أسواق
.
في عز انشغال ريال مدريد مطلع يونيو الماضي توديع عدد من نجومه بقيادة بنزيمة والبدء في البحث عن بديله، كانت إدارة برشلونة تطبخ على نار هادئة صفقة الموهبة التركية أردا غولر مع فنربخشة، وبالفعل أكدت صحف كاتالونية اقترابه من حسمها مقابل 17 مليون يورو، لكن ما أن أنهى الريال حفلات الوداع واستقبال نجمه الجديد بلينغهام حتى دخل على خط النجم التركي الشاب، ليقلب الموازين ويظفر به رسميا، الخميس، مقابل 30 مليون يورو.
في الجانب الآخر من إسبانيا، وبعد أن أفاق برشلونة وجماهيره على صدمة تبخر الموهبة، وانتقالها إلى الغريم التقليدي، حاول الإعلام الكتالوني البحث عن مواساة تلك الجماهير، وأبدى حسرته على الوضع الاقتصادي المتأزم للنادي أكثر من الندم على ضياع الموهبة.
على أرض الواقع يبدو أن ما ذهبت إليه الصحف الكتالونية حقيقة ماثلة، فبرشلونة يعاني فعليا من أزمة مالية خانقة، إذ بلغت ديونه نحو مليار يورو بحسب صحيفة أس الإسبانية، فيما يجد نفسه الآن مطالبا بتخفيض ميزانية أجوره بنحو 200 مليون يورو، وغير قادر على المنافسة على نجم عالمي كبير.
وما بين رحلة بحث برشلونة عن سلوى وحسرته على تسرب الموهبة التركية، خرج نجم ريال مدريد فينيسيوس جونيور، بتغريدة ترحيب بأردا غولر على حسابه بتويتر قال فيها " اسم آخر يختار النادي العظيم"، لكن كلمات البرازيلي الترحيبية البسيطة نكأت لدى البرسا جراح فقدانه هو الأخر، والتي لم تندمل بعد، إذ سبق وأن طارده النادي الكتالوني قبل أعوام لضمه، قبل أن يدخل الملكي ويظفر بخدماته.
ظلت مواجهات كلاسيكو الريال وبرشلونة رمزا للتنافسية العالية التي لا تفتر بمرور السنين، كما وصلت هذه التنافسية ذروتها في العقد الماضي بتواجد كل من ليونيل ميسي مع البرسا، وكريستيانو رونالدو مع الملكي، ويبدو أن المنافسة التاريخية في الملعب انسحبت على نهج الفريقين خارجه، وتحديدا مضمار ضم المواهب.
يعود تاريخ السباق المحموم بين الفريقين على المواهب إلى التسعينيات، وتحديدا 1996، عندما حاول الريال ضم أندريس إنييستا من أكاديمية ألباسيتي، قبل أن يخطفه برشلونة، كما عاد له الريال مرة أخرى في 2006، لكن الرغبة حسمت بقاءه في برشلونة، بحسب سبورت الكتالونية.
وتكرر الأمر كذلك مع مواهب أخرى مثل دافيد فيا، وماركو أسينسيو، وأيضا نجوم كبار مثل توني كروس ولوكا مودريتش ولويس سواريز.
طوال عامي 2012 و2013 أقام نيمار الدنيا ولم يقعدها في البرازيل، وذلك بسبب تفجر موهبته الكروية بشكل لافت مع سانتوس البرازيلي، قبل أن تتحرك وفود الريال والبرسا لضمه.
الصراع على الموهبة الشابة نيمار استمر لعامين، لكن الشاب اختار برشلونة في ٢٠١٣. أ ب
وفي وقت كان ريال مدريد يحاول بشتى السبل مع الموهبة الشابة، قدّم برشلونة 57 مليون يورو لسانتوس قبل أن يضمه لصفوفه. وبعد وصوله إلى الكامب نو، لم ينتظر نيمار كثيرا للإعلان عن نفسه، وشكل بعد عام واحد مثلثا مرعبا مع ميسي وسواريز، المعروف بـ "إم إس إن" الذي أرهب أوروبا، وتوج بالسداسية في 2015.
