سمكة وعقيرة.. عادات طريفة في عرس تونسي

في منطقة قصر هلال بمحافظة المنستير الساحلية، اختارت العروس وئام، 31 عاما، أن تتبع طريقة الأجداد والالتزام بمعظم العادات. ففي ليلة "الحنة الكبيرة"، ثالث أيام العرس، ارتدت لباسا مطرزا من خيوط وأحجار، متوسطة المدعوات، بينما تنشد فرقة نسائية تسمى "الماشطة"' كلمات تتغنى بجمال العروس وأخلاقها.

وكانت الماشطة قديما تعني المرأة التي تتولى تزيين العروس وتمشيطها ووضع الحناء على كفيها وقدميها.

بينما تلبس وئام "القمجّة" المميزة بغطاء رأسها ذي الشكل المثلث الضخم، تلتزم صديقاتها وقريباتها بـ"الزي الرسمي" للحفل، وهو ثوب أحمر حريري يتوسطه حزام أخضر. في المقابل تُميز العازبات عن المتزوجات على حسب لون المنديل الذي يضعنه على رؤوسهن.

ووسط قاعة الحفل، تقف العروس رافعة يديها وتدور حول نفسها، لتبرز جمالها وتسمى هذه الحركة " الجلوة".

وتشرح رفيقة الشايب، والدة العروس، إن الجلوة ليست خاصة بأهالي الساحل. ويحافظ عليها سكان محافظات صفاقس والقيروان، رغم أن أغلبهم ربما لا يدرك أن هذه الحركة تعود إلى أكثر من 3000 سنة، حيث كانت تمارس من القرطاجيين، إذ ترتدي العروس أيضا زيا مذهبا يرمز إلى الشمس وترفع يديها تيمنا بالآلهة تانيت حتى تمنحها الخصوبة.

في عاصمة الجنوب التونسي، محافظة صفاقس، تحرص العائلات على شراء سمكة كبيرة من ضمن مستلزمات الزفاف. وطبقا لعادات أهل المنطقة، يتعين على العروسين ليلة العرس المرور بعادة "تنقيزة الحوت" أي قفزة السمك.

يمسكان بعضهما ويقفزان 7 مرات ذهابا وإيابا فوق سمكة، تزينها والدة الزوج بشرائط ملونة. ويُعتقد أن هذه الحركات تجلب السعادة وتطرد الحسد.

وفي بعض المناطق من صفاقس، تمارس هذه الطقوس بعد مرور 7 أيام على الزفاف.

في العاصمة تونس، تستعد عبير، 28 سنة، لزفافها الذي تدوم احتفالاته 7 أيام متتالية، حسب عادات والديها المنحدران من محافظة جندوبة شمال غربي البلاد.

انطلق "المهرجان" بحفل مخصص لعقد القران، حيث قدم الزوج سامح، 35 سنة، إلى عبير مهرا رمزيا لإتمام الاجراءات كما ينص على ذلك القانون التونسي. لكن قبل دخوله إلى منزل عروسه، كان لا بد من تقديم "العقيرة"، وهي عبارة عن عجل وكميات كبيرة من الخضار والفواكه والبيض والدقيق والتوابل المزينة داخل بعناية مبالغة. هذا إلى جانب "الكسوة"، وعادة تكون مجموعة أحذية وحقائب وبعض العطور والملابس ومستحضرات التجميل.

وتختلف بعض تفاصيل "العقيرة" من منطقة إلى أخرى، ففي بعض المدن والقرى الساحلية، تقدم عائلة الزوج للأصهار قبل نحو أسبوعين من موعد الزفاف كميات من الدقيق والزيت والسكر والفواكه الجافة، لتصنع منها نساء "الفريق المقابل" حلويات تقليدية لفائدة أهل العريس حتى يقدمونها يوم الحفلة الكبرى.