لم تكن صفقة ميسي مع ميامي صفقة عادية، مثلما هو الآخر ليس لاعبا عاديا، حيث يعتبر على مدى واسع أحد أفضل اللاعبين في تاريخ كرة القدم، ويمتلك حاليا 7 كرات ذهبية، حصدها على مر سنواته الـ21 في ملاعب الساحرة المستديرة.

وخاض ميسي، بحسب إي إس بي إن، مفاوضات ثلاثية، مع كل من الدوري الأميركي للسوكر (إم إل إس)، ونادي إنتر ميامي عبر مالكه ديفيد بيكهام، وشركات البث والرعاة، ممثلتين في كل من "آبل تي في بلس"، وأديداس.

وكانت إسهامات الدوري الأميركي في التنازل عن تطبيق سقف الرواتب على ميسي، إلى جانب منحه ميزة الدخول في شراكة لامتلاك نادي بـ25 مليون دولار، فيما قدم إنتر ميامي الراتب، 150 مليون دولار يشمل الراتب الأساسي وبعضا من عوائد البث التلفزيوني)، فيما قدمت "آبل بلس" وأديداس مغريات أخرى.

ومن أبرز هذه المغريات، منح ميسي نسبة، لم يكشف عنها، من مداخيل المشتركين الجديد في "آبل تي في بلس"، وشراكة خاصة مع أديداس لإنتاج "براند" باسم ميسي، مقابل مشاركة الأرباح، على قرار ما فعلت نايكي مع أسطورة السلة مايكل جوردان.

وكان الدوري الأميركي، وقع مطلع الموسم الجاري عقدا مع "آبل تي في بلس" لبث مبارياته لمدة 10 أعوام، مقابل 2.5 مليار دولار.

على الرغم من تاريخ أميركا الحافل في تقدير المتألقين رياضيا، لجهة تنافسية وقوة الاقتصاد في بلاد اليانكي، فإن عقدا بهذه التفاصيل (الشراكات) يعد سابقة هناك.

وفي هذا السياق أكد إروين كيشنر أحد المؤسسين لمجموعة قانونية مختصة في كرة القدم لـ"إي إس بي إن": "هذا حادثة فريدة، لم يحدث طوال التاريخ الرياضي في أميركا أي أمر مثل هذا.. لا أدري إن كنا سنرى شيئا كهذا على مر الأجيال المقبلة".

ورغم التكتم الشديد على تفاصيل اتفاق الشراكة بين ميسي و"آبل تي في بلس"، فإن هنالك على ما يبدو أرقاما تاريخية، وذلك بسبب التوسع الكبير في عمليات "آبل تي في بلس"، والذي يبث حاليا الدوري الأميركي، وعددا من مباريات الدوري الإسباني والدوري الإنكليزي.

وقدرت دراسة سابقة قيمة ما جنته الشركات من بث الأحداث الرياضية (كل الألعاب) في أميركا عام 2022 بنحو 13 مليار دولار، يتوقع ارتفاعها إلى 22.6 مليار دولار في 2027.

وعن جدوى دخول آبل تي في بلس في مثل هذه الشراكة، قال إيد دريسرر، مالك شركة دريسرر الإعلامية في أميركا: "هذا الأمر (وصول ميسي) يعتبر بمنزلة فرصة لآبل لتوسيع عملياتها خارجيا.. ميسي يعتبر فرصة تبحث عنها الكثير من الشركات في العالم".

وربما يؤكد حديث دريسرر، الفرحة العارمة التي تظلل محيا كل من ديفيد بيكهام حاليا وشركيه في ملكية إنتر ميامي الشقيقين جورج وجيسي ماس.

هنالك حدث آخر يبرهن على حجم ميسي ويجنب (آبل) مشقة الانتقادات، وهو هيمنة ميسي تماما على مدينة ميامي التي وصل إليها للمرة الأولى بعد انضمامه إلى إنتر ميامي أمس الثلاثاء، حيث سيتم تقديمه الاحد المقبل أمام الآلاف من الجماهير.

وبحسب، موقع تلفزيون بي إف أم الفرنسي، فإن مدينة ميامي ورغم امتلاكها فرق ميامي هيت (سلة)، وميامي دولفين (كرة قدم أميركية)، وفلوريدا بانثر (هوكي الجليد)، فإنها اليوم تحولت إلى كرة القدم (السوكر)، حيث بات إنتر ميامي في الصدارة.

وبدوره، استقبل حي وينوود معقل الفن والإبداع في ميامي وصول ميسي بجدارية ضخمة، زارها ديفيد بيكهام أيضا.

من منطلق فرادة عقد ميسي في أميركا، وربطه بحقائق ثابتة في الرياضة الأميركية، إذ لا تعتبر فيها كرة القدم (السوكر) اللعبة الشعبية الأولى، بدأت بعض التكهنات عن إمكانية انتقال شرارة هذه العقد الممزوج بـ"الشراكات اللامحدودة" إلى نجوم السلة ودوري NBA ذو الشعبية الجارفة.

وهنالك نجوم كبار في السلة الأميركية مثل الملك ليبرون جيمس وستيفن كوري، يعتبرون أكثر شهرة في أميركا من ميسي، رغم تفوق الأرجنتيني عليهم بشكل كاسح على الصعيد العالمي، فهل يتجهون لمطالبة انديتهم بعقود مماثلة لميسي؟

ويمتلك ميسي في انستغرام 478 مليون متابعا، وهو ثاني أكثر شخصية متابعة، بعد كريستيانو رونالدو 596 مليون متابع.

"ليس واضحا ذلك، لكن عقد ميسي سيقرع بلا شك جرس إنذار لدى كبار النجوم في دوري السلة"، هكذا علق أحد وكلاء لاعبي السلة لـ"إي إس بي إن".

وبحال طالب نجوم السلة بنسب من أموال البث فيمكن أن تشكل أزمة، لجهة ارتفاع أسعار عوائد البث في دوري السلة الأميركية، والتي تبلغ 2.66 مليار دولار في الموسم الواحد.