"الجندي الأسود" يساعد "عمار" لتدوير طعام الأردن

في منطقة في جنوب الأردن، تصنّف أنها من "جيوب الفقر"، يرفض المهندس الميكانيكي والناشط البيئي عمار الرفوع، ٣٣ عاماً، الاستسلام لصعوبة الظروف وارتفاع نسبة البطالة، فاختار أن يبدأ مشروعه بتدوير مخلفات الطعام بغية رفع مستوى الوعي بأهمية تقليل هدر الطعام.

يستخدم لغايته هذه ذباب "الجندي الأسود"، وهو نوع منتشر في أنحاء العالم وغير ناقل للأمراض. mتساهم هذه التقنية البيولوجية في تحلّل المواد العضوية وإرجاع المواد الغذائية إلى التربة، كما تنتج منها مواد نافعة للنبات والحيوان.

ويحتاج "ذباب الجندي الأسود" إلى ظروف معيشية محددة، إذ يتطلب المكان رطوبة بنسبة ٥٠٪، وحرارة فوق ٢٥ درجة مئوية.

يعمل عمار الرفوع على المشروع مع صديقه مهندس الحاسوب مصطفى الخوالدة، بالتعاون مع 3 موظفين آخرين.

في مكان لا تتعدّى مساحته ٢٠٠ متر مربع، يقوم الفريق بتحويل مخلفات الطعام من خضار وفواكه إلى منتجات كالعلف الحيواني البروتيني والسماد العضوي، لتصبح مقصداً لأصحاب المزارع النباتية والحيوانية وكبار تجار الأعلاف في الأردن.

يشرح عمار المراحل التي تمرّ بها هذه العملية من أجل الوصول للمنتجات النهائية:

• البداية تكون بتزاوج هذا النوع من الذباب.
• تضع أنثى الذباب بوضع بيوضها على قطع خشبية تسمى بالمصايد.
• بعد عملية التزاوج، يموت ذكر الذباب، وتلحق به الأنثى بعد وضع بيوضها. بالتالي لا يزيد عمر الذباب عن 5 أيام.
• بعد ذلك، تأتي مرحلة حصاد البيض، من خلال إخراج مصائد الخشب من مكانها "وإزالة البيوض عنها بحذر وبأسلوب لا يؤثر على سلامتها".
• بعد مرور ٧٢ ساعة، تبدأ البيوض بالتفقيس، وتتحوّل خلال ١٤ إلى ١٨ يوماً إلى يرقات يتمّ وضعها على بقايا الأطعمة والتالف من الخضار والفواكه، إلى أن تصبح سوداء اللون بمرحلة تسمى العذراء
• ثم تتحول إلى شرنقة وبعد ذلك تصبح ذبابة.

وينوّه عمار أنّ قشور التحول إلى شرنقة، تستخدم في العلاجات البيطرية. وهو يعمل حالياً على تطوير المشروع باتجاه استخدام جميع المنتجات من هذه العملية.

شكّل ارتفاع أسعار الأعلاف والأسمدة خلال أزمة كورونا، وأزمة السفن في البحر الأحمر والحرب على غزة، حافزاً ليقيم عمار مشروعه. وذكر أن سعر الطن الواحد للأعلاف تجاوز 500 دينار أردني أي ما يعادل ٧٠٤ دولاراً، في وقت يبيعه عمار بمبلغ 400 دينار (٥٦٣ دولارا).

ويضيف: "كل ما أستخدمه في عملية الإنتاج مواد بسيطة جداً، ولكن ذلك أوصلني إلى إنجاز قلّ نظيره". وهو بذلك قد حقّق إحدى أهدافه في الحفاظ على البيئة، ويطمح إلى توسيع المشروع وإقامة خط إنتاج متكامل، بما يسمح له بالتعامل مع كميات كبيرة من بقايا الأطعمة بالأردن.

ويذكر عمار أنّ حجم الهدر الغذائي في الأردن يقدر بنحو 93 كيلوغراما للفرد في العام، أي نحو 955 ألف طن من الغذاء تكفي لتغطية الاحتياجات الغذائية لنحو ١.٥ مليون شخص لمدة عام كامل.