إجراءات التجميل.. متى يقول الجرّاح "لا"؟

يؤكّد د. رجا فاخوري، الاختصاصي في الأنف والأذن والحنجرة وتجميل الوجه، لبلينكس أنّ التجميل ليس مؤذياً للصحة، بشرط أن يكون الطبيب مدركاً متى يجب إجراء العمل الجراحي أو غير الجراحي، للمريض أو الشخص الذي يزوره في العيادة.

بالنسبة له، فإن أول سؤال يطرحه على الزائر لعيادته: "ما الذي يزعجك في شكلك؟"، ليعرف منه ما الذي يرغب بتحسينه. ومن ثمّ يتحدّث الطبيب معه، فيما إذا كان طلبه مقبولاً أم لا. فالتجميل ليس ترند أو موضة، وإنّما يجب أن يكون حاجة إما علاجية وإما تجميلية.

يحقّ لطبيب التجميل أن يقول "لا" للشخص، ويرفض الإجراء التجميلي الذي يطلبه. ذلك لأنّ الموضوع "ليس تجارة.. ولأن الزائد يؤذي ويشوّه، في وقت يساهم التجميل في تحسين معالم الوجه والمحافظة على التقدّم بالسنّ بشكل جميل وأقرب إلى الطبيعي"، كما يشير د. فاخوري.

ويشدّد على أهمية بناء الثقة بينه وبينه المريض، وأن يتحدّث معه بكل تفاصيل الإجراء سواء كان حقناً للبوتوكس والفيلر أو جراحة تجميلية للأنف أو الأذن أو شدّ الوجه. فمن واجب الشخص أن يعرف ما ستؤول إليه النتيجة، وما الذي ينتظره بعد العملية.

ويعدّد بعض الحالات التي يقول فيها الطبيب "لا":

• عدم حاجة الشخص لأي إجراء تجميلي، وإلاّ قد يضرّ ذلك به وبالتالي يفقده الثقة بالطبيب.

• عدم التمكّن من الوصول إلى النتيجة التي يتطلّع إليها الشخص، ما يجعل الشخص يغيّر كلياً في ملامحه و"يصبح عكس الطبيعة".. ويجب الأخذ بعين الاعتبار بنية المريض وما يتلاءم معها.

• رفض الاختيار الذي يقترحه الشخص نفسه.. على سبيل المثال: الشخص يريد حقن فيلر في أنفه لتحسين شكله، في وقت تحتاج الحالة إلى عمل جراحي لأنّ الإجراء غير الجراحي لن يفيده، أو العكس. كذلك في حال كان وجه الشخص مترهّلاً لدرجة لا تمكن رفع الوجه بالحقن إنما يحتاج الشخص إلى الجراحة كي تفي بالغرض المطلوب.

• أسباب صحية تمنع إجراء أي تدخّل تجميلي أو تأجيله (مشاكل صحية أو تناول بعض أنواع الأدوية).

• في حال كان الشخص غير مقتنع وغير جاهز أساساً لذلك، وإنما يقوم به من أجل شخص آخر وإعجابه به، أو لمجرّد أنه رأى ترند على وسائل التواصل الاجتماعي.

في التجميل، كما في أي مجال آخر، تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي فيديوهات لاختصاصيين وبعض منتحلي الصفة من المستخدمين، يتحدثون في أمور تجميلية. ويحذّر د. رجا من التركيز فقط على مثل هذه المقاطع، في ظلّ غياب أي رقابة.

ويشدّد على أهمية التوجّه دائماً إلى الاختصاصي للتحدث معه في أي إجراء، خاصة وأنّه يتمّ تحديد التشخيص لكل شخص حسب حالته. بالإضافة إلى اختيار طبيب ذي خبرة، والالتزام بتعليمات الطبيب ما قبل وأثناء وما بعد الإجراء التجميلي.

ويقول إنّ أي إجراء خاطئ أو غير مناسب، قد يترتّب عليه بعض المضاعفات قد تكون بسيطة أو خطيرة. من أهمّ هذه الأضرار:

• عند الحقن: ظهور الكدمات ووهن العضلات، وتهيّج الجلد.
• عند تجميل الأنف: انحراف الحاجز الأنفي، وضيق المجاري الأنفية العليا والسفلى، وإصابة القناة المسيلة للدموع وضعف حاسة الشم.
• عند شفط الدهون: الجلطة الدهنية، وهي خلايا دهنية تسير مع الدم حتى تسد شرايين الرئتين وتؤدي لهبوط في ضغط المريض والشعور بضيق التنفس.
• الحساسية من أدوية التخدير وبعض مواد المضادات الحيوية.
• حدوث الذبحة القلبية بسبب ضغط الدم المرتفع أو تغيرات في نظام دقات القلب، وهذا قد يحدث إن كان الخاضع لعملية التجميل لديه مشكلات في القلب أو يعاني من السمنة الزائدة.
• إدمان عمليات التجميل، لأنّه أحياناً كل إجراء قد يؤدي بالبعض إلى رغبتهم بإجراء آخر بشكل متتالٍ.
• العزلة في حال حدوث مضاعفات قوية في الشكل قد تصل لحدّ التشوّه.