عادة ما يكون الوزراء الأوروبيين من أصول عربية مثل الفرنسية رشيدة داتي، والسويدي نجاح الشمري وآخرين يتم تقديمهم، عادة، كنماذج للشباب وقدرتهم على الاندماج في المجتمعات الجديدة. بعضهم حقق نجاحات بالفعل لدولهم الجديدة، وبعضهم لم يكن كذلك، مثل البريطاني زهاوي.

ولد زهاوي في بغداد عام ١٩٦٧، وبعد سيطرة حزب البعث هاجر مع عائلته إلى بريطانيا وعاش في الجنوب. يقول زهاوي في مقابلة متلفزة "كان عمري ٩ سنوات، لا أتحدث الإنجليزية، لكن بعد ٨ أشهر تعلمتها".

واجه ناظم عقبات حياتية وبعد دراسته الهندسة الميكانيكية من كينجز كوليدج عمل كسائق تاكسي، حتى يستطيع تدبير نفقاته. عمل لفترة بالأعمال التجارية وحصل على الجنسية البريطانية، ليدخل بعدها بعدها مجلس النواب عام ٢٠١٠.

دخل زهاوي عالم السياسة من بوابة حزب المحافظين، وكأغنى نائب بين سياسيي الحزب تحول ناظم إلى وزير بفضل صداقته من رئيس الحكومة بوريس جونسون.

بدأ من وزارة الأسرة والطفل في حكومة جونسون عام 2018، وبعدها تولى وزارة الأعمال والصناعة، وفي ظل أزمة كورونا التي اجتاحت المملكة المتحدة عين وزيرا للقاحات، ومنها إلى وزارة التعليم في 2021، وانتهى به المطاف في وزارة المالية عام 2022 حتى وقعت الكارثة التي أطاحت به من الوزارة، والتي قد تصبح سببا في إنهاء مستقبله السياسي.

التهرب من الضرائب في أوروبا والولايات المتحدة يعتبر جريمة، تبدأ عقوبتها من الغرامة وتنتهي بالسجن.

صحيفة إندبندنت نشرت سلسلة من التحقيقات والتقارير الإخبارية على مدار عدة أيام، وكان رد فعله في البداية الإنكار الكامل، لكن مع استمرار النشر اضطر للتراجع مرة بعد الأخرى حتى اعترف في النهاية، مبررا ذلك بأنه لم يكن على علم بما يحدث في شركاته، لكن انتهى به الحال خارج الحكومة بأزمة سياسية قد تؤثر على حظوظ حزبه في الانتخابات العامة المقبلة.