موسيقى

من حي فقير إلى العزف أمام البابا.. قصة أوركسترا ولدت من الموت

نشر

.

blinx

كاويه سانتوس، شاب من البرازيل يبلغ من العمر ١٦ عاما فقط، لا يألف الحياة الناعمة الميسرة، إذ يقطن في أحد أحياء ريو دي جانيرو الفقيرة، والمشهورة بالنزعة العنيف والأجواء الخطرة.

في حي ماريه، حيث يقطن سانتوس، يزيد عدد السكان عن ١٤٠ ألف شخص، إلا أنهم لا ينعمون بأجواء هادئة بسيطة، بل تتعرقل حياتهم باستمرار بفعل مداهمات الشرطة، والاشتباكات فيما بينهم وبين عصابات المخدرات، إلا أن هناك بصيص من الأمل وسط تلك الضجة والتوتر، بصيص أمل يقود الشاب لعزف الموسيقى لا في حيه الفقير ولكن أمام بابا الفاتيكان شخصيا.

أوركسترا من رحم المأساة

يعود الفضل في تحقق حلم سانتوس إلى أوركسترا محلية، تأسست في الحي الصاخب ذاته في العام ٢٠١٠ ويطلق عليها أوركسترا ماريه دو أمينيا، ويستعد أفرادها بعد عبور الأطلسي لعزف الموسيقى في العاصمة البرتغالية لشبونة يحضرها البابا فرانسيس بمناسبة اليوم العالمي للشباب.

فيما تبدو اليوم أجواء الفرقة مليئة بالبهجة، كان تأسيسها من رحم مأساة كارلوس برازيريس، الذي وضع حجر أساسها بعد أن مر بتجربة أليمة، إذ توفي والده الذى كان يعمل قائد فرقة موسيقية في العام ١٩٩٩، بعد أن اختُطف وقتل وعثر على سيارته الملطخة بالدماء في حي ماريه.

تأسست الأوركسترا في العام ٢٠١٠ لحماية الأطفال من العنف في الشوارع. ( المصدر: وكالة رويترز)

قرر الابن أن يحول ذكرى أبيه إلى فعل إيجابي عبر استخدام الموسيقى لابعاد الأطفال عن الشوارع والعنف وتجارة المخدرات، ومن ثم تمكنت الأوركسترا من جذب حوالي ٣٥٠٠ طفل، من بينهم سانتوس الذي بدأ عزف الكمان في عمر ٩ سنوات فقط، على يد إحدى أعضاء الفرقة الأكبر سنا.

ويقول سانتوس بعد أن وصل لشبونة استعدادا للحفل: "الأمر مذهل أن نشعر بأن رغباتنا تحققت، وأن نقارن بين مكان قدومنا والمكان الذي نوجد فيه الآن".

تمكنت الأوركسترا من جذب ٣٥٠٠ شخص. (المصدر: وكالة رويترز)

"أفضل مما يقوله المجتمع"

خلال تواجد الأوركسترا في البرازيل، سوف يعزف الأطفال والشبان في عدة حفلات وتجمعات للاحتفال بالفعالية الكاثوليكية التي تجمع مليون شخص، إلا أن تلك ليست المرة الأولى التي تلتقي فيها الفرقة بالبابا، حيث التقى به العازفين من قبل في العام ٢٠١٧.

من بين الجيل الأول الذى ذهب للفاتيكان، آنا بياتريس سوزا التي تبلغ من العمر ٢٤ عام، وقد عكفت منذ سنوات طوال على تعليم سانتوس بنفسها العزف على الآلة الكمان، حيث أنها تعتبر إلهامها للشبان والشابات كي يحذوا حذوها من الدوافع التي تحملها على المواصلة.

وتقول سوزا التي تدرس علم اللاهوت: "من الجيد أن أدرك أن بإمكاني المواصلة، وأن أكون أفضل مما يقوله المجتمع عني".

تمثل التجربة مصدر إلهام للشبان والشابات. (المصدر: وكالة رويترز)

أما مؤسس الفرقة برازيريس فيقول :"أريد من البابا حقا أن يبارك هؤلاء الأطفال لأنهم سيعودون إلى البرازيل لتعليم الموسيقى في غمار إطلاق النار ولا بد أن تكون رعاية الله معهم".

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة