شرق ليبيا.. الناجون يجاورون الجثث في شوارع درنة

تقع مدينة درنة الجبلية على ساحل البحر المتوسط شمال شرق ليبيا، تطل على ضفاف المتوسط شمالاً، وتحدها من الجنوب سلسلة من تلال الجبل الأخضر، ويشقًها وادٍ يسمى "وادي درنة"، وهو أحد الأودية الكبيرة المعروفة في ليبيا.

عندما ضرب الإعصار المدينة، تجمعت الأمطار الغزيرة في الوادي، الذي يبلغ طوله 50 كيلومتراً، وارتفع منسوب مياهه، مما شكل ضغطاً على السدين المائيين اللذين يحجزان المياه في الوادي، فتدمرا، ليجرف الطوفان الأحياء الواقعة بين الوادي والبحر، ما جعل حجم الدمار هائلاً وعدد الضحايا الذي خلفته العاصفة كبيراً، حيث مسحت أحياء كاملة ودمرت الطرق وتناثرت جثث القتلى في الشوارع.

تقول إحدى الناجيات من العاصفة في درنة: "ما حصل كارثة بكل المقاييس، فقدنا أهلنا ومنازلنا، أين الحكومة أين المسؤولين، أنا شخصياً بالإضافة إلى ٨ أشخاص من عائلتي، تداعى علينا سقف المنزل".

وأضافت قائلة: "كل سكان المدينة ينامون في العراء، ليبيون ومصريون وسودانيون وتشاديون، الأطفال والنساء والشيب والشباب، الموت حصد أرواحهم بالآلاف".

ويعلّق أحد سكان المنطقة على بداية الأحداث بالقول: "كانت الأمطار تهطل بشكل غزير طيلة اليوم وحتى ذهابنا للنوم. ما أفقنا عليه اليوم مهول، لم نكن نتوقع يوماً أن نعيش هذه المشاهد المروعة. المدينة مسحت بالكامل".

يقول مسؤول محلي إن مدينة درنة الساحلية تقع في مصب نهرين عليهما حواجز، وفجر الاثنين، انهار السدان من قوة الأمطار وجرف المدينة بأكملها.

وفي تقييمات أولية تقول بعض المصادر الرسمية ومن منظمات المجتمع المدني، إن ضحايا الأعصار بالآلاف وكذلك المفقودين، إلا أن درنة استأثرت بنصيب الأسد، وتجاوز فيها عدد الموتى الثلاثة آلاف وأكثر من خمسة آلاف مفقودٍ، في حصيلة تبقى مرشحة للارتفاع.

وكانت السلطات الليبية أعلنت مدينة درنة ومدناً أخرى، مناطق منكوبة.

وقال المتحدث باسم القوات المسلحة الليبية أحمد المسماري، خلال مؤتمر صحفي إن الكارثة أتت بعد انهيار السدود فوق درنة، لتجرف أحياء بأكملها وبسكانها إلى البحر.

المتحدث باسم الهلال الأحمر الليبي توفيق شكري، أكد أن ضحايا الإعصار بالآلاف، والذين تم التبليغ عن فقدانهم أكثر من ٩ آلاف شخص لا يعرف مصيرهم.

ونقل عن وزير الطيران المدني بالحكومة الليبية هشام شكيوات، قوله إن فرق الإنقاذ انتشلت أكثر من ألف جثة في مدينة درنة، مشيراً إلى أن الوقوف على الحصيلة الإجمالية للضحايا غير ممكن الآن، لكن العدد سيكون كبيراً للغاية.