أسواق
.
ابتلعت الصين سوق البطاريات، ومن بعده سوق السيارات الكهربائية في العالم، وكلمة السر في ذلك: عنصر الليثيوم. هذا ما تفتش عنه الصين بكل قوة في قارات العالم، لكن يبدو أن أفريقيا كانت مكانها المثالي.
إستراتيجية الصين في هذا المجال لم تعتمد فقط على المواد الخام، وإنما كانت في إيجاد شكل من التكامل في صناعة البطاريات يبدأ باستخراج المعادن، مرورا بعمليات التكرير، ثم عمليات التصنيع إنطلاقا من القارة السمراء.
في يونيو الماضي اتفقت كل شركة جوتشن هاي تك الصينية، والحكومة المغربية على النظر في إنشاء مصنع لبطاريات السيارات الكهربائية في المملكة باستثمارات تصل إلى 6.3 مليار دولار، بحسب رويترز، ليصبح أول مصنع رئيسي لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية في أفريقيا.
تستثمر الصين بصورة كبيرة في مجال استخراج وتكرير الليثيوم، وهو العنصر الأساسي في تصنيع البطاريات، وهنا وجدت الصين ضالتها في زيمبابوي، صاحبة الاحتياطي الكبير من المعدن الذي يطلق عليه "الذهب الأبيض".
زيمبابوي تنبهت لأهمية هذا المعدن، فأصدرت قانونا في ديسمبر ٢٠٢٢، يحظر تصدير الليثيوم الخام دون معالجة في مصانع محلية، بهدف تعزيز الوظائف والإيرادات المحلية، وهو ما استجابت له الصين، التي أعلنت التزامها بالقانون.
نهج تقييد تصدير المواد الخام في إفريقيا لم يقتصر على زيمبابوي، فقط بل سارت عليه دول مثل ناميبيا، والكونغو الديمقراطية، وغانا، ونيجيريا، التي قيّدت صادرات المواد الخام بحسب فورين بوليسي.
منجم ليثيوم - AP
من أجل ذلك توسعت الصين في إنشاء مصانع تكرير الليثيوم المستخدم بصورة أساسية والتي كان آخرها مصنع بقيمة 300 مليون دولار الشهر الماضي في الدولة التي تعتزم أن يصل إنتاجها إلى ٢٠٪ من الطلب العالمي.
وخلال الشهر ذاته، استكملت شركة ساينوماين، صاحبة أقدم منجم لليثيوم في أفريقيا، بناء مصنع معالجة مادة "الإسبودومين المركز" والذي يعد أحد مصادر الليثيوم. أما الصفقة الأكبر جاءت من خلال استحواذ شركة الموارد الطبيعية الصينية على شركة ويليام للتعدين، المشغّلة لأحد مناجم الليثيوم الكبرى بقيمة تقرب من ١.٨ مليار دولار في فبراير الماضي.
بحسب وكالة بلومبرغ، يتوقع أن ترفع المناجم التي تسيطر عليها الصين إنتاجها من الليثيوم من ١٩٤ ألف طن في العام ٢٠٢٢، إلى ٧٠٥ آلاف طن بحلول 2025، وهذا من شأنه رفع حصة الصين من المعادن الضرورية لتصنيع بطاريات السيارات الكهربائية إلى 32٪ من الإمداد العالمي.
بحسب رويترز فيتوقع أن يتجاوز الطلب العالمي على الليثيوم العرض بمقدار 500 ألف طن متري في عام 2030 حيث يحذر الجميع من نقص يلوح في الأفق.
ورغم وجود 45 منجما لليثيوم حول العالم العام الماضي وسط توقعات بافتتاح 11 منجما العام الجاري، و٧ في العام ٢٠٢٤، لكن هذه الوتيرة أقل بكثير مما يقول الخبراء إنه ضروري لتغطية كل الاحتياجات العالمية.
تتوقع وكالة فيتش للحلول، أن تصبح المغرب المركز الإقليمي لتصنيع المركبات الكهربائية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إضافة إلى أن نمو قطاع الكوبالت في المملكة سيجذب اهتمام شركات التعدين والسيارات في الفترة بين ٢٠٢٢ و٢٠٢٦ ما يسهم في تطوير سلاسل التوريد المحلية المرتبطة بهذه الصناعة.
وتضيف فيتش أن تطوير قطاع تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية في المغرب سوف يجذب مصنعي السيارات الكهربائية إلى السوق.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة