قناة السويس من إيغل إلى بوري.. شريان للتجارة العالمية

في ١٧ نوفمبر من العام ١٨٦٩ تمكنت سفينة يطلق عليها الاسم "إيغل" من خوض رحلة فريدة من الغرب إلى الشرق دون الحاجة للدوران حول قارة أفريقيا، وإنما عبر طريق مختصرة ممر مائي افتُتح في اليوم ذاته وعُرف باسم "قناة السويس".

على متن "إيغل" استقرت مجموعة من الضيوف رفيعي المستوى، الذين جاؤوا لحضور افتتاح الممر المائي المنتظر، وتبعهم حوالي ٧٧ سفينة أخرى شكلت أول فوج في التاريخ تمتع بمزايا الرحلة المختصرة من البحر المتوسط إلى البحر الأحمر، في ظل أجواء احتفالية.

حوالي ١٥٤ عاما مرت على هذا المشهد التاريخي، إلا أن قناة السويس ما تزال محتفظة بالأهمية الاستراتيجية ذاتها، والدور الفريد علي طرق التجارة العالمية، حتى أن أي تأثر في حركة الملاحة يستدعي اهتماما دوليا، كحادث انحراف سفينة الحاويات إيفر غيفن في الممر المائي عام ٢٠٢١.

في الخامسة من صباح الأربعاء تمكنت قناة السويس أيضا من جذب الانتباه العالمي، حينما ودرت أنباء عن اصطدام ناقلة الغاز الطبيعي المسال بي.دبليو ليسميس بناقلة المنتجات النفطية بوري، وذلك على الرغم من تأكيد السلطات المصرية على انتظام حركة الملاحة في القناة خلال ساعات من الواقعة.

ولكن لماذا تتمتع القناة بهذه الأهمية؟ إليك بعض الحقائق عنها:

• قناة السويس ممر مائي صناعي يعود تدشينه للقرن التاسع عشر، ويعتبر أقصر الطرق البحرية بين المحيط الأطلسي والمحيط الهندي

• قناة السويس أكبر من قناة بنما في العمر بحوالي ٤٥ عاما.

• تكلف تدشين القناة ١٠٠ مليون دولار في القرن التاسع عشر أي ما يعادل حوالي ١.٩ مليار دولار أميركي اليوم، بحسب موقع بلومبيرغ.

• بعد التدشين بلغ طول الممر المائي حوال ١٦٤ كيلومتر إلى أن تلك المسافة تصل الآن ١٩٣.٣٠ كيلو متر بعد عمليات تطوير متعددة على مدار عقود.

• القدرة الاستيعابية للقناة في تزايد أيضا، وفقا لموقع هيئة قناة السويس الرسمي، فيمكن للقناة اليوم استيعاب ٦١.٢٪ من إجمالي حمولات الأسطول العالمي لناقلات البترول بحمولتها الكاملة، وحوالي ٩٢.٧٪ من إجمالي حمولات الأسطول العالمي لسفن البضائع الصب بحمولتها الكاملة، و ١٠٠٪ من إجمالي حمولات الأسطول العالمي لسفن الحاويات وحاملات السيارات.

• يمر عبر تلك القناة ١٢٪ من حجم التجارة العالمية بشكل سنوى.

• بلغ عدد السفن التي مرت من القناة في النصف الأول من العام ٢٠٢٢ حوالي ١١ ألف ومئة سفينة، وتقُدر السلطات المحلية أن أداء الممر المائي لم يتأثر خلال العام الماضي بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، حيث شهدت إيرادات القناة خلال النصف الأول من العام ٢٠٢٢ حوالي ٣.٦ مليار دولار أميركي، مقابل ٣ مليارات فقط في الفترة المماثلة في العام ٢٠٢١.

• إبان أزمة السفينة إيفر غيفين، تعطلت حوالي ٣٦٧ مركبة عن المرور في قناة السويس، وقدر محللين أن الزحام الذي خلقته الأزمة عطل تجارة بحجم ١٠ مليار دولار أميركي لكل يوم، بحسب صحيفة نيويورك تايمر الأميركية.

• في العام ٢٠٢٠ بلغت إيرادات قناة السويس حوالي ٥.٦ مليار دولار أميركي، فيما قدرت إيرادات الفترة منذ العام ٢٠١٦ لـ ٢٠٢٠ بحوالي ٢٧.٤ مليار دولار أميركي.

• في النصف الأول من العام ٢٠٢٢ فقط، عبر القناة حوالي ١٢٤ طن من البترول ومنتجاته، وفقا لموقع الهيئة العامة للاستعلامات التابعة للحكومة المصرية.

• في يناير من العام الجاري كسرت القناة رقمها القياسي السالم بتحقيق أعلى معدل دخل شهري بلغ ٨٠٢ مليون دولار أميركي.