5 مؤشرات تدل على "الانسحاب الصامت" للشريك

الانسحاب الصامت Quiet Quitting، هو عندما يختار أحد الشريكين الانسحاب من العلاقة دون إعلام الشريك الآخر. تظهر علامات لدى الشخص وكأنه "شبح"، ينسحب تدريجياً دون إبداء النيّة بإنهاء العلاقة.

يبدأ الشريك بالشعور بالصمت العاطفي لدى الطرف الآخر، من خلال عدم التجاوب والامتناع عن التحدث كوسيلة للتعبير عن موقف أو كأداة ابتزاز.

تشير ريتا الحولي إلى أهمّ علامات الانسحاب العاطفي الصامت:

• برودة الشريك عاطفياً وعدم التعبير عن المشاعر.
• تفادي تمضية الوقت مع بعض.
• الانفعالية والعدائية.
• برودة على صعيد العلاقة الحميمية.
• ضعف التواصل بين الشريكين.

يلعب العامل النفسي، المتمثّل بنمط شخصية الشخص، دوراً بارزاً في قرار الانسحاب العاطفي. فإن كان الشخص يتجنّب بطبعه المواجهة، أو وضع نفسه في موقف يعرّضه للأسئلة والأجوبة وهو غير قادر على ذلك، فهو يفضّل اللجوء إلى الانسحاب الصامت.

توضح ريتا إلى أنّ النمط التعلّقي الذي يبنيه الشخص يؤثّر على طريقة التعامل في العلاقة، وبالتالي كلما كان هذا النمط غير سليم فلن يشعر بالراحة للمواجهة ومصارحة الشريك بإنهاء العلاقة.

ومن أهمّ الأخطاء التي يمكن أن يرتكبها الشريك عن قصد أو لا، وتساهم في الرغبة بالانسحاب من العلاقة:

• قلة تقدير احتياجات الشريك العاطفية، ووضع مسافة معه.
• اللوم المتكرر عند أدنى غلطة.
• المشاكل المتكررة والتي لم يتم حلها.
• عصبية الشريك أو عدم تفهّمه.
• الشك المستمر وانعدام الثقة.
• وجود أسرار لدى أحد الشريكين والتي تؤثّر على فهم سلوكيات الشريك الآخر.

قرار الانفصال مؤلم للشريكين، ولا بدّ من التروّي قبل اتخاذه، وألا يكون نابعاً من انفعال أو أزمة معينة، بل عن قناعة. هذا مع الحفاظ على الاحترام بين الطرفين، وحفظ الأسرار والذكريات التي جمعتهما ببعض.

توضّح ريتا الحولي أنّ التعافي أو تخطّي الانفصال ليس مرتبطا بمدة زمنية معينة، لكن تتراوح مدة التعافي من 3 أشهر، وقد تمتد أحيانا إلى 18 شهرا.

وتعتمد هذه المدة الزمنية على مجموعة عوامل، منها:

• فترة العلاقة.
• الروابط الموجودة بين الشريكين.
• شخصية الشخص.
• آليات الشخص الدفاعية، أي قدرته على تخطي الصعوبات.

هناك 5 مراحل يمرّ بها الشخص، بشكل طبيعي، ما بعد الانفصال، و"هي مراحل يجب أن يمرّ بها الشخص ليتخطّى العلاقة بشكل صحي، على صعيد عواطفه، وهو ما قد يساعده في بناء العلاقات الأخرى بشكل سليم وصحي"، بحسب ريتا الحولي.

1. الصدمة: عدم استيعاب الانفصال.
2. الإنكار: رفض الواقع، فيقوم الشخص بإرسال رسائل ومتابعة أخبار شريكه السابق من خلال أصدقاء مشتركين أو على السوشيال ميديا.
3. العزلة: استرجاع الذكريات مع الشريك والمواقف الطيبة.
4. الغضب: تذكّر المواقف الصعبة.
5. التقبّل: اعتراف الشخص بجزء من مسؤوليته في وصول العلاقة إلى النهاية، ويتقبّل عدم إمكانية استمرارها.

من البديهي عند مواجهة الانسحاب الصامت وانعدام التواصل، وجود الشكّ والتملّك، خاصة لفترة طويلة، أن يؤدّي ذلك إلى نهاية العلاقة. ومن أجل تخطّي الانفصال بطريقة صحية، تقدّم ريتا الحولي بعض النصائح:

• تقبّل مراحل التعافي.
• تجنب تفادي مواجهة المشاعر، بل يجب التعبير عن المشاعر.
• إحاطة أنفسنا بأشخاص داعمين يقدّمون لنا المساعدة.

• عدم العزلة بشكل تام، بل التوازن بين الحفاظ على روتين حياتي وإعطاء وقت لفهم المسؤولية التي تقع على عاتقي.
• أن يكون لديّ نظرة داخلية وتقييم ذاتي للأمور التي أخفقت فيها.
• طلب المساعدة من اختصاصي نفسي، في حال الغرق بآثار الانفصال لدرجة التأثير على الحياة اليومية والإنتاجية