مأساة طالب مجتهد.. من الدرجات النهائية إلى الصفر

روت والدة نسيب أن أساتذته الذين يعلمون مستواه جيدا، وأنه مجد ومجتهد في دروسه وموجود ضمن الأوائل وأصحاب الدرجات النهائية في كل عام، اقترحوا عليهم أن يتقدم لإجراء الامتحانات في أحد المراكز المخصصة لأصحاب الحالات الصحية الطارئة، من أجل تجاوزها مراعاة لحالته.

وقام الوالدان بالفعل بتقديم الأوراق والتقارير الطبية التي تثبت حالة الابن في أحد المراكز المخصصة لذلك، وقام المركز بقبوله مبدئيا، على أن يقوم بإجراء الامتحانات بنفسه دون السماح له بمرافق، وقاموا بمنحه ربع مدة الامتحان المخصصة لأصحاب الحالات الصحية الصعبة.

ما حدث بعد ذلك لم يكن يتخيله أحد، فأثناء مرور بعض مراقبي وزارة التربية والتعليم السورية شاهدوا نسيب عبيد، ورأوا أن حالته لا تستحق أن يدخل لجنة خاصة، وأنه غير مطابق لشروط القبول، ليتخذوا قرارا بإلغاء امتحانه.

وجاءت الصدمة الكبرى يوم صدور النتائج، عندما فوجئ الطالب المجتهد بحجب درجاته وحصوله على درجة صفر بشكل عام في الامتحانات التي أداها بصورة جيدة، مع قرار صادم آخر بمنعه من دخول الامتحانات لدورتين امتحانيتين بتهمة الغش.

وقال نسيب عبيد لبلينكس إن وزارة التربية تواصلت معه لحل أزمته، وحددت موعدا معه الأحد لمقابلة الوزير، لكن تأجل الموعد إلى الأربعاء، لظروف سفره إلى خارج البلاد.

بدأ الوالدان في محاولة تدارك الصدمة والسؤال عن أسباب ما حدث، فأكد المسؤولون المعنيون أن الطالب غير مطابق لمواصفات المركز، رغم أنهم قاموا من قبل بمراجعة أوراق نسيب والتأكد من صحتها وعرضوها على مسؤولي الصحة المدرسية بالوزارة الذين أقروها وقبلوا بها.

والأكثر غرابة أن مسؤولي المركز لم يطلعوا الوالدين على تلك الشروط المزعومة، وهو ما أكد لهما أن هناك أمرا ما وراء ما حدث لابنهما وحجب درجاته وحرمانه من الامتحان وتدمير مستقبله.

وكان تقرير لجنة المراقبة أكد أنه أثناء مرورها عن المركز الذي كان يجري فيه نسيب الامتحان فوجئوا بأن الطالب غير مطابق لشروط القبول لوجود كسر منذ سنة، وأنه تبين بالفحص السريري أنه طبيعي، ولذا تم منحه صفرا في المواد التي خاض بها الامتحانات بموجب الأنظمة المتبعة.

التقرير يشير إلى أن الطالب اعترض على النتيجة، لتتشكل لجنة صحية مركزية خاصة بتقييم الطلاب المتقدمين للمركز الصحي، والتي أكدت أن نسيب غير مطابق لشروط القبول بالمركز الصحي، وأن تقاريره غير مطابقة لحالته المرضية، ليتم تثبيت درجته بداعي أنه يدعي المرض، وفقا للوائح الوزارة.

والد نسيب أكد أنه عرف السبب وراء كل ذلك في النهاية، وهو أن تلك المراكز تشهد كثيرا حالات من التسيب، وأن هناك بعض ممن لا يعانون أي مشكلات صحية يلجأون إليها من أجل تجاوز الامتحانات، وهو ما جعل مراقبي الوزارة يعتبرون الطالب المجتهد من ضمن هؤلاء، ليذهب ضحية لمثل هذه السلوكيات المخالفة، ويضيع مجهوده ومجهود والديه هباء.

ورغم لجوء الوالد إلى المسؤولين وتصعيد الأمر إلى وزير التربية والتعليم فإنه وجد تجاهلا تاما من الجميع ولم يتم حل الأمر، ليظل القرار النهائي هو رسوب نسيب عبيد وحرمانه من الامتحانات لعامين.

أكد الوالدان أن نسيب أصيب بحالة نفسية سيئة من هول مفاجأة اعتباره راسبا، وفقد الأمل في كل شيء، لكنهما أكدا أنهما سيستمران في الدفاع عن حقه حتى آخر لحظة مهما كلفهما ذلك، من أجل إحياء مستقبله الذي بات في مهب الريح.