ثانوية في الستين.. حسن محمود يطارد حلم المحاماة

في قاعات اختبارات مرحلة الثانوية العامة المصرية، المألوف هو أن تتقاطع مع وجوه مراهقين ومراهقات بالكاد كونوا فكرة عامة غير واضحة المعالم عن مستقبلهم.

خلال موسم الاختبارات لهذا العام، جلس في معية هؤلاء الطلاب رجل أمضى 30 عاما من عمره يعمل بالفعل في وظائف مستقرة، يبلغ من العمر 62 عاما، لكنه تمكن مؤخرا من تحقيق حُلم منسي، وهو الحصول على شهادة الثانوية العامة، مهما تأخر الأمر.

جهد هذا المسن، ويُدعى حسن محمود، لم يذهب هباء، إذ تمكن من اجتياز المرحلة الدراسية، وحصل على 77.68%، ويتطلع الآن للمرحلة المقبلة.

من هو المسن الذي اجتاز الثانوية العامة؟

حسن محمود، عمل طوال سنوات في وزارة التربية والتعليم ذاتها، رغم أنه لم ينل سوى الشهادة الابتدائية فقط، وذلك بسبب ضيق حال أسرته، حسب ما روى لوسائل إعلام محلية.

تلك الظروف الأسرية ربما أجبرت محمود على تأجيل تتبع حلمه، لكنه تمكن بعد 30 عاما من إعادة ترتيب أولوياته، والتقديم للدراسة والحصول على الشهادة الإعدادية، واجتازها بمجموع 240 درجة.

الطالب يتطلع للمعركة المقبلة

بعد تقاعده منذ عامين، قرر محمود أنه على استعداد للتحدي الجديد، وهو إتمام الدراسة بالمرحلة الثانوية، وأمضى بالفعل بعض من ساعات يومه في الدارسة، حتى تمكن من الحصول على مجموع درجات قدره 318.5 درجة.

لكن تلك ليست المرحلة الأخيرة، فرغم أن العامل المسن يبلغ من العمر 62 عاما بالفعل، إلا أنه يتطلع لإكمال المسيرة ودخول المرحلة الجامعية، والالتحاق بكلية الحقوق، وربما العمل بالمحاماة في وقت من الأوقات.

أن تأتي متأخرا

إلا أن حالة حسن محمود ليست متفردة تماما، فالعديد من المتقاعدين يؤمنون ربما بالفرص الأخرى، ففي العام 2021 على سبيل المثال، تمكن، قرني محمد شعبان البالغ من العمر 73 عاما، من اجتياز مرحلة الثانوية العامة، بعد محاولات عدة غير موفقة، إذ كان الأب عادة ما يضع أسرته في المقدمة قبل حلم الدراسة.

في النهاية درس شعبان للثانوية العامة بمعية ابنته التي كانت تخوض المرحلة الدراسية ذاتها، وبحب وسائل إعلام محلية تمكن من تحقيق معدل 57٪.

في الجامعة أيضا، يمكن تحقيق أحلام بدى أنها أصبحت بعيدة المنال، ففي عمر 80 عاما، تمكنت مسنة مصرية تدعى آمال إسماعيل، من إتمام رسالة الماجستير خاصتها، بعد تسببت المعاناة مع المرض في تأجيل العديد من خطواتها الدراسية على مدار مشوارها.