أسواق

لهيب أسعار البصل يهدد الأطباق الأفريقية

نشر

.

blinx

يقول المثل العربي الشعبي "البصل ما منه عسل"، لكن في الغرب الأفريقي يعتبر البصل مكوناً أساسياً لمعظم الأطباق التي تقدم على موائد الطعام.

لتحضير طبق دجاج ياسا، أو"Yassa au Poulet" كما هو معروف باسمه المحلي، تحتاج النساء في السينغال ومالي إلى كميات وافرة من البصل، لكن وضع الأسعار في الأسواق حاليا لا يسمح بذلك.

في مالي، مثلا، ارتفع سعر البصل ليصل إلى 1000 فرنك (1.65 دولار) للكيلوغرام الواحد، وهو سعر وصفته صحيفة جورنال دو مالي بـ"غير المسبوق".

وتعزي مريم كوني، رئيسة الجبهة الشعبية ضد الغلاء، ارتفاع الأسعار إلى "الحظر الذي فرضه المغرب على تصدير هذه المنتج إلى العديد من الدول الأفريقية"، حسب ما نقله عنها موقع هيسبريس، النسخة الفرنسية.

عرفت أسعار بعض الخضر والفواكه بالمغرب ارتفاعا قياسيا

ويعود سبب هذا الحظر إلى فبراير الماضي حيث عرفت أسعار بعض الخضر والفواكه بالمغرب ارتفاعا قياسيا أثار استياء المواطنين المغاربة، ما دفع الحكومة المغربية إلى حظر تصدير بعض الخضار، وعلى رأسها البصل والبطاطس والطماطم، إلى الأسواق الأفريقية حتى تستقر أسعارها داخليا.

وكان لهذا الحظر في الشمال الغربي لأفريقيا تبعيات أخرى في بعض دول الساحل، حيث ارتفعت أسعار هذه الخضار في عدد من الدول من بينها مالي والسنيغال وموريتانيا والنيجر.

وتعتبر النساء من أكثر المتضررات من غلاء أسعار البصل، ونقل موقع مالي 24 عن نساء بمنطقة بنيامانا في جنوب غربي مالي أنهن سيحضرن وجباتهن من دون بصل نظرا لسعره الملتهب في السوق، وتلقي أخريات باللوم على الحكومة في فشلها باحتواء غلاء الأسعار.

نساء دول غرب إفريقيا من المتأثرات بارتفاع أسعار البصل الذي يعد مكونا أساسيا في الطبخ (مصدر الصورة: أ. ب)

قبل مالي، اشتعلت الأسواق السينغالية من غلاء أسعار البصل حيث وصل ثمن الكيلوغرام الواحد إلى 1500 فرنك (2.48 دولار).

ولمواجهة لذلك تقدمت وزارة التجارة السنيغالية بطلب للمغرب في 11 يوليو الماضي باستثنائه من الحظر الذي يقيد تصدير البصل.

ويبدو أن مالي تحذو حذو السينغال حيث اجتمع ممثلو التجار الماليين مع السلطات المحلية لنقاش سبل تعليق حظر تصدير البصل المغربي وطلبوا تقديم 5 آلاف طن من البصل و5 آلاف طن من البطاطس استجابة لحاجيات السوق.

وبتوفير هذه الكمية من البصل، يصرح سوميلا دومبيا، رئيس مجموعة التجار المتخصصين في بيع المنتجات الطازجة، لموقع هيسبريس، النسخة الفرنسية، أنه سيكون لذلك مزايا إيجابية للحكومة المالية حيث "سيخفض من سعر هذه المنتجات بالنسبة للمستهلك المحلي، وسيحقق إيرادات إضافية للجمارك المالية".

ويعتبر المغرب أحد أهم مصدري البصل لدول الساحل إذ سجلت صادراته عام 2021 ما يزيد عن 14 مليون دولار، وتمثل الصادرات إلى مالي أكثر من 2 مليون دولار، حسب مرصد التعقيد الاقتصادي.

الهند تهدد بتعميق الأزمة

على الصعيد العالمي، تهدد الهند بتعميق أزمة البصل في العديد من البلدان بعد إعلانها منتصف هذا الشهر فرض ضريبة بنسبة 40% على صادرات البصل حتى نهاية العام الجاري، في محاولة لتحسين التوافر المحلي للمواد الغذائية، وذلك بحسب ما أعلنت وزارة المالية الهندية مؤخراً.

ومن المتوقع أن تساعد الرسوم الجديدة، التي أقّرتها أكبر دولة مصدرة للبصل في العالم، نيودلهي على خفض الأسعار المحلية قبيل الانتخابات العامة في وقت لاحق من هذا العام، لكنها في المقابل ستجبر المشترين الدوليين على إنفاق المزيد في ظل محدودية إمدادات المُصدّرين الإقليميين الآخرين، بحسب تقريري لوكالة رويترز.

وأعلن مصدر مسؤول في مومباي أن البصل الذي يتم حصاده خلال أشهر الصيف يتعفن بسرعة، والإمدادات الجديدة تتأخر، ما دفع الحكومة إلى اتخاذ إجراءات احترازية.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة