شهدت السنوات الأخيرة تزايدا ملحوظا في انسحاب شركات التأمين من ولاية كاليفورنيا بسبب الخسائر المتزايدة الناجمة عن الكوارث الطبيعية، خاصة الحرائق.
وفي يوليو الماضي، أعلنت شركة التأمين الكبرى في كاليفورنيا أنها ستتوقف عن تقديم تأمين المنازل في حي "باسيفيك باليسادز" في لوس أنجليس، الذي يُعرف بثروته وجماله الطبيعي ويقع ضمن مناطق شديدة الخطورة بسبب حرائق الغابات. وجاء القرار كجزء من انسحاب واسع لشركات التأمين من سوق كاليفورنيا، التي أصبحت غير مربحة بسبب الخسائر المتزايدة الناتجة عن الكوارث الطبيعية المرتبطة بتغير المناخ.
في هذا السياق، قال ديف جونز، المفوض السابق للتأمين في كاليفورنيا: "نحن نسير نحو مستقبل حيث لن يكون التأمين متاحا أو ميسور التكلفة".
هذا التصريح يبدو الآن أكثر وضوحا مع اشتعال 5 حرائق كبيرة في لوس أنجليس هذا الأسبوع، مما أدى إلى تدمير آلاف المنازل، خاصة في الأحياء الثرية مثل "باسيفيك باليسادز".
ووفقا لتقرير صدر عن شركة State Farm، فإن المناطق ذات المخاطر العالية مثل باسيفيك باليسادز أصبح التأمين فيها شبه مستحيل بسبب التهديدات المتزايدة للحرائق. ومع انسحاب شركات التأمين، اعتمد العديد من السكان على خطة التأمين الحكومي المعروفة بـ "FAIR"، ولكن هذه الخطة تواجه مشكلات مالية ضخمة، إذ أظهرت التقارير أنها مديونة بأكثر من 300 مليار دولار مقابل 200 مليون دولار فقط كاحتياطي.
في المقابل، فإن برنامج FAIR Plan يوفر تغطية تأمينية محدودة لا تتجاوز 3 ملايين دولار، بينما يفوق متوسط سعر المنزل هذا الحد بكثير، ويجد السكان أنفسهم غير قادرين على إعادة بناء منازلهم أو حتى تغطية التكاليف الأساسية لإصلاح الأضرار.
وعلّقت فيكتوريا روتش، رئيسة خطة FAIR: "نحن على بعد موسم حرائق سيئ واحد فقط من الإفلاس الكامل".
الضغوط المالية على هذه الخطة تعني أن أي زيادة في المطالبات قد تؤدي إلى تحميل شركات التأمين الخاصة الفجوة الأولى من الخسائر، مما يهدد بزيادة أقساط التأمين على مستوى الولاية بأكملها.
ويرى الاقتصادي البيئي جودسون بومهاور، أن السياسات الحالية قد تؤدي إلى نزوح جماعي من المناطق الخطرة، مما يهدد بتفكك المجتمعات القائمة منذ عقود.
وقال: "إذا كان هناك تضارب جوهري بين حماية السكان وتحفيز الاستثمارات الذكية، فكيف نحقق التوازن؟"