يرزح برشلونة حاليا تحت وطأة ديون ثقيلة، بلغت بنهاية يونيو الماضي 1.48 مليار دولار، بحسب ما أكد نائب رئيس برشلونة والمسؤول عن الملف الاقتصادي إدوارد روميو في تصريحات نقلتها عنه فوربس الأميركية.

بجانب المبلغ السابق، يحتاج برشلونة سداد قرض بقيمة 1.6 مليار دولار من صندوق غولدمان ساكس الأميركي، من أجل مشروع "إسباي برسا" الذي يشمل ترميم ملعب كامب نو. ويسعى برشلونة حاليا لبيع عدد من نجومه، من أجل تخفيض ميزانية أجوره البالغة 775.4 مليون دولار في العام، إلى 578 مليون دولار.

ومن ضمن هذا المبلغ، هناك نحو 55.9 مليون دولار، يدفعها برشلونة كأجور للاعبين معارين، مثل كليمنت لونغليه، وصامويل أوميتيتي، وسيرجينيو ديست.

على الرغم من حاجة برشلونة الماسة للأموال حاليا، وأيضا اقتراب دخوله إلى بورصة ناسداك بنهاية العام الجاري، فإن الخطوة قصد بها، على الأرجح، تحقيق مكاسب على المدى البعيد، وذلك بسبب التعقيدات المحيطة بهذا النوع من الاستثمار.

وسيلتحق برشلونة بـ 10 أندية كرة قدم سبق لها وأن انضمت إلى البورصة، يتصدرها كل من مانشستر يونايتد الإنكليزي ويوفنتوس الإيطالي.

ومثل غيره من الأندية المطروحة للتداول في البورصات، لن تكون هنالك فوائد مباشرة تدخل خزينة برشلونة، لكن المكسب الحقيقي الذي يجنيه برشلونة من هذه العملية، رفع قيمته السوقية، فيما يقدم بالمقابل، خدمة لسوق الأسهم والصندوق السويسري شريكه، بمنحه قاعدة جماهيرية عريضة، ليرفع عدد المتداولين، لتنعكس على ربحية تجارة أسهمه. وينعكس هذا الأمر بدوره على قدوم رعاة جدد للنادي، وضخ أموال أكثر في خزينته الفارغة.

أما تأثير البورصة الفعلي على الأندية، فيمكن رصده في قصة مانشستر يونايتد، والذي تقيّمه بورصة نيويورك بـ3.52 مليار دولار، رغم ابتعاده عن الإنجازات الكبيرة لنحو 10 سنوات، فيما ساهم هذا الوضع في أن يبدأ التفاوض على شرائه حاليا من 5 مليارات دولار، وهو الذي لم يتخط تقييمه بحسب فاينانشيال تايمز 1.6 مليار دولار فقط، مقارنة مع تراجع نتائجه والديون المتراكمة عليه والبالغة نحو مليار دولار.

وتبلغ القيمة السوقية الحالية لبرشلونة 1.4 مليار دولار، بحسب أحدث تصنيف لبراند فاينانس.

لا يعني شراء أسهم برشلونة أو غيره من الأندية في البورصة، امتلاك المشجع أسهما في النادي نفسه بما يمتلكه من ملاعب ولاعبين، وإنما تعود الأسهم فقط للشركة التي تحمل اسمه في البورصة.

وبحال تساءل البعض عن جدوى شراء الأسهم طالما هي منفصلة على النادي، فإن الأمر يتلخص في معرفة المشجع اللصيقة بالنادي وخفاياه ووضعه المالي الداخلي، ما يسهل عليه توقع وقت صعود الأسهم وهبوطه، عكس الشركات الأخرى، التي لا يعلم المتداولون في أسهمها مثلما يعلمه المشجع عن أوضاع ناديه.

وبمقارنة ذلك مع تجربة عملات المشجعين الرقمية Fan Tokens والتي يمتلك برشلونة عملة فيها تحت اسم "BAR"، تبدو الأخيرة مختلفة عن البورصة، إذ يشرف عليها النادي مباشرة، كما يمنح بموجبها المشترين امتيازات "شكلية" في إدارة النادي.

ومن أبرز الامتيازات، هو مشاركة مشتري العملة الرقمية في اختيار الأغنيات التي يتم تشغيلها في ملعب الفريق قبل المباريات وفي الفاصل بين الشوطين، وكذلك ترتيبها، إلى جانب بعض الميزات التفضيلية الأخرى عند زيارته للنادي.

وكان برشلونة دشن عملته منذ عامين مع شركة سوسيوس للعملات الرقمية، أسوة عدة أندية أوروبية وعالمية. أما في البورصة فليس للمتداول أي حقوق على النادي.

بحسب موقع كابيتال دوت كوم تتواجد في البورصات الأميركية حاليا 10 أندية كرة قدم، بعضها قيد التداول منذ سنوات. ويعتبر مانشستر يونايتد الإنكليزي من الرواد والأكثر نجاحا في البورصة، وبدأت قصته معها في 2005، بعد شرائه من قبل عائلة غليزرز الأميركية مباشرة، عندما أدرج في بورصة لندن.

وبداية من 2012 تم إدراج يونايتد في بورصة نيويورك، حيث لا يزال، وتبلغ القيمة الكلية للنادي في البورصة 3.78 مليار دولار، فيما يبلغ سعر السهم الواحد اليوم الأربعاء 22.75 دولار.

أما النادي الآخر، صاحب الصيت في البورصة فهو يوفنتوس الإيطالي، والذي يعتبر تاريخيا أقدم من مانشستر يونايتد، وأُدرج يوفنتوس في البورصة الإيطالية منذ 2001، ويبلغ سعر السهم الواحد اليوم الأربعاء 0.36 سنتا.

وكذلك يأتي بروسيا دورتموند الذي تبلغ قيمته السوقية 420 مليون دولار، بعد طرحه في البورصة الألمانية. ومن فرنسا يأتي أولمبيك ليون بقيمة 170 مليون دولار في البورصة الفرنسية، وساركن سبورت، نادي كوبنهاغن، بقيمة أسهم تصل إلى 100 مليون دولار بعد طرحه في بورصة الدنمارك.