"Tommy" ينشر الثقافة على أرصفة الجزائر

بشارع "مويس أودان" أحد أكبر شوارع العاصمة الجزائرية وما يملكه من رمزية تاريخية، حيث توجد أيضا المقاهي والمحلات الراقية، اختار شاب جزائري أن يعرض بضاعته من الكتب القديمة بمحاذاة إحدى تلك المقاهي، وأيضا بجانب جامعة الجزائر.

بلينكس سألت الشاب عن اسمه غير المألوف وما إذا كان اسما للشهرة؟ إلا أن جوابه كان أن هذا هو اسمه الحقيقي، وأن والدته هي من اختارت له هذا الاسم، وأنه جزائري الأصل 100 بالمائة.

أما عن أسباب هذه "المهنة" ببيع الكتب على الرصيف، يقول إنه خريج جامعي بشهادة إدارة أعمال، وعاش سنوات من البطالة، قبل أن يعمل مع عدة شركات جزائرية وأخرى متعددة الجنسيات.

وخلال فترة جائحة كورونا التي ضربت الجزائر على غرار دول العالم، تسبب ذلك في تسريح الكثير من العمال في الشركة التي كان يعمل بها، هنا قرر طومي أن يتحدى البطالة والجائحة معا، وقرر تنفيذ مشروعه الحلم الذي بدأه منذ نحو 3 سنوات، وفق قوله.

كانت الانطلاقة بشاحنة صغيرة من سبعينيات القرن الماضي عندما جعل منها "مكتبة متنقلة" يجوب بها مختلف مناطق الجزائر العاصمة، قبل أن يحط الرحال بشارع "موريس أودان".

قصة طومي ليست مجرد بيع للكتب القديمة، بل حاول أن تكون له بصمته الخاصة، إذ أبدع في عرض تلك الكتب بديكور تفرد به عن غيره في هذه المهنة.

وقام طومي بتصميم ما يشبه الأكياس لكن المصنوعة من سراويل "الجينز" وأخرى من قماش "الخيش" وكل واحدة من هذه الأكياس فيها جيوب وضع في كل واحد منها كتاباً، ليستغل مساحة من ذلك الشارع وذلك الشباك الحديدي لعرض كتبه القديمة.

لم يكتف طومي بهذا فقط، بل ابتكر فكرة أخرى، عندما علق مجموعة من الألواح الخشبية، كل واحدة منها كتب عليها أمثلة وحكماً باللغة الفرنسية. يقول لبلينكس إنه اختار أقواها في معاني الحب والصداقة وكل ما يبعث على الأمل.

برغم إقرار طومي بأن مهنة بيع الكتب القديمة تراجعت بشكل كبير في السنوات الأخيرة بالجزائر، إلا أنه ظهر متفائلا بشكل كبير فيما يخص مستوى القراءة بالمجتمع الجزائري.

يبيع هذا الشاب مختلف الروايات العالمية القديمة، وكذلك كتباً أخرى عن تاريخ الجزائر والعالم، وبالإضافة إلى الكتب المدرسية للأطفال، وكتب علم النفس وبمختلف اللغات العربية والإنجليزية والفرنسية، التي أكد بأنها تستقطب اهتمام الكثير من شباب الجزائر.

ويعتقد طومي أن اختياره لهذه المهنة نابع من ثقافته الخاصة والعائلية، إذ تربى على قراءة واقتناء الكتب، ويشير إلى أن الكتاب القديم لازال يحظى بأهمية كبيرة حتى عند الأجيال الجديدة، وبأن بيعها واقتنائها ثقافة لازالت متجذرة في المجتمع الجزائري.

ويقول طومي أن "مكتبته" هذه هي مصدر رزق له، إلا أنه شدد أنها المهنة التي كان يحلم بها منذ صغره، ولا يبتغي الربح المادي فقط.