"القروي" مصمم أزياء تونسي يلمع عالميا

"مثيرة وراقية ومبهجة" خصائص مميزة يحرص المصمم الشاب علي القروي على إبرازها في تصاميمه التي باتت في السنوات العشر الأخيرة محط أنظار حراس معابد الجمال والأناقة.

ولم يكن اقتحام هذا المجال نابعا عن تفكيرعميق ومسؤول، وفق قوله، لكنه حلم حمله منذ ولادته سنة 1986 بتونس للوصول إلى هذا الهدف.

التحق القروي بعد الثانوية بمدرسة التصميم الشهيرة في العاصمة التونسية ESMOD وتخرج سنة 2005، لكن التكوين الأكاديمي لم يكن الهدف النهائي للقروي بل أن يكرّم المرأة التي كانت لها مكانة هامة في طفولته من خلال نساء مؤثرات ونجمات في مجالات مختلفة.

عمل القروي على تحقيق حلمه عبر المشاركة في أسابيع الموضة في تونس وبيروت ودبي مباشرة إثر تأسيس علامته الخاصة سنة 2012 مما سمح له بالتعريف بأسلوبه الجريء ليستقر في البداية في باريس حيث غزت تصاميمه السجاد الأحمر في مهرجان كان السينمائي سنة 2019 وارتدت فساتينه نجمات الدورة 72 من المهرجان.

كما اختارت صديقة لاعب كرة القدم كريستيانو رونالدو، جورجينا، أحدها من بين 20 ثوبا لمصممين من فرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة.

شغف القروي ساعده أيضا على الظهور مع جورجينا في إحدى حلقات مسلسلها على منصة نيتفليكس، عندما انتقل إلى نويورك لتطوير علامته، وعندها توالت العروض لترتدي المغنية بيونسيه أحد فساتينه في دبي العام الماضي.

أسماء تونسية عديدة سطعت في عوالم الأزياء، لعل أهمها الراحل عزالدين عليّة الذي يلقب بإمبراطور الموضة غير أنه لم يحض بالاحتفاء الكافي في بلده إلا بعد وفاته سنة 2017، بينما يحرص الإعلام الفرنسي على ذكر جنسيته الفرنسية التي حصل عليها إثر هجرته إلى باريس بعد تخرجه من مدرسة الفنون الجميلة بتونس.

يقول المصمم الشاب المقيم بباريس، زياد بن حورية، 32 سنة، إنه اكتشف بعد سنوات من العمل في هذا المجال بتونس كمدير فني لإحدى شركات صناعة الملابس الجاهزة، أن نجاحه في البروز كمصمم أزياء عالمي كان رهن هجرته.

من ناحية أخرى يرى المصمم التونسي الشاب، أن السوق في بلاده ضيقة ولا يمكنها أن تتسع لكل خريجي الجامعات المختصة في تصميم الأزياء فيضطر جزء منهم للعمل بدوام كامل في مصانع القماش ويفضّل آخرون تغيير مسارهم المهني إثر التخرج لأن واقع صناعة الموضة في البلاد لا يمت لأحلامهم بصله.

ويضيف بن حورية أن تصميم الأزياء وعرضها مرتبط بمجالات الفن والسينما والإعلام وهي بدورها حبيسة مشاكل معقدة لغياب الاستثمارات مما أدى في نهاية المطاف إلى نجاح أسماء دون سواها خيّرت الخلاص الفردي مدفوعةً بطموحها الشخصي.