الطبخ يجمع اللاجئين في لندن

بمساعدة ناجي وسانوبار، المدربين أعضاء الجمعية اللذين يقدمان النصائح ويساعدان أحياناً في الطبخ، يُقسم الطلاّب في مطبخ الجمعية إلى مجموعات.

ويضمّ كل فريق 2 من المشاركين، يعملون على طهي أحد الأطباق الستة الموجودة في قائمة الطعام اليومية.

يرى ناجي أنّ الطبخ هو وسيلة للتعبير عن قدرته الفنية على الابتكار، ويعتبر أنّ "الطعام يجب ألاّ يكون لذيذ المذاق فحسب، وإنما ينبغي كذلك أن يبدو جميل الشكل". ناجي جعل من هوايته في الطبخ مهنة، من خلال الجمعية.

من جهتها، أدركت سانوبار مجيدوفا، التي انتقلت من أوزبكستان إلى المملكة المتحدة مع أولادها الأربعة، أنها تستطيع تحويل شغفها إلى مهنة. وأكثر ما تهواه إعطاء دروس لتعليم كيفية صنع طبق "بلوف"، وهو النسخة الأوزبكية من بيلاف الأرزّ.

فاتن، لاجئة سورية في لندن، تعلّم مجموعة من طلاّبها في مطبخ الجمعية على إعداد الوصفات العائلية، منها: التبولة، وشيخ المحشي، وشاورما الدجاج وغيرها من المأكولات.

و"كل شيء تغيّر" بعد انضمام أحد الفنانين إلى الجمعية، بعدما اضطر إلى مغادرة بلده أفغانستان عام 2021 وكان يعاني من اكتئاب شديد في بداية إقامته في لندن.

3 ساعات يقضيها هؤلاء الشباب في إعداد الطعام، ليتشارك الجميع ثمرة عملهم بعد انتهاء الحصة التدريبية. هذا الوقت كفيل بأن يغيّر من حالتهم النفسية والضغوطات التي يواجهونها كلاجئين أو مهاجرين، في جوّ من الفرح تطغى عليه قرقعة الطناجر والسكاكين وأدوات المطبخ، وطقطقة الخضر في الزيت المغليّ، وترافقهم أنغام الموسيقى الشرقية.

تضمّ جمعية Migrateful أعضاء من 38 جنسية، وهذا "يعني الكثير من المطابخ المختلفة والمثيرة"، كما توضّح مؤسسة الجمعية جيس تومسون.

وتركّز الجمعية في عملها على ضحايا الهجرة القسرية، من بلدان الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب شرق آسيا وأميركا اللاتينية.

إنّ التدريب والعمل في مطابخ الجمعية هو فرصة للجميع، من أجل إيجاد عملاً في المطاعم أو حتى لتأسيس مشروعهم الخاص في هذا المجال. كما أنّ الجمعية تكون بمثابة ملجأ ومجتمع، يمكّنهم من تعزيز ثقتهم بأنفسهم وتقديرهم لذاتهم، لأنهم يرون أن لديهم ما يساهمون به في المملكة. بحسب تومسون.

تأسست جمعية Migrateful عام 2017 من قبل Jess Thompson. وتهدف إلى مساعدة اللاجئين والمهاجرين، على إيجاد موطئ قدم لهم في المجتمع الذين ينتقلون إليه في المهجر، خاصة أنّ طالب اللجوء غير قادر على العمل قبل الموافقة على طلبه. بالإضافة إلى مساعدتهم في الاندماج في المجتمع من خلال دروس الطهي.

تقول جيس: "عندما نلتقيهم ونقضي معهم هذا الوقت ونشاركهم الطعام، فإننا ننظر إليهم كبشر لا كخطر (...) لندن لم تكن لتساوي شيئاً لولا مساهمة المهاجرين".

وفي بحث مستقلّ لنموذج Migrateful واندماج اللاجئين، قامت به ريما باتيل عام 2022 وتم تصميمه بمشاركة البروفيسور كيون ويست، الخبير في نظرية الاتصال في Goldsmiths - جامعة لندن، تبيّن أنّ هذا النموذج ناجح في مساعدة المهاجرين واللاجئين في المجتمع، وأيضاً في تغيير النظرة السلبية تجاه الهجرة بين عامة الناس.