أسعار مرتفعة وثقافة تغيرت.. نوادي برلين الليلية تبحث عن مرتادين
تكافح برلين، عاصمة السهر منذ سقوط الجدار، من أجل إبقاء نواديها الليلة الشهيرة، في مواجهة ارتفاع الأسعار وتغير الأذواق والضغوط التي ترزح تحتها سوق العقارات.
حتى الآن، تبقى الأجواء في ذروتها في "ريناتي"، وهو نادٍ أشبه بالمتاهة يستضيف العديد من منسقي الأغاني في مجمع سكني خافت الإضاءة قرب نهر شبريه، احتفل أخيرا بعيده الثامن عشر، لكنه قد يكون الأخير، إذ قد يغلق أبوابه نهاية العام مع انتهاء عقد إيجاره.

مبنى ملهى ريناتي في برلين قد يغلق أبوابه قريبا. AFP
وقال السائح البريطاني أوسكار ليستر، 30 عاما، إنه "من المحزن" أن تكون هذه "على الأرجح آخر مرة" سيتمكن فيها من المجيء إلى "ريناتي" الذي سيواجه مصير نادي "ووترغيت" الذي أغلق العام الماضي.
بدورها، قالت مايكه شوينبيرغ وهي من سكان برلين تبلغ 33 عاما "كل النوادي التي كنت أعرفها عندما بلغت سن الرشد تغلق أبوابها. يبدو أن ثقافة ارتياد النوادي في برلين بدأت تتبدد".
في السنوات التي أعقبت سقوط جدار برلين في العام 1989، أصبحت العاصمة الألمانية مركزا حيويا لموسيقى التكنو والرقص، مع انتقال ثقافة مضادة فوضوية إلى مواقع صناعية مهجورة لإنشاء مساحات للموسيقى والرقص والفن.
لكن في العقود التي تلت ذلك، أدى النمو السكاني في برلين وتجديد الأحياء القديمة إلى تغيير ملامح المدينة وتحويلها.
وفي السنوات الأخيرة، تعرضت النوادي الليلية لضربة قوية بين جائحة كوفيد-19 وارتفاع التضخم وتراجع الرحلات الجوية الرخيصة التي تجلب محتفلين خلال عطلات نهاية الأسبوع، بالإضافة إلى تحول بعض الشباب بعيدا عن النوادي إلى المهرجانات الموسيقية في الهواء الطلق.
وأدى ضغط الأعمال بدوره إلى دفع العديد من المؤسسات إلى رفع رسوم الدخول وأسعار المشروبات، وهو ما جعل جزءا كبيرا من الشباب يتوقفون عن ارتياد النوادي الليلية لعدم قدرتهم على تحمل التكاليف.
في أواخر العام الماضي، حذرت لجنة النوادي، وهي الجمعية التي تمثل النوادي الليلية لبرلين، من أن 46% من مؤسساتها تبحث الإغلاق في غضون 12 شهرا، مشيرة إلى أن ثلثيها عانت انخفاضا "كبيرا" في الإيرادات.
وبالإضافة إلى الذين توقفوا عن الذهاب إلى النوادي الليلية، لم يعد الأشخاص الذين ما زالوا يرتادونها ينفقون بنفس المقدار.