسيخ الذاكرة هي إحدى الفوائد المهمة للنوم، إذ يلعب النوم دورًا حيويًا في تعزيز الذاكرة الطويلة المدى، لأن الدماغ ينقّي الروابط العصبية والتقليل من الروابط غير المرغوب فيها، وذلك بعد القيام بالعديد من الاتصالات خلال النهار التي قد لا تستحق الحفظ، ويقوم بذلك خلال فترة النوم.

إثراء الإدراك

تؤثر قلة النوم في القدرات العقلية للإنسان، وتبرز أهمية النوم في تحقيق الإدراك الكامل والانتباه الصحيح الذي يؤدي بدوره إلى اتخاذ القرارات الصائبة.

يؤكد مدير مركز اضطرابات النوم وأستاذ علم الأعصاب السريري في كلية ألبرت أينشتاين للطب، الدكتور مايكل ثوربي، أهمية النوم لوظائف الدماغ العليا، ويضيف أن عدم النوم بشكل كافٍ يمكن أن يؤثر تأثيرًا كبيرًا في قدرة الشخص على أداء المهام المتعددة، مشيرًا إلى أن هذا الأمر يمكن أن يؤدي إلى حوادث مؤلمة كحوادث السيارات والقطارات.

تعزيز الإبداع

إن تأثير النوم يظهر بوضوح على الصعيد العقلي، إذ يبدو أن النوم يسهم في تنمية الإبداع، في حين قلته تؤثر سلبًا في القدرة الإبداعية للفرد.

تشير إحدى الدراسات إلى أن حرمان المشاركين من النوم لمدة 32 ساعة أدى إلى تدهور أدائهم في التفكير الإبداعي، وهذا يُظهر أن النوم يلعب دورًا حاسمًا في تحفيز الإبداع وتعزيز القدرات العقلية.

الصحة البدنية وطول العمر

أظهرت دراسة جديدة قُدمت في مؤتمر الجمعية الإشعاعية لأمريكا الشمالية أن قلة النوم تؤثر بصورة كبيرة في الصحة البدنية وطول العمر.

خلال فترة عمل متواصلة تستمر 24 ساعة، تعاني قلوب الأشخاص من زيادة في انقباضها وضغط الدم ومعدل ضربات القلب ومستويات هرمونات مثل هرمون الغدة الدرقية وزيادة الكورتيزول.

إزالة السموم من الجسم

في اكتشاف مهم، تبيّن أن الدماغ يزيل السموم بكفاءة أكبر خلال فترة النوم بالمقارنة مع فترة اليقظة، إذ تتسع المسافات بين خلايا الدماغ بصورة كبيرة لتسهيل عملية إزالة "المخلفات" عبر السائل النخاعي، وتحتوي هذه المخلفات على البروتينات مثل بروتين أميلويد بيتا الذي يرتبط بمرض ألزهايمر، ويبدو أنها تتراكم خلال النهار وتُزال في أثناء النوم، ما يجعل الحصول على قسط كافٍ من النوم أمرًا بالغ الأهمية لصحة الدماغ والجسم بشكل عام.

تغيرات النوم المرتبطة بالسن

تعتمد تغيرات النوم المرتبطة بالسن على مقدار النوم الضروري الذي يحصل عليه الشخص في أعمار مختلفة.. إليك التغيرات التي تطرأ على عدد ساعات النوم باختلاف الفئة العمرية:

  • الرُّضَّع (4-12 شهرًا): بين 12 و16 ساعة يوميًا (بما في ذلك القيلولة).
  • الأطفال (1-2 سنة): بين 11 و14 ساعة يوميًا (بما في ذلك القيلولة).
  • الأطفال (3-5 سنوات): بين 10 و13 ساعة يوميًا (بما في ذلك القيلولة).
  • الأطفال (6-12 سنة): بين 9 و12 ساعة يوميًا.
  • المراهقون (13-18 سنة): بين 8 و10 ساعات يوميًّا.
  • البالغون: ما بين 7 ساعات وأكثر كل ليلة.

كيف تحسّن من جودة نومك؟

في بعض الأحيان يصعب السيطرة على العوامل التي تعوق نومك، ولكن باتباع عادات صحية معينة، يمكنك تعزيز نومك بصورة أفضل، هنا بعض النصائح البسيطة التي يمكنك البدء بها:

الالتزام بمواعيد ثابتة

  • لا تقل مدة النوم عن 8 ساعات للحصول على الراحة الكافية.
  • حافظ على جدول نوم واستيقاظ ثابت يوميًا.
  • إذا لم تتمكّن من النوم بعد 20 دقيقة، غادر السرير وهدّئ نفسك قبل العودة.

الانتباه للتغذية

  • تجنّب النوم جائعًا.
  • تجنّب الأطعمة الثقيلة قبيل النوم بساعتين.
  • تجنّب النيكوتين والكافيين والكحول قبل النوم.

البيئة المريحة

  • احرص على توفير جو مناسب في الغرفة للنوم.
  • تجنب الضوء الزائد واستخدام التكنولوجيا قبل النوم.
  • استخدم وسائل مساعدة مثل الستائر المظلمة.

قلل من القيلولة

  • لا تنم القيلولة أكثر من ساعة خلال النهار.
  • تجنّب القيلولة في وقت متأخر، لأنها يمكن أن تؤثر في نومك الليلي.
  • قد تحتاج إلى قيلولة قصيرة إذا كنت تعمل في نوبات عمل ليلية.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة