رفع سعر الدخان لمحاربة السرطان.. خطة أردنية يستغربها "فراس"

منذ بداية سبتمبر 2024 والحكومة الأردنية تناقش ارتفاع معدلات التدخين في الأردن، وعُقدت جلسات لمجلس الوزراء ناقشت الموضوع وخرجت بتصريحات صحافية في الصحف والمواقع الأردنية.

تصدر موضوع التدخين وزيادة الضريبة عليه وارتفاع معدلات التدخين في الأردن البرامج الحوارية في المملكة، فناقشه نواب في البرلمان الأردني على شاشات التلفزيون المحلية.

بموجب قرار مجلس الوزراء ارتفع سعر علبة السجائر 10 قروش، بجانب مضاعفة الضريبة الخاصة على المعسل من 65 قرشا على كل 100 غرام، لتصبح 130 قرشا (1.8 دولار أميركي) لكل 100 غرام.

يقول فراس ساخرا في مكالمة هاتفية مع بلينكس: "رفعوا سعر الدخان أو نزلوه رح أظل أدخن علبتين في اليوم"، يوضح فراس أن أصدقاءه وأفراد عائلته يدخنون أكثر منه، "منهم من يدخن علبتين ونصف العلبة، ومنهم من يصل إلى 3 علب في اليوم، وقلة منهم تدخن علبة واحدة يوميا".

فراس ومحيطه من الأصدقاء، هم مثال على ما يحدث في الأردن، لأن وزير الصحة فراس الهواري قال في 13 سبتمبر إن الأردن يُصنف ضمن أكثر 3 بلدان في العالم بنسبة التدخين بين مواطنيها. ويرى الهواري أن الأرقام صادمة، ففي الوقت الذي تسعى فيه دول العالم لخفض نسبة المدخنين إلى 5%، بلغت نسبة المدخنين في الأردن 60% من المواطنين.

60% من المواطنين يعتبر رقما كبيرا، لأن المواطنين يشملون الأطفال الذين من المفترض أن يكونوا غير مدخنين، وكذلك النساء اللاتي ينتشر بينهن التدخين بنسبة أقل من الرجال.

في مؤتمر صحافي حضره الناطق باسم الحكومة الدكتور مهند مبيضين، يقول الوزير الهواري إن "التدخين في مقدمة الأسباب المسببة لزيادة الإصابات بالسرطان في المملكة ولا بد من إجراءات فورية لوقف هذه الزيادة".

يتوقع الوزير أن تتجاوز إصابات السرطان في الأردن أكثر من 50% خلال أعوام، مشيرا إلى أن 8 آلاف إصابة بالسرطان تحدث سنويا في الأردن حسب ما نقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية، بترا.

خطة الحكومة الأردنية تتمثل في رفع الضريبة على السجائر، واستخدام هذه الأموال في دعم القطاع الصحي وخصوصا مرضى السرطان. وترى الحكومة أنها في ذلك تحقق هدفين، الأول يتمثل في زيادة دعم المستشفيات التي تعالج السرطان، والآخر هو دفع المواطن الأردني عبر رفع سعر السجائر إلى تخفيف استهلاكه من التدخين.

لكن الشاب الجامعي فراس العبادي الذي يعمل في محل خيّاطة ويدرس في الجامعة الأردنية في عمان يرى أن رفع سعر السجائر لن يدفع المدخنين لتقليل عدد السجائر التي يستهلكونها يوميا.

في حديثه لبلينكس يوضح فراس أنه لن "يقلل عدد السجائر التي يدخنها يوميا"، بل على العكس، يرى الشاب أن مشكلته تفاقمت لأنه سيبحث كيف يتدبر أموره المالية، ليواكب الزيادة في أسعار السجائر والمعسل.

• 40% من إصابات السرطان في الأردن سببها التدخين.

• بين 2014 و2019 ارتفعت نسبة النساء المدخنات في الأردن إلى الضعف.

• بناء على النسب الحالية ومعدل ارتفاعها، ستبلغ كلفة معالجة السرطان في 2030 أكثر من 500 مليون دينار أردني (705 ملايين دولار أميركي).

• أغلقت الحكومة الأردنية محال تجارية تبيع السجائر للقاصرين، و10% إلى 15% من الإغلاقات كان لمحال تدخين قريبة من المدارس.

• تتوفر 28 عيادة لمعالجة الإدمان على التبغ في مختلف محافظات الأردن.

• ارتفعت كلفة علاج سرطان الرئة على الدولة 3 أضعاف بين عامي 2004- 2024.

• المدخنون الأردنيون الأكثر فقرا ينفقون على السجائر 25 مرة أكثر مما ينفقون على الصحة، و10 مرات أكثر مما ينفقون على التعليم وأكثر بمرة ونصف المرة مما ينفقون على الطعام.

• الخسائر الاقتصادية السنوية للأردن بسبب التدخين بلغت 1.6 مليار دينار أردني.

• متوسط الإنفاق الشهري على السجائر المصنعة للمدخن الأردني يبلغ 60.3 دينار أردني، وهو أكثر من 23% من الحد الأدنى للأجر الشهري الإلزامي قانونا في الأردن.

هذه الأرقام أوردتها وكالة الأنباء الأردنية بترا، وعندما ذكرت بلينكس آخر نقطة فيها لفراس العبادي خلال مكالمة هاتفية، قال: "أنا أنفق أكثر من ذلك بكثير أشتري علبتين وينستون أزرق طويل يوميا الواحدة منها بـ2.2 دينار أردني".

يصرف فراس شهريا 132 دينارا أردنيا على التدخين، ومع ارتفاع سعر السجائر ستبلغ نفقاته عليها 138 دينارا أردنيا، بزيادة تبلغ 6 دنانير شهريا.

فراس يعمل في مخيطة إلى جانب دراسته ويبلغ راتبه 250 دينارا شهريا، يعطيها لوالده ويأخذ مصروفه من والده، وكذلك يفعل أخوه الأصغر منه بسنة واحدة ويدخن 3 علب سجائر يوميا.

في سؤال فراس عما إذا كانت نسبة الزيادة تبدو بسيطة قال: نعم هي قليلة لكن سأدفع على سجائري 6 دنانير زيادة شهريا، وأخي 9 دنانير ووالدي 9 دنانير، هذه 24 دينارا شهريا، نستطيع أن نطبخ ونأكل بها لمدة 6 أيام".