لماذا يتم التحذير منها؟.. تكدس جثث الكوارث تؤرق فرق الإنقاذ

يشير الدكتور ضرار حسن بلعاوي استشاري الأمراض المعدية في الأردن في حديثه لـ"بلينكس" إلى وجود تبعات صحية متوسطة الأجل للكوارث الطبيعية تتمثل في انتشار الأمراض المعدية عن طريق المياه نتيجة وجود مياه راكدة والمجاري ما يسبب ما يعرف بفاشيات الإسهال مثل الكوليرا والسالمونيلا والتهاب الكبد الوبائي.

يضيف إلى أن الازدحامات الناجمة عن وجود ملاجئ مثلا قد تؤدي لانتشار أمراض مثل الحصبة والأمراض التنفسية، علاوة عن الأمراض التي تسببها الحشرات مثل البعوض والقراض التي تسبب الملاريا وحمى الضنك والحمى النزفية.

يموت ضحايا الكوارث الطبيعية بسبب الإصابة أو الغرق أو الحريق، وليس بسبب المرض وبالتالي في وقت الوفاة من غير المرجح أن يكون الضحايا مرضى بالعدوى المسببة للأوبئة (مثل الطاعون والكوليرا والتيفوئيد والجمرة الخبيثة) بحسب الصليب الأحمر.

رغم ذلك قد يعاني عدد قليل من الضحايا من التهابات الدم المزمنة مثل التهاب الكبد أو فيروس نقص المناعة البشرية، أو السل، أو مرض الإسهال لكن هذه الكائنات الحية المعدية لا تعيش أكثر من ٤٨ ساعة في الجثة باستثناء فيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز"، الذي تم العثور عليه بعد ستة أيام من الوفاة.

ويشير ضرار إلى أن وجود جثث بكمية كبيرة مفاجئة يمكن أن يزيد فرصة انتشار الأمراض لكن علميا الفرصة ضئيلة لتسببها في حد ذاتها بالأمراض المعدية، لكن يمكن أن تنقل مرضا معدية إذا كانت الجثة نفسها مصابة ببعض الأمراض مثل الكوليرا – الحمى النزفية والشيغيلا فتنتقل للعامل في الدفن عبر اللمس أو جرح لكن هذه الفرصة أيضا يمكن أن تكون ضئيلة.

بحسب الكتيب فإن الخطر على الجمهور ضئيل لأنهم لا يلمسون الجثث، لكن الخطر المحتمل مرتبط بإمدادات مياه الشرب بالسوائل التي تخرج.

في هذا الإطار يقول صفوت إنه في حالة درنة مع انتشار الجثث وركود المياه في بعض المناطق وارتفاع الحرارة الذي يؤدي الى انتشار الحشرات الناقلة للأمراض ومع بعض الظروف المتمثلة في نقص الإمكانيات الصحية والغذاء والدواء وعدم القدرة على دفن الجثث المتحللة فمن المتوقع انتشار الكوليرا والتيفود عن طريق المياة الملوثة والذباب والملاريا عن طريق البعوض.

يواجه الأفراد الذين يتعاملون مع الرفات البشرية خطرا بسيطا من خلال ملامسة الدم والبراز المتسرب من الجثث للإصابة بما يلي:

• التهاب الكبد الوبائي B وC.
• فيروس نقص المناعة البشرية.
• السل.
• الإسهال.

كذلك فإن الفرق التي تعمل على استخراج الجثث من المناطق الخرة مثل المباني المنهارة والأنقاض يتعرضون لخطر الإصابة وخطر التيتانوس الذي ينتقل عن طريق الأتربة.

النظافة تحمي العمال من التعرض للأمراض التي تنتشر عن طريق الدم وبعض سوائل الجسم. يجب على العمال استخدام الاحتياطات التالية:

• استخدم القفازات والأحذية إذا كانت متوفرة.
• غسل اليدين بالماء والصابون بعد التعامل مع الجثث وقبل الأكل.
• تجنب مسح الوجه أو الفم باليدين.

• غسل وتطهير جميع المعدات والملابس والمركبات المستخدمة في نقل الجثث
• أقنعة الوجه ليست ضرورية، ولكن يجب توفيرها عند الطلب لتجنب القلق.
• ينبغي العمل على انتشال الجثث من الأماكن الضيقة عديمة التهوية بحذر لا سيما بعد عدة أيام من تحلل الجثث فقد تكون هذه الأماكن سامة وخطرة نتيجة تراكم الغازات، لذلك ينبغي السماح بالوقت اللازم لتهوية هذه الأماكن.

• ينبغي وضع الجثث في أكياس الجثث. إذا لم تكن هذه متوفرة، تستخدم الأغطية البلاستيكية أو الأكفان أو ملاءات الأسرة أو غيرها من المواد المتوفرة محليا.
• يجب التعامل مع أجزاء الجسم (مثل الأطراف) كجسم منفرد فلا يجب على فرق الانتشال محاولة مطابقة أجزاء الجسم في مكان الكارثة.
• تعمل فرق استعادة الجثث بشكل أكثر فعالية في مجموعتين: واحدة لنقل الجثث إلى نقطة تجميع قريبة والثانية لنقلها إلى مناطق تحديد الهوية أو التخزين.

• ملاحظة مكان وتاريخ العثور على الجثة للمساعدة في التعرف على هوية الجثة.
• لا ينبغي فصل المتعلقات الشخصية والمجوهرات والوثائق عن البقايا المقابلة لها أثناء عملية الاسترداد، ولكن فقط أثناء مرحلة التعرف على الهوية.
• يمكن استخدام النقالات وأكياس الجثث والشاحنات المسطحة أو مقطورات الجرارات لنقل الجثث، و عدم استخدام سيارات الإسعاف لهذا الغرض، إذ من الأفضل استخدامها لمساعدة الأحياء.

وفقا لكل من صفوت وضرار فإن الحل سرعة إمداد ليبيا بالمساعدات الطبية والأدوية والأمصال وكذلك أطقم الإنقاذ والأطقم الطبية، مع سرعة البحث عن الجثث وتوفير أكياس لدفنها.