مددت السعودية وروسيا، الثلاثاء، الخفض الطوعي لإنتاجهما النفطي حتى نهاية السنة، في مواصلة لدعم أسعار الذهب الأسود التي سجلت ارتفاعا مع صدور الإعلانين.

وزارة الطاقة السعودية قالت في بيان إنّ المملكة "ستمدد الخفض التطوعي، البالغ مليون برميل يوميا والذي بدأ تطبيقه في شهر يوليو لثلاثة شهور أخرى، أي حتى نهاية شهر ديسمبر من العام 2023". وأشارت الوزارة إلى أن إنتاج المملكة خلال الأشهر الـ٣ الأخيرة من العام "سيكون ما يقارب 9 ملايين برميل يوميا".

وفي موسكو، أبقت روسيا خفض صادراتها النفطية بمعدل 300 ألف برميل يوميا حتى نهاية 2023. وسبق أن أعلنت موسكو في فبراير خفض انتاجها من الخام بمعدل نصف مليون برميل يوميا، الأمر الذي أكدته الثلاثاء، وفق فرانس برس.

فكيف قفزت أسعار النفط بعد التمديد؟ وما سبب هذا القرار؟

النفط في أعلى مستوياته منذ نوفمبر

• المحلل لدى يو.بي.إس، جيوفاني ستونوفو، كتب في مذكرة للعملاء أنه "مع تمديد خفض الإنتاج، نتوقع عجزا في السوق يزيد على 1.5 مليون برميل يوميا في الربع الرابع من عام 2023". وتتوقع يو.بي.إس حاليا ارتفاع سعر خام برنت إلى 95 دولارا للبرميل بحلول نهاية العام، حسب ما نقلت وكالة رويترز.

• ارتفع سعر خام برنت، الثلاثاء، إلى نحو 90 دولارا للبرميل في موازاة إعلان السعودية وروسيا. فعند الساعة 14:30 بتوقيت غرينتش ارتفع سعر خام برنت المرجعي تسليم نوفمبر، بنسبة 0.92% إلى 89.8 دولارا، بعد فترة وجيزة من بلوغه 90.75 دولارا.

• ارتفع معادله الأميركي، برميل خام غرب تكساس الوسيط، تسليم أكتوبر، بنسبة 1.43% ليصل إلى 86.77 دولارا. وبذلك وصل خاما القياس العالميان إلى أعلى سعر لهما منذ نوفمبر، بعد إعلان السعودية وروسيا تمديد خفضهما في إنتاج وصادرات الخام. فقد أعلنت وزارة الطاقة السعودية أنها ستواصل خفض إنتاجها النفطي بمقدار مليون برميل يوميا "لمدة ٣ أشهر إضافية"، حتى نهاية السنة.

• قال المحلل لدى شركة فينالتو، نيل ويلسون، إن "تمّ الإعلان عن الأمر في الأسبوع الماضي، لكن النفط الخام يخضع لمضاربات كثيفة بعد الإعلان" رسميا عن ذلك. وفي الأسبوع الماضي، أكد نوفاك أن أعضاء تحالف أوبك+ (منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاؤها) وروسيا اتفقوا على تخفيضات جديدة في الإنتاج، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار.

تدابير وقائية روسية

نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك، صرّح على حساب تلغرام للحكومة الروسية أن "روسيا ستمدد الخفض الطوعي، لشحنات النفط للأسواق العالمية بمعدل 300 ألف برميل يوميا حتى نهاية ديسمبر 2023". مضيفا أن هذا الإجراء "يهدف إلى تعزيز التدابير الوقائية التي اتخذتها دول تحالف أوبك بلاس للحفاظ على استقرار الأسواق النفطية وتوازنها".

وفي مطلع أغسطس، أعلن تمديد الخفض ليشمل شهر سبتمبر "مع إمكانية تمديد أو تمديد وزيادة هذا الخفض". وذكرت الوزارة في بيانها أنّه "ستتم مراجعة قرار هذا الخفض، بشكل شهري، للنظر في زيادة الخفض، أو زيادة الإنتاج".

وجاء القرار السعودي في أعقاب القرار الصادر في أبريل من قبل العديد من أعضاء تحالف "أوبك بلاس" الذي يضم روسيا بخفض الإنتاج طواعية بأكثر من مليون برميل يوميا، وهي خطوة مفاجئة دعمت الأسعار لفترة وجيزة لكنها فشلت في تحقيق انتعاش دائم.

وفي أكتوبر من العام الماضي، قرر تكتل أوبك+ خفض الإنتاج بواقع مليوني برميل يوميا. وأثار القرار، وقتها، حنق واشنطن.

أجندة طموحة

• يقول محللون إن المملكة السعودية تحتاج أن يُسعر النفط بنحو 80 دولارا للبرميل. وتعتمد السعودية على أسعار النفط المرتفعة لتمويل أجندة إصلاحية طموحة تقوم على فكرة تحقيق تحول اقتصادي، بعيدا عن الوقود الأحفوري، وفق فرانس برس.

• يواجه منتجو النفط انخفاضا في الأسعار وتقلبات في السوق، في انعكاس لاستمرار التداعيات الناجمة عن الحرب الروسية الأوكرانية والتعافي الاقتصادي المتعثر للصين.

آثار النفط تصل إلى وول ستريت

أغلق المؤشر ستاندرد آند بورز 500، منخفضا الثلاثاء متأثرا بارتفاع عوائد سندات الخزانة وأسعار النفط مع تقييم المستثمرين لمسار أسعار الفائدة الذي سيتخذه مجلس الاحتياطي الاتحادي، حسب رويترز.