كوارث طبيعية
.
خلال السنوات الثلاثة الماضية، حتى اليوم، يُعتقد أن فيروس كورونا كان السبب الرئيسي في حصد أرواح ما يقارب 7 ملايين من سكان العالم، حسب احصائيات منظمة الصحة العالمية، لكن دراسة حديثة تنفي هذا الاعتقاد وتعزي سبب الوفيات إلى التهاب آخر.
اكتشف مجموعة من الباحثين بجامعة نورث ويسترن الأميركية من خلال دراسة معطيات 585 مصاب بفيروس كورونا أن الاستعمال المطول لأجهزة التنفس الاصطناعي يحدث التهابا رئويا حادا، يمكن أن يؤدي مباشرة إلى الوفاة.
بنجمين سنغر، الأخصائي في أمراض الرئة بجامعة نورث ويسترن بولاية إيلينوي، وواحد من الباحثين المساهمين في الدراسة، يقول إن البحث يسلط "الضوء على أهمية الوقاية من الالتهاب الرئوي الجرثومي وتشخيصه وعلاجه بفعالية في المرضى المصابين بأمراض خطيرة، بما في ذلك المصابين بفيروس كورونا".
أتت الدراسة لتنهي الفهم التقليدي والشائع للوفيات الناتجة عن الإصابة بفيروس كورونا، إذ كان يعتقد سابقا أن "عاصفة السيتوكين،" - وهي استجابة فيزيولوجية دفاعية وتلقائية يحدث من خلالها إفراز مفرط للخلايا التي تهاجم الالتهابات في الجسم- هي التي تحدث اختلالات عضوية مختلفة تؤدي حتما إلى الموت.
من خلال المعطيات الدقيقة التي اعتمدها الفريق في البحث، لم يثبت فشل أعضاء في المرضى الذين تمت دراستهم.
عكس ذلك، وجد الباحثون بأن المرضى المصابين بالفيروس والمستخدمين لأجهزة التنفس الاصطناعية لمدة طويلة كانوا أكثر عرضة للالتهاب الرئوي الحاد. وتفيد الدراسة بأن حالات الالتهاب التي لم تستجب للعلاج كانت أكثر عرضة للموت.
ويقول سنغر بأن "الحالات التي شفيت من الالتهاب الرئوي الحاد كانت الأوفر حظا في العيش، بينما الحالات التي لم تستجب للعلاج كانت معرضة للموت".
دراسة البيانات تشير إلى أن معدل الوفيات المتعلق بالفيروس نفسه منخفض نسبيا، لكن ما يمكن أن يحدث خلال الخضوع للعلاج في وحدة العناية المركزة، مثل الالتهاب الرئوي البكتيري الثانوي، هو ما قد يرفع من نسبة الوفيات.
وتقترح نتائج الدراسة أن طرق العلاج في وحدات العناية المركزة قد تحتاج إلى التحسين وذلك عن طريق تشخيص وعلاج أفضل خلال المراحل التي تستخدم فيها أجهزة التنفس الاصطناعي.
وتحذر الدراسة على أن فيروس كورونا لا يعد أقل خطورة من الالتهابات التي تصاحب استعمال الأجهزة التنفسية، كما أن الأجهزة لا تقلل من عدد الوفيات بالفيروس.
لم يعد فيروس كورونا الذي أرعب العالم وأوقف دوران عجلته الاقتصادي يعتبر خطرا كما كان من قبل، حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية في 5 مايو 2023 أن جائحة فيروس كورونا لم تعد تشكل حالة طوارئ.
و كانت حصيلة الوفيات في شمال افريقيا و الشرق الأوسط قد وصلت إلى 312,473 في يوليو 2022، حسب احصائيات الصحة العالمية.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة