حفلات موسيقية "صديقة للبيئة"

بدأ منظمو حفلات وفرق موسيقية، من بينها "كولدبلاي" البريطانية، بالقيام بمبادرات للحدّ من ظاهرة تغير المناخ. وقامت الفرقة باتّخاذ تدابير مبتكرة، منها تركيب ألواح شمسية وحلبة رقص خاصة تولّد الكهرباء من حركة الجمهور.

مع ذلك، طالت الانتقادات أعضاء الفرقة، باعتبار أنهم ما يزالوا يستخدمون الطائرات للسفر. فضلاً عن انتقادات الفرقة عام 2022، إثر إعلانها شراكة مع شركة النفط الفنلندية العملاقة "نيستي". وذكرت مجموعة "ترانسبورت أند إنفارونمنت" بأنّ "نيستي" تستغل كولدبلاي باعتبارها "مفيدة للغسل الأخضر"، على الرغم من أنّ شركة النفط تعهّدت مساعدة الفرقة على استخدام وقود حيوي مستدام.

وفي دراسة أجراها معهد Environmental Change في جامعة أكسفورد عام 2010، وجدت أنّ الصناعة البريطانية وحدها تنتج 540 ألف طن من انبعاثات الكربون سنويا.

يتّخذ العديد من المعنيين في مجال الموسيقى، منها مهرجانات عالمية وموسيقيين، تعهدات ومبادرات مناخية، منها خطط التسميد، استخدام الطاقة المتجدّدة، اعتماد وسائل نقل "بيئية".

من بين تلك المبادرات الموسيقية:

• مهرجان We Love Green في باريس، الذي أقيم في أواخر مايو وبداية يونيو ٢٠٢٤، شارك فيه مجموعة من الفنانين الذين جاؤوا من دون معدات تقريباً و"حصلوا على المعدات التي يحتاجون إليها ووضع حدود الطاقة للعروض"، كما ذكرت ماريان هوكوار رئيسة التنمية المستدامة في المهرجان. وحضره حوالي ١١٠ آلاف شخص. كما عقد المهرجان شراكة مع الاتحاد الفرنسي للدراجات، لتنظيم قوافل من الدراجات الهوائية لنسخته هذا العام، وقال إنّ ١٤٪ من حاملي التذاكر جاؤوا على دراجات، مقارنة مع العام الماضي إذ بلغت النسبة ٨٪.
• مهرجان Le Bon Air في مرسيليا: ألغى حفلة منسق الاسطوانات I Hate Models هذا العام، بعدما علموا أنه سيحضر بطائرة خاصة.

هذه المساعي والمبادرات الفنية، لا تخلو من بعض الخروقات أو عدم التمكّن من الالتزام بها بشكل كامل. على هذا الصعيد، أفاد مكتب رئيس بلدية العاصمة الفرنسية باريس بأنه "لوحظ زيادة في عدد الطائرات الخاصة الواصلة إلى المطارات المحلية"، في حفل تايلور سويفت الأخير في شهر مايو.

هذا وتشكّل الفعاليات الترفيهية كالمهرجانات وبطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم 2024، حافزاً لمشغّلي الطائرات الخاصة من أجل إعطاء دفع لأعمالهم.