القصة الكاملة لانهيار سدود درنة أمام "دانيال"

ظهرت منطقة ضغط جوي منخفض فوق البحر المتوسط حيث ساهمت حرارته في إنتاج الرطوبة اللازمة لتكوين العاصفة. وفي 4 سبتمبر، انتقلت العاصفة باتجاه اليابسة فوق شبه الجزيرة البلقانية ما أدى إلى هطول أمطار غزيرة على المنطقة.

تم تسمية العاصفة باسم "دانيال" في اليوم التالي من قبل الخدمة الوطنية للأرصاد الجوية اليونانية.

بعد ذلك، تحركت العاصفة باتجاه الشمال الشرقي. وفي 8 سبتمبر، اكتسب الإعصار خصائص استوائية فرعية، وانتقل إلى الجنوب الشرقي قبل أن يتحول إلى إعصارٍ استوائي في اليوم التالي.

بعدها، دخلت العاصفة اليابسة جنوباً بالقرب من مدينة بنغازي في ليبيا، لتستمر في التحرك باتجاه الداخل قبل أن تتحول إلى منخفضٍ بسبب الهواء الجاف.

في 9 سبتمبر، تحولت العاصفة التي كانت في البداية منخفضاً استوائياً فرعياً إلى عاصفة استوائية.

سرعة الرياح بلغت 83 كيلومتراً في الساعة، ثم ضربت العاصفة المناطق الشرقية في ليبيا في 10 سبتمبر، حيث أعلنت الشركة الوطنية للنفط إغلاق أربع موانئ نفطية لمدة ثلاثة أيام، وتشمل: رأس لانوف وزويتينا وبريغا وسدرا.

اجتاحت العاصفة المتوسطية "دانيال" عدة مناطق في البلاد، أبرزها مدن بنغازي والبيضاء والمرج بالإضافة إلى سوسة ودرنة.

تقع هذه المدينة الجبلية على ساحل البحر المتوسط، وتحدها من الجنوب سلسلة من تلال الجبل الأخضر. ويقسم وادي درنة أو الشق الصخري المدينة إلى شطرين، ويمتد على مسافة 70 كيلومتراً، وهو أحد الأودية الكبيرة المعروفة في ليبيا.

امتدّ تأثير الإعصارعلى طول المسافة بين بنغازي ودرنة والتي تبلغ 270 كيلومتراً، وكان السهل الساحلي أكثر تضرراً.

ويوجد في المدينة "السد الكبير" الذي يبعد 15 كيلومتراً عن وسطها، وتسببت الأمطار في انهياره وانجرافه في منعرجات عوض خط مستقيم.

مياه السيول واندفاعها بقوة، نجم عنه انهيارات طينية لحقت بمناطق سكنية بسبب انهيار السد.

وأدى تجمع المياه بكثافة على سد درنة، الأصغر حجماً، إلى تدمير مضخاته بشكل كامل وانجراف المياه نحو مناطق سكنية قريبة.

وتعرضت المدينة لانهيار أرضي كبير جداً لدرجة أن الطبيعة الجغرافية للمنطقة تغيرت والوادي زاد اتساعه عرضاً. هذه المدينة تعاني من فقدان الاتصال بغرفة الطوارئ التي تم تشكيلها في المدينة وانقطاع الاتصالات.

وفي طرابلس، أمرت الحكومة المؤقتة جميع الجهات الحكومية بـ "التعامل الفوري" مع الأضرار والفيضانات في المدن الشرقية، لكن الإدارة ليس لها نفوذ في الشرق.

مع ذلك، تعمل الحكومة المؤقتة في طرابلس، التي يترأسها عبدالحميد دبيبة، بشكل وثيق مع مصرف ليبيا المركزي، الذي يوزع الأموال على أقسام الحكومة في جميع أنحاء البلاد، وفق الغارديان.