عام على إعصار دانيال.. ليبيا تجمع ما تبقى من درنة

تقول المهندسة المعمارية ملاك الحنوشي إنه على الرغم من مرور عام كامل، لكنها لا تنسى ما حل بهم وكأن السنة لم تمر، فهي لا تزال تسكن في بيت أهلها ولم تتقبل هي وابنها العودة إلى شقتهم.

تحكي "لو لم يبدأ الإعمار الذي تشهده المدينة الآن، لكان الناس يقفون على أطلال كل شبر منها"، موضحة "المدينة بدون أحيائها ومعالمها ليست درنة التي نعرفها".

وتتذكر بغصة مشهد انهيار سدود المدينة مخلفة فيضان كبير دمر المدينة ومعالمها: "بعد رجوع زوجي وابني مساء للمنزل استيقظت على دوي انفجار بعد الساعة الثانية فجرا، "وعند الثالثة إلا ربع سمعت طرق الأبواب والأصوات المرتفعة، ليدخل جيراني ويقولوا إن السد انفجر، والمياه غمرت المدينة".

"توجهت على الفور لمشاهدة الشارع من شرفة الشقة في الطابق الخامس"، حينها قام ابنها بجمع أغراضه وربط رجله برجل أمه وأخبرها بأنه يريد البقاء إلى جانبها، وفق قولها.

بعدها لم تعد تسمع سوى أصوات الصراخ، وطلوع الشمس كان طويلا بالنسبة لها بعد ليلة مرعبة.

عن هذا المشهد المخيف، تحكي: "لم أفهم شيئا. فالمياه غمرت كل شيء، وشاهدت الشباب يقومون بإخراج الجثث، توقعت أن فرق الطوارئ سوف تدخل على الفور"، لكنها لم تشاهد أحدا على الإطلاق.

بعد إخراجها من وسط الطين هي وأسرتها، طلبوا منها الركوب مع الجثامين. تتذكر أنه بعد نقلها لإحدى المدارس دخلت في غيبوبة ولم تستيقظ إلا بعد ساعات.

ملاك الحنوشي التي استطاعت أن تستجمع قوتها لبدء رحلة البحث عن أحبائها، وهي لا تعلم من توفي ومن فقد، اكتشفت أنها فقدت أختها وزوجها وبناتها جميعا، مع أهل زوجها الذين كانوا يسكنون منزلا وسط مدينة درنة.

تقول إن درنة فقدت كبار المدينة والنخب، وأكثر من 350 هكتارا من أزقة وشوارع المدينة وأحيائها، "اختفى كل شيء من المدينة، شيء لا يصدق بنايات اقتلعت من قواعدها".

توضح أنها وبالرغم من الألم خرجت للبحث عن آخرين، كما أشرفت على مراكز إيواء للنازحين، وحتى هذه اللحظة لا تزال ملاك تعمل على مساعدة النازحين لـ"لملمة جراحهم".

تقول المهندسة المعمارية إن المدينة تشهد حاليا نهضة عمرانية من بناء جسور وطرقات ووحدات سكنية، متمنية لو حدث ذلك قبل وقوع الفاجعة وانهيار السدود جراء اهتراء البنية التحتية، وإهمال المسؤولين الذين صدر على 12 مسؤولا منهم أحكاما بالسجن في 28 يوليو 2024.