"فزعة" من الأهالي للأهالي في المغرب وليبيا

هب الجزائريون المقيمون في فرنسا للمساعدة بما في أيديهم لأهل المغرب، ومن بينهم فرح طراري التي تعمل موظفة لخدمة العملاء في أحد البنوك في أميان شمالي فرنسا حيث هرعت إلى جمعية العمال والتجار المغاربة في المدينة محضرة الملابس ومنتجات النظافة.

في حديثها لصحيفة لوموند الفرنسية تقول فرح "نحن نأتي من نفس المنطقة، ولدينا نفس الدين، ونفس التقاليد، ونفس الثقافة، ونفس اللغة، ونحن شعبان شقيقان".

في شمال منطقة أميان بفرنسا، يعيش أبناء الجزائر والمغرب معا لعقود، فصحيح أن الخلافات ربما تظهر بين كبار السن لكن الأمر مختلف بالنسبة لجيل الشباب مثل شيرزاد الجويلي، ابنة الـ 23 عاما والمولودة لأب مغربي وأم جزائرية حيث تقول لـ"لوموند" إن هذه المسألة لا يصح ذكرها في مواجهة المأساة الحالية.

نورا بورازي، صيدلانية باريسية من أصل جزائري جادت بما تستطيع تقديمه فتبرعت بأربعة صناديق من الأدوات الأساسية (ضمادات، مطهرات، كمادات، ضمادات، باراسيتامول، إلخ) لجمعية "أباجاد" التي تدعم السكان غير الناطقين بالفرنسية وافتتحت مؤخرا فرعا في طنجة.

في جيب سبتة الذي تسيطر عليه إسبانيا شمال المغرب، جمع الأهالي تبرعات تجاوزت ثلاثة أطنان من المساعدات لفائدة المتضررين من الزلزال والتي تنوعت بين الأغطية والمواد الغذائية والطبية والخيام.

رغم ذلك، فإن هذه التبرعات تواجه صعوبة في الوصول إلى المغرب حيث يشير إدريس الوهابي وهو أحد أهالي سبتة في حديثه لموقع هسبريس المغربي المحلي إلى أن استمرار إغلاق المكتب الجمركي بـ”تراخال” يجعل من المستحيل نقل هذه المساعدات عبر المعبر البري.

الجمعية التي تبرعت من خلالها فرح "العمال والتجار المغاربة" تدعم إنشاء مستوصفات ولديها بالفعل معدات مستشفيات تنتظر نقلها للأهالي في مراكش.

بحسب رئيس الجمعية عماد الرملي، فإن الجالية المغربية في بيكاردي تضم ما بين 20 ألف و30 ألف نسمة. ويقول متأثراً للغاية: "لقد تبرع البعض بمبلغ 2 يورو". مشيرا في حديثه إلى أنه "أمر مبهج ورائع ومفجع في الوقت نفسه".

بينما ينقسم الغرب والشرق في ليبيا بين حكومتين، كانت قلوب الأهالي في المنطقتين تتوحد لإنقاذ مواطني درنة والمتضررين من الفيضانات التي ضربت البلاد فكانت "فزعة لأهلنا في الشرق" و "فزعة إخوة" هي ما ضجت به مواقع التواصل الاجتماعي.

ضج موقع إكس "تويتر سابقا" بمقاطع الفيديو التي تظهر قوافل قادمة من المدن الغربية محمولة على الشاحنات للأهالي بل وبعض الأحيان من المحال التجارية.

إكس أيضا حمل العديد من الصور التي تظهر التبرعات القادمة من المنازل ومن جمعيات التجار المحلية في الغرب من أجل إعانة أهالي الشرق.