العاصفة إلياس تغمر فولوس اليونانية بـ"الطين"

اجتاحت العاصفة القوية وسط اليونان وجرفت طرقا وحطمت جسورا وغمرت آلاف المنازل بالمياه.

وهذه المرة الثانية التي تتأثر اليونان فيها بعاصفة قوية في أقل من شهر. وظل المئات عالقين في القرى الجبلية القريبة من مدينة فولوس التي تمركزت فيها العاصفة.

ولم ترد أي أنباء عن قتلى إثر العاصفة حسب ما تقول أسوشيتد برس، لكن السلطات اليونانية سجلت اختفاء مروحية خاصة كانت تحلق وسط الطقس السيئ، وما زال رجال الإنقاذ يبحثون عن شخصين كانوا فيها.

دافيريراس وغيره من سكان مدينة فولوس استخدموا الدلاء البلاستيكية لإزاحة الطين العالق أمام أبوابهم والذي بدأ يتسرب إلى داخل البيوت في محاولة منهم لإنقاذ ممتلكاتهم من الغرق في الوحل.

وسحبت المياه المتدفقة العديد من ممتلكات المواطنين التي تظل خارج المنزل أو في الحديقة مثل الكراسي البلاستيكية وسياراتهم.

ولم تصدر أي تصريحات رسمية عن حجم الخسائر بسبب عاصفة إلياس المتوقع أن تستمر بأمطارها ورياحها عالية السرعة حتى الجمعة.

"إلياس" هي العاصفة الثانية التي ضربت اليونان منذ وقت قريب، فقبل شهر ضربت العاصفة "دانيال" وسط اليونان وخلفت أضرارا تقدر بأكثر من ملياري يورو (2.3 مليار دولار) في المزارع والبنية التحتية وأسفرت عن مقتل ١٧ مواطنا حسبما نقلت الوكالة عن مسؤولين يونانيين وقتها.

وما زالت فولوس تكافح للتعافي من العاصفة دانيال، التي أدت إلى هطول كميات كبيرة من الأمطار في وسط اليونان، وحرمت المدينة من المياه الصالحة للشرب لأكثر من أسبوعين في وقت سابق من هذا الشهر، ولم يتم إصلاح كل الأضرار التي لحقت بشبكة المرافق العامة فيها بعد.

وقضت دانيال على عشرات آلاف الحيوانات في مزارع في منطقة واسعة وأساسية للإنتاج الزراعي في اليونان.

قال أخيلياس فولوس رئيس بلدية المدينة للتلفزيون الرسمي: "تحولت فولوس بأكملها إلى بحيرة، حياة المواطنين مهددة بالخطر، حتى أنا ما زلت عالقا، وثمانين بالمائة من المدينة انقطعت عنها كهرباء". وأضاف رئيس البلدية: "لا أعلم من أين أتت كل هذا المياه، إنها مثل قصة سفينة نوح".

وقالت السلطات إن أسوأ الأضرار بسبب العاصفة كانت في محيط فولوس والأجزاء الشمالية من جزيرة إيفيا القريبة، وهي منطقة معرضة للفيضانات بسبب تأثير حرائق الغابات الهائلة قبل عامين.

قال رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس أمام البرلمان: "الدولة مع أولئك الذين يعانون، لقد طغت الكوارث الطبيعية على المسار الإيجابي للبلاد بسبب الهجمات الناجمة عن تغير المناخ".

مدينة فولوس التي يبلغ عدد سكانها حوالي 140 ألف نسمة، تخلصت فرق التنظيف فيها من أكثر من 180 ألف رأس من الماشية والدواجن النافقة، لكنها ما زالت غير قادرة على الوصول إلى أكثر من 12 مزرعة دجاج ما زالت معزولة بعد تقطع السبل المؤدية إليها.