"العمر مجرد رقم".. الـSoprano التسعينية تواصل الغناء

في حديث لها مع وكالة "فرانس برس" قالت كابايفانسكا إنها شعرت بضرورة العودة إلى عالم الموسيقى واستئناف مسيرتها التي توقفت قبل عقد تقريبا.

وقالت المغنية البلغارية الشهيرة: "الموسيقى هي حياتي، فهي تمنحني الطاقة والإلهام، والأهم من ذلك أنها تصنعنك كشخص".

ودأبت كابايفانسكا في السنوات الماضية على تدريس فن الأوبرا والسوبرانو للطلاب والمتدربين، لكنها لا تكتفي بهذا الدور، وقررت أن تشارك معهم على المسرح في الحفل الختامي السنوي، من خلال حركات بشفاهها ويديها داخل قاعة العرض.

وتعلق كابايفانسكا على نشاطها الأوبرالي على المسرح، ضاحكة: "لا أخفى كوني كبيرة في السن، لكن العمل مع الشباب يمنحني قوة كبيرة، وأطمح أن أوجههم نحو المسار الصحيح".

كابايفانسكا التي ولدت عام ١٩٣٤ في مدينة بورغاس المطلة على البحر الأسود، وتعلمت العزف على البيانو في بدايتها، وفي المدرسة الثانوية اكتشفت مُعلمتها موهبتها الغنائية لتبدأ قصتها.

وظهرت كابايفانسكا على المسرح للمرة الأولى عام ١٩٥٧ في أوبرا صوفيا، وبعد عامين انتقلت إلى إيطاليا وقدمت عروضا في دار أوبرا لا سكالا الشهيرة في ميلانو، لتبدأ في صناعة اسمها.

وواصلت راينا إبهار الجماهير في مختلف أنحاء العالم، إذ أدّت أدوارا في أعمال أوبرالية شهيرة مثل توسكا ومدام باترفلاي، وتشاركت المسرح مع الإسباني بلاسيدو دومينغو، والإيطالي لوتشيانو بافاروتي الذي كان صديقا مقربا لها وتعاون معها.

وافتتحت كابايفانسكا قداس جنازة التينور الكبير عام 2007 في مودينا، حيث أدّت ترنيمة "آفي ماريا" بطريقة مؤثرة.

المطربة الموهوبة كانت ممثلة موهوبة أيضا، وقبل نصف قرن، انبهر جورج تيكيف عندما شاهدها وهي في التاسعة تؤدي دور الملكة إليزابيث في أوبرا "دون كارلوس" لفيردي.

وعقب مرور خمسة وعشرين عاما، طلب منها الأكاديمي إعطاء دروس في الجامعة البلغارية الجديدة (NBU).

ويقول المدير التنفيذي للجامعة عن تعاونهما الطويل "أولا والأهم هي أنها ملهمة جدا، وذات شأن كبير"، مضيفا أنّ "الحفاظ على مثل هذه المعايير العالية يتطلب جهدا كبيرا".

شارك أكثر من مئتي طالب من مختلف أنحاء العالم في الدروس التي توفرها كابايفانسكا كل خريف منذ عام 2001 في صوفيا، وواصل نصفهم تقريبا الدراسة معها في كليات إيطالية كثيرة بموجب منح دراسية وفّرها صندوق يحمل اسمها.

ومن بين الأشخاص الذين ارتادوا "مدرسة كابايفانسكا" السوبرانو الإيطالية ماريا أغريستا، والكورية الجنوبية فيتوريا، والأوكرانية صوفيا سولوفي، والتينور الإيطالي أندريا كير، والباريتون الكوري الجنوبي سيمون ليم.

وترى كابايفانسكا الموهبة من منظور مختلف، حيث تقول: "الموهبة تعبر عن كل شيء، وهي كل المطلوب، فالموهبة ليست مجرد قدرات طبيعية، لكنها أيضا رؤية العالم بطريقة مختلفة، فالشخص الموهوب خلق ببساطة ليغني".

وتضيف: "الفن ليس ضروريا أن يجلب المال، لأنه لم يعد يحمل لدى الجمهور نفس الأهمية التي كان يتمتع بها منذ سنوات مضت".