5 نصائح لنجاح رحلتك في الـJournaling

تشير فرح العريضي، مدربة تدوين وإنتاجية معتمدة، في حديث لبلينكس، إلى أنّ التدوين هو "الكتابة بشكل يومي ومنتظم لتفريغ أفكارنا، والتعبير عن مشاعرنا لبناء الوعي حولها، وفضفضة أي شيء داخلنا نتيجة تجاربنا الشخصية، أو حتى لتحقيق هدف معين".

يساهم وضع الأفكار والمشاعر على الورق، في بناء الوعي الذاتي وراحة العقل والقلب، إلى جانب توضيح العائق الذاتي الذي يقف في وجه تقدّمنا.

أما الهدف الرئيسي من الكتابة، فيحدّده الفرد وظروفه وحياته ورغباته المستقبلية.

وتاليا فإن جمالية التدوين، بقدرته على تلبية احتياجات الجميع. لكن بشكل عام، تتحدّث فرح عن بعض خصائص التدوين، منها:

• الشعور بالراحة والفضفضة.
• التخفيف من التفكير الزائد ورؤية الأفكار بشكل أوضح.
• تحديد الأهداف ومتابعتها.
• التعامل مع عائق ذاتي يوقف تقدمه كالخوف من الفشل.
• تعزيز التعاطف الذاتي، الذي هو أساس من أسس الإنتاجية.
• تعزيز الثقة بالنفس.

قد يعتمد التدوين على استراتيجية، وهي خريطة من الأسئلة تُستخدم عندما يكون هناك ما يعيق تقدّم الشخص. وتاليا يعمل التدوين على مساعدته للتعامل مع المشكلة كالفشل، بناء التعاطف الذاتي، أو لتعزيز الثقة بالنفس.

بالمقابل، هناك التدوين اليومي الحرّ الذي يهدف إلى التعبير والفضفضة وعدم تراكم المشاعر. ويكون عفويا ومن دون قواعد، وقد يدوّن الشخص على الصفحة كلمة أو مجموعات كلمات، وهنا يكون التركيز على دعم الفرد للتعبير وتفريغ ما بداخله.

وتعتبر عريضي الصدق والاستمرارية من أهم ركائز التدوين. فلا "يهمّنا الترتيب أو لون القلم أو الدفتر أو الفترة التي يكتب فيها الشخص.. بل المهم أن يكتب الشخص بشفافية، ولا يكذب على نفسه أو يخجل من الكتابة".

وفي ما يتعلّق بنوع الكتابة، اليدوية أو الإلكترونية، فهي تنصح أكثر بالكتابة اليدوية "لأنها تجعلنا موجودين باللحظة الحالية ويستعمل الشخص كل حواسه".

أما إلكترونيا، فالخوف هو من التشتت واللهو، خاصة في حال كان الشخص يترك الإشعارات فعالة.

يشكّل التدوين دعما للشخص، مهما كانت الغاية منه. ولكن، قد لا يكون في بعض الحالات كافيا لوحده، ولا بدّ من متابعة الحالة مع العلاج النفسي.

وليكون التدوين مفيدا، تقدّم فرح عريضي بعض النصائح، أهمها:

• أن يكون الشخص شفافا، ويكتب الفكرة كما تخطر على باله من دون محاولة تجميلها.
• الاستمرارية بالتدوين، والتدوين بشكل يومي ووضع هدف منطقي لتستمر بالتدوين، والبيئة التي سندوّن فيها والوقت.
• إذا كنت لا تجد أي شيء لتكتبه، ابدأ بفكرة تدور ببالك أو تبدأ بوصف شيء ما في الغرفة التي تجلس فيها.
• إذا كنت تخاف أن تكتب ويقرأها أحد، فاكتب ثمّ مزّق الورقة أو امسح النص (إذا كان التدوين الكترونيا). ولا تدع حرصك على الخصوصية يمنعك من الكتابة.

وعلى الصعيد النفسي، يساعد التدوين على:

• التخفيف من التوتر.
• تحسين المزاج.
• تعزيز الوضوح والوعي الذاتي.
• تعزيز التركيز.

في حديث مع بلينكس، يعترف داني بأنّ التدوين جزء لا يتجزأ من نمط حياته اليومية.

ويحكي: "اختلفت موازين حياتي تماما بالتدوين، وغيّر طريقة تفكيري وتعاملي مع المواقف والتحديات التي تواجهني وأرى الأمور من زوايا مختلفة. وفي كثير من الأحيان، يعبّر بالكتابة بطريقة لا يستطيع إنتاجها عند الحديث".

وبات "التدوين صديقي المخلص الذي أثق به، والمكان الآمن أفرغ فيه ما يعتلي في داخلي من أفكار ومشاعر من دون قيود أو حرج". وهو ما مكّنه من تحقيق نوع من الاتزان والانسجام الداخلي.

وتتّفق دانا مع فكرة التدوين بأنه وسيلة للتعبير، وتقول: "إذا شعرت بعدم الارتياح للتحدث بموضوع ما مع أحد، أو هو مجرّد موضوع يزعجني ولا يحتاج إلى حلول، فأفضّل الكتابة".

وتضيف: "عندما أقرأ من جديد ما كتبت، أشعر بأنّ الموضوع أصغر وأنظر إليه من زاوية أخرى".

كذلك علاء، الذي بدأ التدوين عام 2021 بشكل متقطّع، واتّخذه وسيلة لتفريغ طاقته الفكرية. وهو ينصح به "لأنه يساعدنا على التخلص من مشاعرنا السلبية. كما يسلط الضوء على الإيجابيات في حياتنا، ويمنح العقل مساحة من الهدوء والسلام".

وهذا ما وجدته نيفين في الكتابة: "عزاء وراحة كبيرة"، وكانت تقضي الكثير من الوقت في الكتابة منذ بداية سنوات مراهقتها، "حتى قبل أن أدرك الفوائد العميقة لهذا النشاط".

فكانت تلجأ إلى التدوين عندما تشعر بأنّ هناك الكثير من الأمور التي لا تستطيع التعبير عنها، "أو التي كنت بحاجة للتعبير عنها بحرية". كان التدوين مساحة آمنة لها، و"مع مرور الوقت، تحول إلى أداة لا غنى عنها، للحفاظ على صحتي النفسية وإيجاد السلام الداخلي".