أين اختفى البيض؟ الحرب والوباء يحاصران بروتين الإفطار

خلال العام الجاري يمكنك شراء ١٢ بيضة فقط مقابل حوالي ٣.٥٤ يورو، وقد يصل السعر أحيانًا إلى حوالي ٤.٨ يورو، أما في بلجيكا، فقدر مزارعون تكلفة إنتاج ١٠٠ بيضة بحوالي ١٥.٩٠ يورو مقابل ٧.٤٧ للفترة ذاتها في العام الماضي وفقاً لصحيفة Le Soir.

أما في فنزويلا، فقد بدأت أزمة البيض بشكل مبكر على خلفية التضخم و الأزمة الاقتصادية محلياً، وفي العام ٢٠١٨ قُدر سعر البيضة الواحدة بحوالي ٢٠٠ ألف بوليفار فنزويلي مقابل بوليفار واحد فقط مقابل لتر الجازولين، ما يعني ٢٠٠ ألف ضعف سعر البنزين، وفي مايو من العام ٢٠٢٠ حاولت فنزويلا تحديد سعر البيض إضافة إلى ٢٦ سلعة غذائية أخرى كان سعرها تخطى الحد الأدنى للأجور.

أما في الولايات المتحدة فتشير بيانات مكتب إحصاءات العمل إلى ارتفاع سعر ١٢ بيضة إلى حوالي ٤.٨٢٣ دولار أميركي في يناير من العام الجاري مقابل ١.٩٢٩ دولار فقط في العام السابق، قبل أن تعود الأسعار للانخفاض مرة أخرى مارس الماضي لتستقر لدى ٣.٤٤٦ دولارات.

على قائمة المتهمين في أزمة ارتفاع أسعار البيض تأتي إنفلونزا الطيور التي اجتاحت أوروبا والولايات المتحدة في العام الماضي، حيث أدى التفشي لنفوق ما يصل إلى ٥٨ مليون طائر الأمر الذي دفع مستثمري قطاع الدواجن لإضافة إجراءات حماية حيوية جديدة لعملياتهم الإنتاجية، ما أضاف بدوره إلى تكلفة الإنتاج وفقًا لأحد تقارير المنتدى العالمي لمستهلكي الأغذية؛ وهو منظمة خيرية مستقلة غير ربحية تسعى لبناء شبكة عالمية مسؤولة عن أمن وسلامة الأغذية في المستقبل.

يعتبر المنتدى كذلك أزمة تفشي إنفلونزا الطيور الأخيرة هي الأسوأ في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأوروبا حيث أثرت على ٣٧ دولة أوروبية وانتقلت لقارة أميركا الشمالية عبر الطيور المهاجرة.

في ظل الأزمة، تظهر في الأفق عوامل أخرى كالحرب الروسية الأوكرانية التي اندلعت فبراير من العام الماضي، وتسببت في عرقلة سلاسل إمداد القمح حول العالم، وبالتالي ارتفاع أسعار أعلاف الدواجن، إضافة إلى مساهمتها في رفع أسعار الوقود وأجور العمالة وغيرها من التكاليف الإضافية.

من جهة أخرى يعتبر تغير المناخ عامل رئيس في التأثير على أسعار البيض بما يصحبه من أحداث مناخية متطرفة.

خلال مطلع العام الجاري صادر ضباط الجمارك وحماية الحدود الأميركيين كميات من البيض قبل تهريبها إلى الولايات المتحدة بعد شرائها بأسعار أقل من الأسعار المحلية، ووفقًا لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية أوقفت إدارة الجمارك ألفي محاولة تهريب بيض إلى الولايات المتحدة خلال الفترة ما بين ١ نوفمبر للعام ٢٠٢٢ و١٧ يناير للعام ٢٠٢٣.