وفي مدريد، شكلت خسارة نيمار انقلابا كبيرا، إذ عيّن رئيس النادي فلورنتينو بيريز جوني كالافات للعمل مع كشافي النادي في 2014، ومنحه سلطات قوية، من أجل مطاردة المواهب ومنع تكرر سيناريو نيمار مستقبلا.
وبالفعل، ومنذ تعيينه وتركيز الريال على المواهب، لم يفلت الريال أي موهبة دخل عليها، وكبد برشلونة خسائر باستمرار.
وبدأت القصة مع فيديريكو فالفيردي، ثم فينيسيوس جونيور، وبعده رودريغو، ثم رينير، والموهبة اليابانية تاكي كوبو، الذي تكون في أكاديمية لا ماسيا في برشلونة، والبرازيلي الآخر أندريك فيلبي، وأخيرا الصفقة الصادمة لبرشلونة المتمثلة في التركي أردا غولر.
المواهب الشابة تختار الآن ريال مدريد وليس برشلونة بسبب تعقيدات وضعه المالي والفني. أ ب
لعل الأمر المشترك في جميع الصفقات سالفة الذكر، هو دخول برشلونة على خطها، لكنها جميعها فضلت ريال مدريد، لكن ما هي الأسباب يا ترى؟
وحتى قبل تعيينه رئيسا للكشافين، نجح كالافات في اكتشاف موهبة كاسيميرو وفالفيردي، قبل أن يبدأ العمل الأكبر بعد 2017، ويكتشف موهبة كل من فينيسيوس جونيور، وميليتاو، ورودريغيو، وأندريك فيلبي.
ويمتلك كالافات أسلوبا خاصا في الإقناع، جعله الأميز في هذا المضمار، كما استفاد كثيرا من أصوله البرازيلية ليصبح مقربا من المواهب وأسرهم.
ظهرت الإمكانات الإقناعية الكبيرة لكالافات في صفقة جود بيلينغهام الأخيرة، إذ رأى الصحفي الإيطالي المختص في شؤون انتقالات اللاعبين فابريزيو رومانو، بأن كالافات لعب دورا كبيرا في إقناع النجم الدولي الإنكليزي رفض عرضي السيتي وليفربول، والقدوم إلى الريال.
رودريغو أحد أبرز المواهب الكروية الشابة في العالم حاليا ويكمل الجناح الثاني مع فينيسيوس
صحيفة ماركا الإسبانية، أجرت اليوم الجمعة، حوارا مع موهبة الريال البرازيلي إندريك الذي سينضم للفريق الموسم المقبل، وسألته عن سبب رفضه لعرض برشلونة وعروض أخرى من سان جيرمان وتشيلسي، فكان رده "لا شيء يهمني أكثر من ريال مدريد. لذا، بصراحة، عندما كنت أتلقى العروض من الأندية، كنت أسأل: "ماذا عن ريال مدريد؟" هل سأذهب هناك؟' "هل ستتاح لي الفرصة لاختيار ريال مدريد؟" أردت فقط الذهاب إلى ريال مدريد في جميع الأوقات. أردت فقط معرفة ما إذا كانوا مهتمين بي. بالنسبة لي، السعر لا يهم قطعاً. أردت فقط تحقيق حلم طفولتي. لتحقيق حلم والدي وحلم حياتي وحلم عائلتي كذلك. ألعب في أكبر ناد في أوروبا وفي الفريق الذي كان مثلي الأعلى يلعب معه وهو كريستيانو رونالدو".
ونشر حساب ريال مدريد على تويتر أمس لقطات لنجمه التركي الجديد، ربما برهنت على شهادة كارشان في اللاعب.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة