لماذا يحتاج العالم إلى الأب؟

تهدف مبادرة "العالم يحتاج إلى أب" غير الربحية، إلى تعريف مبادئ الأسرة "الصحية"، وتعمل على تدريب الرجال على فهم قيمة دورهم كآباء، ومنحهم الأدوات اللازمة لتدريب رجال آخرين من حولهم.

ويشير باسم عبدالملك في حديث لبلينكس، إلى أنّ الأسباب الجذرية لغالبية مشاكل المجتمع تنبع من الحياة الأسرية المختلة، وبالتحديد غياب الأب وجهله لدوره. ويضيف: "نتطلّع إلى إحداث تغييرات محورية، والتي بدورها ستؤدي إلى تقدم مستمرّ".

هذا ويمتدّ غياب الأب إلى ما هو أبعد من الغياب الجسدي، ليشمل الآباء البعيدين عاطفياً أو غير الواعين لأدوارهم.

ومن أشكال غياب الأب التي تسبب الخلل في التربية والتنشئة، وترتبط بمعظم الأمراض المجتمعية التي تواجهنا اليوم:

• احتمالات الوقوع في الفقر تزداد تقريباً 4 مرات في الأسر التي يغيب عنها الأب.
• إدمان المخدرات.
• ازدياد في حالات الحمل بين المراهقين.
• أغلب المسجونين، دخل والدهم السجن أو نشأوا بدون أب فعال وإيجابي.
• الانتحار.

بدأت مبادرة "العالم يحتاج إلى أب" العالمية، عام 2002 عندما ذهب كاسي كارستنز، وهو المؤسس لهذا البرنامج الدولي، لتدريب قادة مخيم نياروجوسو للاجئين في تنزانيا. وأخذ يقابل بعض نزلاء المخيم، وكانت هناك قصص "مليئة بالدموية والتعذيب والقتل نتيجة لهجوم الميليشيات المسلحة، والمكونة من أولاد أعمارهم 18 و19 عاماً"، والسبب غياب الأب.

من هنا انطلقت الفكرة لتغزو الكثير من بلدان العالم، لأن مشكلة غياب الأب لم تكن فقط في أفريقيا بل في أغلب المجتمعات.

وعام 2012، حضر باسم عبدالملك التدريب الذي أقامه كاسي كارستنز في القاهرة حول "العالم يحتاج لأب". ويقول "كان هدفي من حضور التدريب أن أتعلّم كيف أكون أبا صالحا لأولادي، الذين هم أهمّ شيء في حياتي (...) أنا مؤمن بأنّ الأبوة حرفة، وليست لقبا".

وفي عام 2013 انطلق باسم بهذه المبادرة، وأخذ يدعو الآباء وأولادهم إلى معسكرات تضمّ ندوات حول الأبوة، ليتمّ تنفيذ النظري مع أطفالهم. تركّز المعسكرات بشكل رئيسي على أدوار الأب كاملة، إلى جانب تثقيف المجتمع حول تأثير الأب الإيجابي على الأطفال.

ويقول "دربنا حتى الآن نحو 20 ألف شخص، بالإضافة إلى دورات تدريبية في المدارس لأولياء الأمور والموظفين، لتأهيل الآباء والأمهات لتربية أجيال مستقبلية صالحة وناجحة النفس".

الوجود الأبوي في حياة الأبناء وحب الآباء للأبناء مهمّان جداً، ويتحتّم على الأب منح أبنائه اهتماماً كاملاً، وإظهار الدعم لهم والحب غير المشروط. وينعكس ذلك إيجاباً على الأطفال، فتكون لديهم مشكلات أقل وضغط نفسي بمعدلات منخفضة، ويكونون أقل توتراً وأكثر تسامحاً، ويملكون القدرة على أخذ زمام المبادرة في حياتهم، وينعمون بزواج ناجح في المستقبل، بحسب عبدالملك.