الحر قد يطردك من منزلك

المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أحصت كوارث التغير المناخي بما يقرب من 12 ألف كارثة بين عامي 1970 و2021.

والبلدان النامية هي الأكثر تضررا، حيث تكبدت:

• 90٪ من الوفيات

• 60٪ من الخسائر الاقتصادية

وكل ذلك نجم عن الصدمات المناخية وأنماط الطقس القاسية.

وأقل البلدان نموا والدول الجزرية الصغيرة النامية هي التي تعاني من تكلفة عالية و"غير متناسبة" بالنسبة لحجم اقتصاداتها.

تتجه درجات حرارة سطح الأرض إلى الارتفاع بمقدار 2.7 درجة مئوية بحلول العام 2100 مقارنة بعصر ما قبل الصناعة.

تتوقع الدراسات أن يؤثر ذلك على أكثر من ملياري شخص، أو 22 في المئة من سكان العالم بحلول 2100.

ما سيُبعدهم عن الظروف المناخية المريحة التي سمحت للبشرية بالتطور على مدى آلاف السنين، وفقا للدراسة المنشورة في نايتشر ساستينابيليتي.

تضم الهند ونيجيريا وإندونيسيا العدد الأكبر ممن قد يواجهون حرارة قاتلة في ظل هذا السيناريو.

وتبلغ أعداد هؤلاء على التوالي 600 مليون و300 مليون و100 مليون.

ويمثل ارتفاع درجة حرارة الأرض "إعادة تشكيل عميقة لصلاحية سطح الكوكب للسكن، ما يمكن أن يؤدي إلى إعادة تنظيم واسعة النطاق للأماكن التي يعيش فيها الناس"، حسب معد دراسة ارتفاع درجة حرارة الأرض والخطر خلال العام 2100 تيم لينتون.

وضع حد للاحترار عند 1.5 درجة مئوية، وهو الهدف الأكثر طموحا لاتفاق باريس العام 2015، يخفض عدد المعرضين لهذه المخاطر إلى أقل من نصف مليار شخص.

ويشهد العالم حاليا ارتفاعا في درجات الحرارة يبلغ نحو 1.2 درجة مئوية نتيجة للنشاط البشري، وخصوصا لاستخدام الوقود الأحفوري (الفحم والنفط والغاز)، مع سلسلة من الكوارث: موجات حر، وجفاف وحرائق غابات..

لذلك يرى المنظمون لكوب 28 أن العالم لا يزال متأخرا في تنفيذ الهدف الرئيسي لاتفاق باريس، وهو تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة كوكب الأرض 1,5 درجة مئوية.

ولتحقيق هذا الهدف يجب خفض الانبعاثات العالمية بـ43٪ بحلول 2030. ويؤكد المنظمون أن العالم بحاجة إلى زيادة إنتاج الطاقة المتجددة بنحو ثلاثة أضعاف لتصل إلى 23 تيراواط في الساعة بحلول عام 2030، بينما يجب مضاعفة انتاج الهيدروجين المنخفض الكربون.

هذا فضلا عن أن قطاع الزراعة مسؤول عن ثلث الانبعاثات العالمية.

ويمر الكوكب بمرحلة فاصلة في التاريخ، فالنمو المنخفض الانبعاثات هو المستقبل ويجب الوصول إلى ذلك بشكل أسرع.

حددت الدراسة المنشورة في نايتشر ساستينابيليتي عتبة "الحرارة الخطيرة" عند 29 درجة مئوية كمتوسط لدرجات الحرارة السنوية.

وتاريخيا، كانت المجتمعات البشرية أكثر كثافة حيث يبلغ متوسط درجات الحرارة 13 درجة مئوية (في المناطق المعتدلة) وبحد أقل حين يبلغ المتوسط 27 درجة مئوية (مناخ يميل إلى الاستوائي).

وتتزايد المخاطر في المناطق الواقعة على طول خط الاستواء.

ويمكن أن يصبح المناخ مميتا هناك في حال ارتفعت درجات الحرارة، بسبب الرطوبة التي تمنع الجسم البشري من تبريد نفسه من طريق التعرق.

الكوارث العديدة التي عصفت بأقل البلدان نموا على مدى نصف القرن الماضي تسببت بخسائر اقتصادية تصل إلى 30٪ من الناتج المحلي الإجمالي، حسب منظمة الأرصاد الجوية.

وفي الدول الجزرية الصغيرة النامية، كان لواحدة من كل خمس كوارث تأثير "يعادل أكثر من 5 في المئة" من الناتج المحلي الإجمالي، فيما قضت بعض الكوارث على الناتج المحلي الإجمالي للبلدان بالكامل.

وشهدت آسيا أعلى حصيلة للوفيات بسبب الظروف المناخية القاسية والظواهر المتعلقة بالمياه على مدار الخمسين عاما الماضية مع ما يقرب من مليون حالة وفاة، أكثر من نصفها في بنغلاديش وحدها.

أما في أفريقيا، فقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن حالات الجفاف تسببت بنحو 95 في المئة من عدد الوفيات الناجمة عن الكوارث المناخية البالغ عددها 733,585 حالة وفاة.

مدينة نيويورك تغرق بمعدل 1 إلى 2 مليمتر تقريبا في السنة، وأجزاء أخرى من جزيرة ستاتن الشمالية، وبروكلين، وكوينز، ومانهاتن تغرق بشكل أسرع بوتيرة 2.75 ملم في السنة، حسب دراسة جديدة.

وتبين أن أسباب الغرق عدة ومنها ثقل ناطحات السحاب التي تزن 842 مليون طن.